موضوع عن كبار السن
يعتبر الشيخوخة مرحلة أساسية يمر بها العديد من الأشخاص الذين يعيشون في هذه الحياة. تشبه هذه المرحلة المرحلة الطفولية في العديد من الجوانب. يحتاج الطفل في بداية نموه إلى رعاية خاصة ومميزة، وتستمر هذه الرعاية حتى يصل إلى فترة شبابه. وفي مرحلة الشيخوخة، يبدأ الشخص في تحقيق استقلاليته تدريجيا في سلوكه وفي جميع جوانب حياته. ومع ذلك، يبقى هناك نوع من المراقبة من الوالدين، حيث يتسم بالمسؤولية والحكمة .
أهمية رعاية كبار السن
يحتاج كبار السن إلى رعاية وعناية مشابهة لتلك التي يتلقونها في صغرهم، حيث يتشابه أو يتداخل سلوكهم مثل سرعة الانفعال والحساسية المفرطة والنسيان وعدم التركيز وعدم القدرة على الاعتناء بالمظهر الخارجي والنظافة الشخصية، وتتوفر هذه الظواهر جميعا أو بعضها، وتختلف من شخص لآخر، كما تلعب العوامل الصحية والجسدية دورا آخر في ذلك، فمثلا يؤثر نقص بعض العناصر الغذائية على الدماغ وتوازن الجسم، ولكن يظل عامل الشيخوخة هو الأكثر تأثيرا .
بالإضافة إلى ذلك، كبار السن بطبيعتهم يحتاجون إلى الصبر والحكمة والتسامح في آن واحد. لا ينبغي أن ننزعج من أي تصرفات أو أقوال مثيرة أو غريبة تصدر عنهم، لأن ذلك سيؤثر سلبا على ردود أفعالهم بالتأكيد. وقد تكون هناك عواقب سيئة، مثل إثارة مشاعر الغضب والكراهية. لذا، يجب أن نتصرف بطريقة تؤدي إلى نتائج إيجابية تجعلهم يشعرون بالأمان والطمأنينة والراحة النفسية، وتكسبنا حبهم ورضاهم في الوقت نفسه .
ويوجد نوعين من المسؤوليات : تتمثل المسؤولية الفردية في حسن معاملة وخدمة كبار السن والقيام بأوامرهم ورعايتهم، واستيعاب تصرفاتهم الفعلية أو القولية، التي قد تخالف أحيانا المنطق الفعلي والتفكير السليم. وتتمثل المسؤولية العامة في الأنشطة التي تقوم بها المؤسسات المختصة والتي تتعلق بكبار السن، وتشمل الأنشطة الترفيهية والثقافية والاجتماعية وأحيانا الرياضية. تساعد هذه الأنشطة على تخفيف الشعور بالعزلة ودمج كبار السن في المجتمع بشكل أكثر إيجابية، وهناك نوع من المساعدة الاقتصادية التي توفرها بعض الدول تحت مسمى “راتب الشيخوخة” وهذا هو أقل ما يمكن تقديمه لكبار السن.
يجب أن نهتم بكبار السن بنفس القدر الذي نهتم به أنفسنا وأحبائنا، لأننا جميعا قد نصل إلى هذه المرحلة الحرجة. الأعمار بيد الله – سبحانه وتعالى – ولا أحد يعلم كم ستكون مدة حياته أو الحالة التي سيصل إليها في الشيخوخة. هذا هو الجانب الأول. أما الجانب الآخر، فإنه واجب أخلاقي وفضيلة أن نرعى الأشخاص الذين لعبوا دورا هاما في حياتنا ورعايتنا وتربيتنا. يعد رعاية كبار السن واجبا دينيا ومصلحة وطنية وضرورة إنسانية، وجميعها تترابط وتتداخل. فحق كبار السن هو الحصول على الرعاية المناسبة والاهتمام الحنون والتصرف الحكيم من قبل الأشخاص المحيطين بهم .