نصائح للأمهات في تربية الأطفال الصحيحة .. بدون عقاب
ما هو الفرق بين التأديب والعقاب
ربما يكون أحد النظامين الذي يتبعه الآباء والأمهات هو وسيلة لتبادل القيم الأسرية بينهم، فيما يمكن أن يكون النظام الآخر هو وسيلة مساعدة لإظهار هذه القيم بشكل جميل، والتأديب نظام مفيد للوالدين والأبناء، والعقاب هو استراتيجية تدعم التأديب.
يجب ملاحظة أن التأديب ليس نظاما أحاديا فيما يتعلق بالطفل فحسب، بل إنه يشمل الآباء والأمهات أيضا. يجب على الأسرة أن تتصرف بالكامل في مصلحة الجميع وأن تعمل ككيان واحد. في سياق التأديب، يمكن للآباء والأمهات استخدام أسلوب الثواب والعقاب.
لماذا من المهم تأديب طفلك
قد يكون من الأهمية أن يقوم الأبوان بتأديب أطفالهم وتعليمهم مجموعة من القيم والأخلاق التي قد توجههم خلال حياتهم، وتأديب الطفل هو عملية مهمة جدا حيث يعزز الدافع الذاتي لداخل الطفل ويساعده على تنظيم شخصيته وبسهولة يتخذ قرارات في المستقبل، لذا يعتبر التأديب أداة تعليمية تفيد الأطفال بشكل كبير.
نصائح للأمهات في تربية الأطفال الصحيحة .. بدون عقاب
التربية الإيجابية هي الإطار الذي يساعد الأطفال على فهم العالم الحقيقي من حولهم، وهي الأساس في تنمية عملية تأديب الطفل بشكل سلس، حيث يصبح من السهل تعليم الطفل وتوجيهه بحب وسعادة وثقة، حتى يتمكن من تغيير أي سلوك غير مقبول.
قد يكون الهدف من تأديب الأطفال هو تعزيز سلوكهم مع مراعاة احتياجاتهم تجاه الآخرين، وفيما يلي بعض الطرق الفعالة لتأديب الأطفال:
- شرح العواقب: عندما يتصرف الطفل بشكل سيء، يجب أن نشرح له عواقب هذا السلوك، مثلا إذا قام الطفل بتسبب الفوضى في مكان ما، يجب عليه تنظيفه فورا.
- إعطاء وقت مستقطع للطفل: قضاء الأطفال بعض الوقت بمفردهم يمكن أن يكون أمرا جيدا، حيث يمكن للطفل أن يفكر في ذاته بشكل أفضل، ولكن هذه الطريقة مناسبة للأطفال الكبار في السن. وتعد هذه الطريقة فعالة في تأديب الطفل بشكل مفيد.
- أخذ الوالدين مهلة: حتى الوالدين قد يحتاجون إلى التعامل مع مشاعرهم وقضاء بعض الوقت بمفردهم إذا شعروا بالارهاق النفسي، ويمكن الاستعانة بأي شخص قريب منك لأخذ استراحة قصيرة من الطفل حتى يستطيعوا المواصلة.
- تعزيز السلوك الحسن: هذه واحدة من الطرق الفعالة لتأديب الأطفال، فكل طفل يرغب في حب وعطف والديه، وإشادة بالسلوك الجيد داخل الطفل وتنميته هي طريقة رائعة لتعزيز سلوك الطفل الجيد.
فوائد تأديب الأطفال على المدى الطويل
- تعتبر تأديب الأطفال وتوجيههم نحو تحقيق أهدافهم وتحديد قرارات تتماشى مع أسلوب حياتهم وأهدافهم الشخصية من العوامل التي قد تساعد في ذلك.
- يجعل التأديب الطفل يشعر بالرضا ويقلل من التوتر على المدى الطويل، وهذا يساعده على تنظيم نفسه في المستقبل.
- أظهرت الأبحاث أن زيادة السيطرة على السلوكيات وتحسين الضبط الذاتي يمكن أن يؤدي إلى الاستمتاع بالحياة بشكل أفضل.
- في الوقت نفسه، يمكن للانضباط أن يخلق طلاباً جيدين، ذكيين ومتحفزين، حيث يصبحون أشخاصًا يركزون بشكل أكبر على تحقيق الأهداف.
- قد يساعد تأديب الأطفال في تحديد أهدافهم وتحقيقها بشكل أفضل بكثير من الأطفال الذين لم يتعرضوا للتأديب.
- يوفر التأديب نظرة إيجابية أكثر تجاه الأمور، ويساعد في تعزيز السلوكيات الإيجابية.
- يساعد التأديب في تجنب العديد من الإغراءات، حيث لا يوجد الكثير من الأشياء التي تشتت انتباههم مثلما يحدث مع الأطفال الآخرين.
- يمنح التأديب الصارم الطفل العزيمة التي تساعده على النجاح في العديد من جوانب حياته اليومية في تعامله مع الآخرين.
