نتائج الادمان على وسائل التواصل الاجتماعي
ما هو إدمان وسائل التواصل الاجتماعي
سواء كان الشخص يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع الأصدقاء، أو الأحباء، أو ببساطة لقتل الوقت، فإن هذه النشاطات أصبحت شائعة جدا في العقد الأخير.
ينطبق هذا بشكل خاص على الأطفال والمراهقين والبالغين في منتصف العمر، والسؤال هو، هل تحولت عادة غير ضارة إلى إدمان؟
مثل الإدمان السلوكي الآخر، يمكن أن يؤثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطرق سلبية على الدماغ، حيث يمكن للشخص أن يستخدمها بشكل مفرط ويصبح معتادا بشدة على تصفح المنشورات والصور ومقاطع الفيديو التي تتداخل مع أمور أخرى في حياته.
لا يُدمن جميع الأفراد الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن نظرًا لتوافر هذه الأنشطة لعدد كبير من الناس، فإن العديد منهم قد يصبحون مدمنين على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت ما من حياتهم.
لم تسبب مواقع التواصل الاجتماعي الإدمان
على الرغم من أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يبدو كعادة مسلية لا تحمل أي ضرر في الوهلة الأولى، إلا أن هذه العادة تؤثر على الدماغ، حيث يزيد مستوى الدوبامين في الدماغ عندما يدخل الشخص إلى تطبيقاته المفضلة، ويعد هذا المرسل العصبي مرتبطًا بالشعور بالسعادة.
عندما يحصلالشخص على كمية كبيرة من الدوبامين بعد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، يتعرف الدماغ على هذا النشاط كنشاط مكافئ ويحرض على تكراره، ويمكن تعزيز هذا الشعور من خلال نشر صورتك الشخصية والحصول على العديد من الإعجابات والتعليقات.
المشاعر الإيجابية التي يشعر بها الشخص أثناء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مؤقتة، والطريقة التي يتفاعل بها الدماغ مع تصفح هذه المواقع والإدمان عليها تشبه إلى حد كبير أنواع الإدمان الأخرى.
عندما ينتهي الدوبامين المسؤول عن الشعور بالسعادة، يعود الشخص إلى المصدر الذي أدى لإطلاق الدوبامين (وفي هذه الحالة، مواقع التواصل الاجتماعي هي المصدر)، للحصول على الدوبامين مجددًا.
في بعض الحالات، قد تكون وسائل التواصل الاجتماعي مرحب بها كتشتيت للانتباه في حالة كان الشخص معزولا بسبب طبيعة عمله أو مرضه، وكلما أمضى وقتا أطول في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، كلما شعر بأن هذا النشاط يساعده على تقليل الشعور بالوحدة (ولكن هذا الأمر ليس حقيقيا في الواقع)
هل لمواقع التواصل تأثيرات إيجابية
قد تكون مواقع التواصل الاجتماعي مفيدة بشرط استخدامها بتوازن وعدم الإفراط، ويمكن أن تكون ضرورية في ظروفنا الحالية، ولكن يجب استخدامها بشكل صحيح.
بعض الجوانب الإيجابية لاستعمال مواقع التواصل الاجتماعي تتضمن:
- الفرصة لاكتشاف أصدقاء جدد
- القدرة على التواصل مع العائلة والأصدقاء من جميع أنحاء العالم
- الهدف هو زيادة الوعي على نطاق عالمي حول موضوع حساس يستحق النقاش وتسليط الضوء عليه
- القدرة على إعطاء وتلقي الدعم العاطفي والإيجابي
- يمكن العثور على منصة مناسبة للإبداع والتعبير عن الذات
- الوصول إلى معلومات ومصادر موثوقة
نتائج الادمان على مواقع التواصل الاجتماعي
يمكن أن يكون المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل معتدل غير ضار، ولكن هناك آثار سلبية للإفراط في استخدامها، ومن بين النتائج السلبية لإدمان مواقع التواصل الاجتماعي:
- يؤدي عدم تقدير الذات إلى الأفكار المغلوطة التي تجعلنا نعتقد بأن حياة الآخرين أفضل من حياتنا الشخصية
- زيادة العزلة والوحدة
- القلق او الاكتئاب
- الخوف من فقدان شيء ما يؤدي إلى زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
- اضطراب في نوعية النوم، خاصة عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مباشرة قبل النوم
- نقص النشاط الجسدي يمكن أن يؤدي إلى أضرار تؤثر في الصحة العامة
- نقص الدرجات في المدرسة أو الأداء الوظيفي المنخفض في العمل
- تجاهل العلاقات في الحياة الحقيقية
- نقص القدرة على التعاطف مع الآخرين.
