موضوع عن ذكريات الطفولة
تعني ذاكرة الطفولة الذكريات التي تكونت خلال الطفولة، وتساعد في توجيه السلوك الحالي والتنبؤ بالنتائج المستقبلية، وهي لها أدوار أخرى .
ذكريات الطفولة
تختلف ذكريات الطفولة نوعيا وكميا عن ذكريات المراهقة والبلوغ، ومن الأبحاث الحديثة في مجال ذاكرة الطفولة معرفة آليات تشفير واسترجاع تلك الذكريات، ويمكن أن يؤدي فهم تلك الآليات إلى تحسين الأداء في المدرسة والإدراك الكلي والرفاهية في مرحلة الطفولة والبلوغ، وتتضمن أبحاث ذاكرة الطفولة موضوعات مثل تكوين الذاكرة وآليات استرجاعها والخلافات التي تحيط بفقدان الذاكرة عند الأطفال وتأثير البيئة المدرسية والأسرية على الذاكرة والطرق الممكنة لتحسين الذاكرة في مرحلة الطفولة .
صفات ذكريات الطفولة
ذكريات الطفولة لديها العديد من الصفات الفريدة، يشير عالم النفس التجريبي وعالم الأعصاب الإدراكي Endel Tulving إلى الذاكرة على أنها “وقت سفر العقل” ، وهي عملية فريدة من نوعها بالنسبة إلى البشر، ومع ذلك ، فإن الذكريات المبكرة متفرقة بشكل كبير من منظور شخص بالغ يحاول أن يتذكر طفولته في العمق، إن المعرفة الواضحة عن العالم هي شكل من أشكال الذاكرة التقريرية ، التي يمكن تقسيمها إلى ذاكرة دلالية ، وذاكرة عرضية ، وتشمل الذاكرة الذاتية وذاكرة الأحداث، ومعظم الناس ليس لديهم ذاكرة قبل ثلاث سنوات من العمر ، وعدد قليل من الذكريات بين ثلاث وست سنوات من العمر ، كما تم التحقق من تحليل منحنى النسيان لدى البالغين الذين يتذكرون ذكريات الطفولة .
في السنوات الأخيرة، تم إجراء بحوث حديثة حول ذاكرة الطفولة، وقد استقطبت اهتماما علميا كبيرا في العقدين الماضيين. وقد اقترحت عدة فرضيات لشرح آليات ذاكرة الطفولة. في الوقت الحالي، كان يعتقد أن الأطفال يمتلكون ذاكرة عامة قوية للغاية وأن “آليات الكتابة” تمنع استرجاع الذاكرة في وقت مبكر. لكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن الأطفال الصغار جدا قادرون على تذكر أحداث جديدة بالتفصيل من عمر سنتين ونصف. كما افترضت الدراسات السابقة أن الأطفال يمكنهم تذكر جوانب معينة من المعلومات المتعلقة بأحداث محددة، ولكن عموما لا يحتفظون بالذكريات العرضية .
الأبحاث الحديثة حول ذكريات الطفولة
وفقا للدراسات الحديثة (2705) ، تشير الأبحاث الأحدث إلى أن الأطفال قادرون على تذكر ذكريات محددة لفترة تصل إلى سنتين، قبل بدء ذكريات السيرة الذاتية الأولى التي يشير إليها البالغون. وتتناقض هذه الدراسة مع نظرية فرويد التي تقول إن الذكريات المبكرة قد يتم قمعها بسبب العواطف السلبية. كما هناك فرضية أخرى مطروحة كسؤال، وهي أن المعرفة والتفكير لدى الأطفال تتغير منذ الطفولة حتى سن البلوغ، مما يؤدي إلى فقدان بعض المعلومات لأن تلك الذكريات ليست ملائمة للبالغين. وتتغير المعرفة بشكل جذري حوالي سن السادسة نتيجة للتنشئة الاجتماعية وتطوير اللغة. وعلى الرغم من ذلك، تلقت هذه النظرية انتقادات .
تشير البيانات الحديثة إلى أن مخططات مرحلة ما قبل المدرسة لا تختلف بشكل كبير عن الأطفال الأكبر سنا أو البالغين. وهذا يعني أن طرق تمثيل وتفسير الواقع لا تتغير بشكل ملحوظ من الطفولة إلى المراهقة، وتشير اختبارات الأطفال الصغار والبالغين إلى أن استدعاء الذاكرة يظهر نمطا مشابها للسبب والتأثير في جميع الفئات العمرية .
ويمكن تفسير الأمر بأن ذكريات الطفولة تختلف عن ذكريات البالغين في المقام الأول بسبب اختلاف النظرة: فشخص بالغ وطفل يتعرضان لحدث ويلاحظان جوانب مختلفة منه، وبالتالي يكون لكل منهما ذكريات مختلفة للحدث نفسه. وعلى سبيل المثال، قد لا يتذكر الطفل بشكل رائع الأحداث التي يرونها البالغون عادية، مثل ولادة أحد الأخوة أو رحلة طائرة لزيارة الأقارب، بينما يتذكر الأطفال أحيانا جوانب من التجارب التي يجدها البالغون غير ملحوظة. ولذلك، فإن فرضية التنظيم والتخطيط لفقدان الذاكرة في مرحلة الطفولة قد لا تكون كافية لشرح ما يتم تذكره لاحقا .
التفاعل الاجتماعي والذاكرة
هناك نظرية أخرى اكتسبت الاهتمام، وهي نموذج التفاعل الاجتماعي لتطور الذاكرة الذاتية، حيث يصف هذا النموذج الطريقة التي يطور بها الطفل القدرة على بناء الذكريات من خلال التفاعل الاجتماعي، ويتضمن ذلك مناقشة الأحداث مع الآخرين، مثل الوالدين، وتساهم نمط الأبوة والأمومة في تطوير هذه القدرة، حيث يطلب الآباء من الأطفال إجابة أسئلة مختلفة وذات صلة بالذاكرة ويحاولون استحضار أنواع مختلفة من الذاكرة ويضعون إطارا للمناقشات بطرق مختلفة .