نصائح للتغلب على التوتر بالاستماع إلى الموسيقى
منذ زمن بعيد، كانت الموسيقى هدية للبشرية، وفي هذا العصر الذي يتسم بالخطى السريعة والتكنولوجيا المتقدمة والتوتر المنتشر في الغالب، قد تصبح الموسيقى غذاء للروح. فالقوة العلاجية للموسيقى قد أسرت الجميع، والكلمات وحدها لا تستطيع التعبير عن المشاعر والأحاسيس التي تنبعث من داخلنا عندما نستمع إلى الألحان الموسيقية المفضلة لدينا .
تعتبر الموسيقى وسيلة فعالة لتخفيف التوتر، وعلى الرغم من أن الكثير من الأشخاص الذين يشعرون بالتوتر يرون الاستماع إلى الموسيقى كوسيلة لإضاعة الوقت لعدم الحاجة إلى بذل جهد، إلا أن الموسيقى في الواقع تزيد من الإنتاجية وتخفف من التوتر .
كيف يمكن للموسيقى أن تساعد على تهدئة المشاعر الداخلية، وكيف يمكن أن تكون وسيلة علاجية فعالة للتوتر؟
– الإستماع إلى الموسيقى يؤثر على موجات الدماغ : هذه أخبار جيدة لعشاق الموسيقى، حيث توجد العديد من الدراسات العلمية المتنوعة التي تسلط الضوء على حقيقة أن الموسيقى لها تأثير إيجابي على الدماغ. ومع ذلك، قبل العمق في الموضوع، يجب علينا فهم حقيقة موجات الدماغ بشكل جيد، والتي تحدث بواسطة الإشارات الكهربائية التي تستخدمها خلايا الدماغ للتواصل. تحدد هذه الإشارات بواسطة بعض الوسائل المعروفة بتخطيط كهربية الدماغ أو EEG، والتي تصور على شكل موجات دماغية .
والآن ، لنرى كيف تؤثر الموسيقى على هذه الموجات ، أثبت الخبراء أن الموسيقى يمكن أن تغير ترددات الموجة الدماغية لتصبح جيدة ، ويمكن أن تحث على استرخاء الذهن ، وبالتالي تخفف التوتر ، ربما يكون لدينا الوعي أن الموسيقى يمكن أن تؤلف بترددات مختلفة ، وكل تردد منهم يكون له تأثيره الإيجابي الخاص على موجات الدماغ .
– الإستماع إلى الموسيقى يؤثر على التنفس وضربات القلب : قامت الدراسات العلمية بأخذ عدة خطوات كبيرة في البحث عن تأثير الموسيقى على القلب والتنفس. وجد الباحثون أن الموسيقى ذات الإيقاع السريع تزيد من سرعة ضربات القلب والتنفس، بينما الموسيقى البطيئة والتأملية تخفض معدل ضربات القلب وتبطئ التنفس، مما يساعد على الاسترخاء وتحسين وضوح الذهن للمستمعين .
أكدت الدراسات أن الاستماع لإيقاعات الموسيقى لمدة 20-30 دقيقة على الأقل يمكن أن يهدئ معدل ضربات القلب، ويمكن القول بأن الموسيقى تؤثر بالتأكيد على معدل ضربات القلب وفقًا لنوعها التي يختارها الأشخاص .
– الموسيقى تساعد على التغلب على الخوف والغضب : يساعد الاستماع للموسيقى على تجاوز المشاعر السلبية مثل الخوف والغضب، وعندما تواجه مواقف محفزة للتوتر مثل الازدحام في الطرق، فإن إعادة تشغيل الموسيقى يمكن أن يكون خيارا جيدا .
لا تساعد الموسيقى فقط على تهدئة الأعصاب المشدودة والمتوترة، بل تساعد أيضا في الحفاظ على الهدوء والاسترخاء وتخفيف الضغط عن أي شخص، فهي ترتبط بطريقة مباشرة بالعواطف الإنسانية، وبشكل مختصر يعتمد الأمر على نوع الموسيقى التي يتم الاستماع إليها، ولتصفية الذهن واسترخاء عضلات الجسم بالموسيقى، يمكن اختيار الإيقاعات الهادئة على سبيل المثال .
يمكن استخدام الموسيقى بدلا من الضوضاء الصوتية، حيث تكون الموسيقى قريبة من القلب وتساعد في تخفيف التوتر وتحسين الحالة العامة، حيث تعمل الموسيقى على خفض هرمونات التوتر .
ولتبسيط هذا المقال، يمكننا القول بالتأكيد إن الاستماع إلى الموسيقى يعمل على راحة الأشخاص وتهدئة الأرواح الجريحة، كما يساعد على تحسين المزاج ومكافحة الشعور بالإجهاد .