علامات تدل أن مواقع التواصل تؤثر بشكل سلبي على حياة الشخص
إذا كانت مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر سلبًا على صحتك النفسية وحياتك اليومية، فيجب الحصول على المساعدة، وتتضمن العلامات التي تشير إلى ذلك الأمور التالية:
- مقارنة حياتك مع حياة الآخرين: يشعر الشخص باستمرار بالخوف من فوات شيء عندما يجد الآخرين ينشرون حول حياتهم اليومية، ويقارن حياته باستمرار مع حياة الأشخاص الآخرين
- الشعور بأنك غير ناجح: عندما يشعر الفرد بفشله مقارنة بالآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن ذلك يعني بدءه بالتفكير بنفسه بشكل سلبي بسبب هذه المقارنات
- عدم القدرة على البقاء بعيدًا عن مواقع التواصل: يحدث هذا عندما تصبح مواقع التواصل الاجتماعي أول شيء يتصفحه الشخص عند استيقاظه وقبل أن يذهب للنوم.
- صعوبة في النوم: تؤثر الأضواء الزرقاء الصادرة من الجهاز على نظام النوم الطبيعي للشخص، مما يجعل الاسترخاء والنوم صعبين.
كيف يدرك الشخص بأنه مصاب بإدمان وسائل التواصل الاجتماعي
يستطيع الخبير النفسي المتخصص تحديد ما إذا كان الشخص مدمنا على مواقع التواصل الاجتماعي أم لا، ولكن هناك اختلافات رئيسية بين إدمان مواقع التواصل وبين الاستمتاع بها كعادة، وتشمل ذلك
- يمكن أن يؤدي استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مفرط إلى تأثيرات سلبية على العمل أو المدرسة، مثل فتح العديد من التطبيقات خلال ساعات العمل أو بدلاً من الدراسة
- زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أثناء قيام الناس بأنشطة أخرى، مثل الجلوس مع العائلة أو الأصدقاء أو تناول الطعام
- زيادة الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للتعامل مع المشاكل
- الأرق والتهيج في الوقت الذي لا يستخدم فيه الشخص وسائل التواصل
- الغضب عند نقص استعمال مواقع التواصل
- التفكير في مواقع التواصل الاجتماعي التي لا يستخدمها الشخص في الوقت الذي تكون فيه متاحة له، وهو أول شيء يفعله الشخص عندما يتاح له الفرصة، مثلما يحدث عندما يكون الشخص في العمل.
كيفية تقليل الوقت الذي يقضيه الشخص على مواقع التواصل
سواء كان الشخص يعاني من إدمان مواقع التواصل الاجتماعي أو يستخدم التطبيقات بشكل زائد، فهناك طرق تساعد على تقليل استخدامها الكلي.
تشمل بعض النصائحالتي تساعد الفرد على تحقيق توازن أفضل مع مواقع التواصل الاجتماعي:
- يمكن الوصول إلى تطبيقات مواقع التواصل عن طريق الحاسوب الشخصي، ولكن إبعاد هذه التطبيقات عن الهاتف المحمول يساعد على تقليل الوقت الذي يقضيه الشخص على مواقع التواصل الاجتماعي.
- يمكن إغلاق الهاتف الشخصي أثناء العمل أو المدرسة أو الوجبات أو الأنشطة الأخرى، كما يمكن تعديل إعدادات بعض مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق إيقاف الإشعارات.
- يتم تحديد وقت مخصص لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل يومي، ويمكن تشغيل المؤقت لمساعدة الشخص على مراقبة استهلاكه لوسائل التواصل.
- ترك الهاتف أو الحاسوب خارج غرفة النوم.
- ابدأ بعادة جديدة لا تتعلق بالهاتف، ومن الأمثلة الرياضات والطهي والفنون والكثير غيرها
من المهم أيضًا قطع وسائل التواصل بشكل نهائي لفترة من الوقت بالكامل لإيجاد وقت للتواصل الحقيقي.
حسب احتياجات الشخص ونمط حياته، يمكن الانقطاع عن وسائل التواصل الاجتماعي لمدة يوم في الأسبوع، أو الانقطاع لأسبوع كامل أو حتى شهر، ويجب أن يظل الشخص دائمًا هو السيد على مواقع التواصل الاجتماعي وليس العكس.