تعبير مدرسيتعليم

موضوع عن المبادرة

أن تكون فردا إيجابيا في الحياة هو نعمة كبيرة وهو صفة يحثنا ديننا على تجسيدها دائما. فنحن دائما مدعوون لأن نكون أشخاصا إيجابيين ومؤثرين في مجتمعاتنا وحياتنا وحياة من حولنا. فعادة، هؤلاء الأشخاص هم الأفراد المتفائلون والأقوياء. وعلى النقيض من ذلك، نجد الأشخاص الذين يصابون بالإحباط ويستسلمون للفشل أو الهزيمة، مما يشير إلى ضعف شخصياتهم وعدم قدرتهم على مواجهة الحياة وتحدياتها. لذا، يجب أن تكون دائما شخصا نشطا وحيويا يتقدم نحو الحياة.

جدول المحتويات

معنى المبادرة

المبادرة لغويًا تعني المسارعة أو الإسراع، وهي مشتقة من كلمة بدر التي تعني “أسرع” أو “عاجل إلى الشيء” أو “استبق إليه.

تم تعريف المبادرة بأكثر من تعريف اصطلاحي يتماشى بشكل كبير مع معناها اللغوي، حيث يمكن تعريفها بأنها الإسراع في شيء معين بهدف تحقيق التغيير بشكل فعال، سواء كانت هذا الشيء فكرة أو عمل أو أي شيء آخر.

كذلك يمكن تعريف المبادرة بأنها (فكرة وخطة عمل تطرح لمعالجة قضايا المجتمع وتتحول إلى مشاريع تنموية قصيرة المدى وبعيدة المدى، وتصدر عادة عن المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية والجمعيات الخيرية والتطوعية، تأخذ طريقا فرعيا عن الأهداف الرئيسية للمؤسسة أو الجمعية، فتحقق أهدافها الفرعية بشكل مستقل).

يمكن أن يكون التغيير الذي تسعى المبادرة إلى إحداثه صغيرًا أو كبيرًا، ويعني أن صاحب المبادرة لاحظ وجود نقص أو عيب أو خطر ما في الشيء الذي يريد تغييره.

أهمية المبادرة

تعتبر النهضة والمبادرات من العوامل المساعدة في تطور الأمم، حيث تعمل هذه المبادرات على تعديل وسد النواقص في مختلف المجالات، مما يساعد على تحقيق تقدم ونهضة للمجتمعات والأمم.

زيادة الوعي والثقافة، وخاصة بالنسبة لأولئك الذين يطلقون المبادرة، إذ يتطلب ذلك معرفة كافية بجوانب الموضوع والتعلم والبحث في الموضوع المطلوب.

يتم دفع الأمور للأمام وتطويرها في مجال العلوم والمبادئ والأفكار عن طريق المبادرات في التنمية والتطوير.

يجب علينا أن نظهر القدوة ونحتذي بأصحاب المبادرات والمبادرين، ومن بين أفضل القدوات هم الرسل والأنبياء، حيث ورد في كتاب الله تعالى “إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين” (الأنبياء/90).

المبادرة واحدة من صفات العبد المؤمن إذ قال رب العزة جل وعلى ” إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ . أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ” (المؤمنون / من الآية 61 إلى الآية 75 ).

يتم إبعاد أوقات الفراغ بوجود المبادرات والجهود المبذولة لتنفيذ وتحقيق هذه المبادرات، مما يشغل الوقت الفراغي.

تزيد زيادة نسب المبادرة في المجتمعات من الإنتاجية فيها، حيث يزداد العمل فيها بالتالي تزيد الإنتاجية.

زيادة الإبداع و التفكير الإبداعي.

المبادرة في حياة المسلم هي تنفيذ لأمر الله ونبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث قال أفضل الصلاة والتسليم “بادروا بالأعمال”. وفي القرآن الكريم دائما ما يدعو إلى الإسراع والإقدام، فنجدها في قوله تعالى “سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض” (الحديد / آية 21)، وقوله تعالى “وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين” (آل عمران / آية 133).

صفات الشخص المبادر

يتميز الأشخاص المبادرون عادةً ببعض الصفات التي تجعلهم متميزين، مثل:

يتميز الذكاء العاطفي لدى بعض الأشخاص بالقدرة على التحكم في المشاعر والعواطف الخاصة بهم وتوجيهها نحو الاتجاه المطلوب.

العقل العلمي السليم هو الذي يستند إلى الحقائق ويبتعد عن الخرافات، ويتميز بالانضباط الفكري وعدم الانحرافات الفكرية، وهذا يساعد الشخص على مواجهة المشكلات بشكل منطقي يعتمد على التحليل للوصول إلى الحلول.

التفاؤل والإيجابية هما المحرك الرئيسي للإلهام والتفكير الإيجابي، وقدرة التغلب على الصعوبات والعراقيل.

الثقة بالنفس، وهي إحدى صفات الشخصية الهامة، تعني المبادرة دون أن تصل إلى حد الغرور.

مجالات المبادرة

يمكن أن تكون المبادرة في أي مجال سواء كان مجالًا ملموسًا مثل الاختراعات أو غير ملموسًا مثل الأفكار والمبادئ والمبادرات المجتمعية، ويشمل بعض الأمثلة على المبادرات الشهيرة ما يلي:

مبادرة السلام العربية التي قادها سمو خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والتي تهدف إلى إنشاء دولة فلسطينية معترف بها عالميا.

المبادرة الوطنية للتنمية البشرية هي مبادرة تسعى لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لسكان المغرب.

مبادرة الدفاع الاستراتيجي التي تعرف باسم حرب النجوم.

مبادرة أفريقيا الإلكترونية.

المبادرة الشاملة للنظم المعنية بالملاريا والزراعة.

– تندرج جميع الاختراعات والابتكارات الجيدة تحت بند المبادرات.

المبادرة ليست مقتصرة على المشاريع الكبيرة التي تعتمد على الحكومات والمؤسسات، بل يمكن أيضا أن تتجلى في أفعال صغيرة وسلوكيات عامة، مثل التبرع ومساعدة الآخرين والعمل بما يرضي الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم: `استعجلوا إلى أعمال الخير، فماذا تنتظرون من الدنيا؟ هل تنتظرون إلا الفقر الذي ينسى، أو الثروة الفاحشة، أو الأمراض المفسدة.

ليست كل المبادرات إيجابية فهناك مبادرات إيجابية مفيدة مثل تلك المبادرات التي تحدثنا عنها سابقَا وهناك مبادرات سلبية هدامة مثل الاختراعات والابتكارات التي ساعدت في التدمير والقتل كاختراع القنابل بمختلف أشكالها والبارود ونشر الأفكار الهدامة التي تدعو للانهزامية والفساد الأخلاقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى