موضوع عن التطوع و اهميتة في خدمة المجتمع
العمل التطوعي هو العمل الذي يتم بدون أي عائد مادي أو نفعي، ويكون هذا العمل لخدمة أفراد المجتمع بدافع للمساهمة في تحمل المسؤولية في المؤسسات التي توفر الرعاية الاجتماعية للأفراد من جميع الأعمار والجنسيات والثقافات. ويمكن أيضا أن يتمثل العمل التطوعي في تقديم دعم مادي أو بدني أو فكري أو ذهني من قبل فرد ما، ويتم ذلك بناء على إيمانه الكامل ورضاه بوجود الدافع الديني وبدون أي مقابل لتحقيق أي هدف أو غرض.
أنواع العمل التطوعي
ينقسم العمل التطوعي إلى قسمين هما :
يتميز العمل التطوعي المؤسسي بالتنظيم والتماسك والاستمرارية العالية، مما يتيح توسيع نطاق تأثيره ليشمل أكبر فئة ممكنة من المجتمع، ويتمثل في تطوع الأفراد ضمن مؤسسة تطوعية أو خيرية لخدمة المجتمع الذي يعيشون فيه في المجال الذي يتميزون به ويفضلونه.
العمل التطوعي الفردي هو العمل الذي يقوم به شخص واحد من تلقاء نفسه وبسبب رغبته، مثلما يقوم الطبيب بتقديم جزء من وقته لعلاج المرضى غير المتقدرين ماليًا، أو الطالب الذي يساعد شخصًا عجوزًا في قطع الشارع أثناء ذهابه إلى المدرسة، ويمكن تصنيف العمل التطوعي الفردي إلى مستويين
يشير مستوى الفعل التطوعي إلى الجهد المبذول من قبل شخص برغبته الخاصة وبعد التفكير دون استجابة لحالة طارئة أو رد فعل معين، مثل التطوع في مراكز محو الأمية أو العناية بكبار السن والأيتام.
ـ مستوى السلوك التطوعي، وهو الجهد المبذول من قبل شخص برغبة منه استجابة لحدث أو أمر طارئ أو رد فعل معين، ومن الأمثلة له أن يسارع الفرد لإسعاف شخص آخر أصيب في حادث ما حصل أمامه، أو ينقذ شخص يكاد يغرق، ويستند الفرد هنا إلى المبادئ والغايات الأخلاقية والإنسانية في نفسه دون أن ينتظر أي مردود مادي.
أهمية العمل التطوعي
يعد العمل التطوعي من الأشياء الأكثر جاذبية للكثير من الأفراد والهيئات، ويتميز بأهميته في:
تزيد من روابط المحبة والترابط بين الأشخاص وتعزز الانتماء الاجتماعي والتماسك بينهم.
يمنح الفرد الرضا من الله عز وجل، ويحصل على الثواب والأجر.
يقوي الشخصية ويزيد من قيمة قدرات الفرد العلمية والعملية.
ـ يُعرف الفرد قيمة جهوده وجدواها.
يمنح الفرد فرصة لتعزيز ثقته بنفسه والعمل على تطوير قدراته وبناء شخصيته.
ـ يساعد في تنمية المجتمعات.
يزيد من قيمة الولاء والانتماء للوطن.
يفتح الانترنت الكثير من الأبواب للتفاعل والمشاركة والتواصل، بالإضافة إلى أنه يعلم الفرد كيفية ترتيب الأولويات واتخاذ القرارات.
يساعد الأفراد في سد الثغرات وإنجاز الكثير من الأعمال البسيطة، مما يمكن حكومات الدول من توجيه جهودها في مسؤوليات أكبر، وبالتالي لا تضطر الحكومات لصرف جهود ومال ووقت كثير على هذه الأمور.
يساعد على نقل الفرد من حالة الخمول إلى الإنتاجية ويساعده على استخدام طاقاته بأفضل الطرق.
يسد الثغرات والنقص الحاصل في احتياجات المجتمع من بعض المهارات.
تساعد المؤسسات الرسمية والهيئات والجمعيات في تلبية الاحتياجات الحقيقية للمجتمع.
له دور إيجابي في توجيه وقت الفراغ الذي يملكه الشباب نحو أعمال تفيدهم وتفيد المجتمع بشكل جيد.
دوافع العمل التطوعي
يميل الأفراد إلى العمل التطوعي لأسباب عدة، بعضها يتعلق بالشعور الذي يأتي بعد الانتهاء من العمل التطوعي، وبعضها الآخر لا يتعلق بهذا الشعور. وعلى الرغم من أن العمل التطوعي يحتاج إلى الوقت والجهد والمال، إلا أنه يتضمن الكثير من الدوافع بما في ذلك المسؤولية والالتزام الحقيقي الذي يدفع الفرد إلى بذل الجهد في الأعمال المختلفة، ومن بين تلك الدوافع
تتضمن الدوافع الدينية سعي الفرد لنيل رضا الله وثوابه.
تعد الدوافع النفسية هي تلك التي تحرك الفرد للشعور بالراحة النفسية، حيث يسعى الفرد لأن يشعر بأنه قدم قيمة حقيقية للمجتمع وشارك في مسيرة العطاء.
تتمحور الدوافع الاجتماعية حول رغبة الفرد في تطوير المجتمع وتنميته، وترك بصمته وأثره في مسيرة العطاء وتحقيق الانتماء للمجتمع، سواء بالفعل أو بالقول.
تتشكل الدوافع الشخصية لدى كل فرد لأسباب خاصة به، وتدفعه للمشاركة في العمل التطوعي والقيام به بشكل أفضل.
الدوافع القيمية هي مجموعة من القيم التي تكون متأصلة في شخص ما، وتحثه على المساهمة في تطوير مجتمعه ومساعدته، وتختلف هذه القيم بين المجتمعات وحتى بين الأفراد.
التطوع في الإسلام
يحث الإسلام على العمل التطوعي ويشجع عليه وعلى الانخراط في الأعمال التطوعية، وذلك لأنه يدعم تكافل المجتمعات ويهدف إلى نشر القيم الاجتماعية بين جميع أفراد المجتمع، وقد بينت الكثير من الآيات والأحاديث النبوية أهمية العمل التطوعي وبذل الخير لإسعاد أو مساعدة الآخرين، ومن بينها قوله تعالى “فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون”، وقوله تعالى “ولكل وجهة هو مولاها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله علىٰ كل شيء قدير.