- قد يساعد التأديب على المدى الطويل في تحقيق الاستقرار العاطفي للفرد، حيث يؤثر بشكل كبير على العواطف الشخصية.
- يساعد التأديب على المحافظة على الصحة على المدى الطويل، حيث أثبتت الأبحاث أن الأطفال الذين يتصرفون بعدوانية وعنف قد يواجهون العديد من المشاكل التي تؤدي إلى انخفاض العمر الافتراضي لديهم.
طرق تربية الطفل في المراحل العمرية المختلفة
بالإضافة إلى الجدول الذي يتضمن أوقات النوم واللعب، يحتاج الأطفال أيضا إلى جدول ينظم تفاعلهم مع من حولهم بشكل مهذب ولائق. وقد وضع علماء علم النفس طرقا لعقاب الأطفال في مراحل عمرية مختلفة، على سبيل المثال
- عقاب الأطفال من عمر سنة إلى سنتين: في هذه المرحلة، يجب على الآباء والأمهات أن يكونوا صارمين في بعض الأحيان، حيث أن التأديب في هذه المرحلة مهم وضروري لضمان سلامة الطفل ومنعه من أن يصبح طفلا مدمرا. وفي هذا العمر، يجب على الوالدين قول “لا” بحزم وإعادة توجيه الطفل لنشاط بديل، ويجب التأكد من عدم تكرار هذا السلوك السيء.
- عقاب الأطفال من سنتين إلى ثلاث سنوات: في هذه المرحلة، يجب على الآباء والأمهات أن يتعاطفوا مع الطفل، ويجب مراقبته بشكل مستمر لأنه في هذا العمر يريد الطفل أن يسيطر على كل شيء، وعليهم توجيه الطفل بشكل جيد وتعريفه بالأشياء الممنوعة التي يجب تجنبها.
- عقاب الأطفال من ثلاث سنوات إلى خمس سنوات: في هذا العمر، يمكن للطفل أن يتقبل بعض القيود وأن يتعلم طرقا للاستئذان من الآخرين، ومن الضروري عرض نماذج سلوكية جيدة للأطفال، ويمكن استغلال هذا الوقت لتوضيح للأطفال مدى سوء فعلهم.
- عقاب الأطفال من ستة أعوام إلى 12 عامًا: عند هذه المرحلة، يبدأ الطفل في الشعور بالاستقلالية، وهذا يؤدي إلى زيادة الصراعات، حيث يتصرف بشكل مختلف ومستقل ويختار ما يريد، ولذلك يجب على الآباء والأمهات عدم ترك الطفل وحده في هذه الصراعات، وأن يضعوا دائما القواعد له، ويجب ممارسة أساليب التأديب المقبولة التي تشمل العقاب والمكافأة وتحديد الوقت.
- عقاب المراهقون من 13 سنة إلى 18 سنة: في هذه المرحلة يحدث العديد من المشاحنات والنزاعات، ويبدأ المراهق في الابتعاد عن والديه، ويجب على الآباء والأمهات دعمه وعدم التقليل من شأنه بأي شكل من الأشكال، ويجب تعليم المراهق المساءلة وتحمل عواقب أفعاله السيئة.
ما هي صفات الطفل العنيد
قبل أن نتحدث عن صفات الطفل العنيد، يجب أن نفهم أولا سبب سوء تصرف الأطفال وقيامهم بالكثير من السلوكيات السيئة، فقد يكون السبب في ذلك متعدد الأسباب، بما في ذلك
- قد يكونوا أصغر سنًا ولا يدركون أن هذه الأفعال غير مقبولة.
- هؤلاء الأطفال يشعرون بالكثير من الإحباط والغضب والاستياء.
- لا يوجد لديهم وسيلة أخرى للتعبير عن هذه المشاعر السيئة سوى العناد.
- إذا تَعَرَّضَ الطفلُ دائمًا للتوتُّرِ من حولِهِ، فقَدْ يَتحوَّلُ لِطِفلٍ عنيدٍ.
- قد يلجأ الطفل في بعض الأحيان إلى هذا السلوك لجذب الانتباه إليه.
- يمكن للأطفال أن يتبعوا سلوكيات سيئة لأنهم في حاجة إلى الشعور بالاستقلالية بشكل كافٍ.
عواقب العنف ضد الأطفال
تعلم الأطفال من خلال القدوة الحسنة كما أوصانا رسولنا الكريم ﷻ. يتأثر الطفل طوال حياته بوالديه، لذا يجب على الآباء والأمهات أن يكونوا قدوة جيدة ونموذجا لهم. يجب تجنب العنف بكل أشكاله، حيث يسبب العنف العديد من المشاكل للأطفال، مثل تدمير العدالة والإضرار النفسي والجسدي للطفل وإلحاق الضرر بكرامته وهويته، مما يجعله يشعر بالخوف على المدى الطويل.