اقتصاد العالممال واعمال

نظام المقايضة وعيوبه

عبر التاريخ، ظهرت العديد من طرق التعامل والتبادل التجاري بين الأشخاص، وكان نظام المقايضة واحدًا من أبرز هذه الطرق، واستمر بين بعض الأفراد قبل ظهور العملات.

المقصود بالمقايضة
هو مصطلح يشير إلى نظام صرف كان متبعا في الماضي قبل ظهور العملات، ويتم عبره تبادل البضائع أو الخدمات مباشرة بسلع أو خدمات أخرى دون استخدام وسيلة تبادل محددة مثل العملات المالية، ونظام المقايضة كان بتم في الغالب بين طرفين وأحيانا ثلاث أطراف اشتركوا في عملية ما، ومازالت عملية المقايضة تتم أحيانا بدلا من استخدام المال عندما يكون سعر العملة غير مستقر.

مقولات شائعة حول المقايضة
أشار الخبير الاقتصادي ديفيد غرايبر إلى أن محاولات الترويج لعيوب التبادل في الماضي كانت دافعًا للاحتكام إلى تحديد قيمة محددة، وبالتالي ظهرت المال والاقتصاد وعلم الاقتصاد نفسه.

يقول خبراء الاقتصاد المعاصرون أن المال ظهر في البداية وكانت المقايضة قائمة، ولكن بعد ذلك اكتشف المواطنون فعالية العملات وتفوقها على المقايضة، وتخلوا عنها حتى اختفت تدريجيا.

يقول علماء الاجتماع أن أحدًا من الذين درسوا وبحثوا نظام المقايضة لم يتفقوا في أي شيء تقريبًا، ولكن جميعهم اتفقوا على أن نظام المقايضة تطور واستبدل بالنقد، وأن النقد هو الأفضل والأنجح بين النظامين.

يُقال إن نظام المقايضة استمر حتى القرن التاسع عشر على الرغم من وجود العملات، وذلكان الهدف من ذلك هو منع وجود وسطاء يستفيدون من التجارة بين السلع المتبادلة، كما يمكن لهم أن يفعلوا إذا كان النقود هي الوسيلة المستخدمة.

قبل ظهور المال، تمت مراحل عديدة من المقايضة، حيث اختارت بعض المجتمعات أنواعًا مختلفة من الماشية لتمثل قيم السلع الأخرى، واختار آخرون سلعًا أخرى متطلبين أن تكون لها قيمة لدى جميع الأطراف.

ظهر نظام المقايضة بطريقة تلقائية نتيجة الحاجة إليها لتسهيل التعامل بينالبشر، وكذلك ظهور النقود لم يكن نتيجة اختراع فردي أو تداولها نتيجة عقد اجتماعي بين الأفراد، وإنما كان من باب الحاجة إليها.

كانت المقايضة هي الطريقة الشائعة في العصور البدائية، حيث كان الإنسان يستبدل ما يملكه بما يود أن يمتلكه، ولكن كان هناك بعض الأشخاص يشعرون بالاستياء بسبب عدم تكافؤ قيمة السلعة التي يستبدلونها، ولذلك ظهرت تدريجيًا العملات النقدية ليتم تحديد قيمة الأشياء بإحكام.

عندما زادت حاجات الإنسان ومطالبه وأصبح يتنقل من مكان إلى آخر، أدرك أنه يحتاج إلى نظام للصرف حتى يتمكن من شراء ما يريد من أي مكان دون عناء حمل السلع والممتلكات على ظهره من مكان إلى آخر.

عيوب نظام المقايضة
عانت المقايضة من عدة عيوب حالت دون انتشارها ودفعت الأجيال القديمة إلى تطوير نظام مالي جديد، ومن بين تلك العيوب:

1- صعوبات ايجاد مقياس واحد للتبادل: كانت صعوبات القياس هي أحد الأسباب الرئيسية لظهور النقدية، وكانت مشكلة كبيرة في عمليات المقايضة، حيث كان المرء يمتلك شيئا ثمينا ويضطر إلى تبديله بشيء آخر بسيط فقط لأنه يحتاجه في الوقت الحالي.

2-عدم توافق رغبات البائع والمشتري: يحدث في بعض الأحيان أن يكون لأحد الأطراف سلعة يرغب في استبدالها بأخرى، ولكن الطرف الآخر قد لا يرغب فيها، وبالتالي يتضرر الأول بسبب حاجته الشديدة.

3- صعوبة توفر وسيلة عامة صالحة لاختزان القيمة: في السابق، لم يكن هناك ما يسمى بالبنوك التي تحتفظ بالسلع والمنتجات مثلما يوجد الآن مصارف تحتفظ بالنقود. وعدم الاحتفاظ بالسلع كان يؤدي إلى سرقتها أو فسادها، بينما الأموال لا تفسد بمرور الوقت إلا عندما يتم تغيير طريقة التعامل بها.

4- صعوبة توفر وحدة مناسبة للدفع الآجل: لم يكن هناك نظام مناسب لتأجيل دفع المقابل، بينما المقايضة تعني الاستبدال الفوري.

5- صعوبة تجزئة بعض السلع: كانت بعض السلع ذات تكلفة عالية وكان صاحبها بحاجة إلى تجزئتها لشراء مزيد من الأشياء، ومع ذلك، كان غير قادر على القيام بذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى