موضوع تعبير عن السلام
السلام هو الأساس في جميع العلاقات بين الناس وبين المجتمعات والدول، وهو النظام الإلهي الذي يتفق مع الفطرة الإنسانية، حيث أن السلام هو الأساس في حياة البشر اليوم والابتعاد عن الحروب، حيث يبحث الإنسان دائما عن الاستقرار والأمن والابتعاد عن الدمار. ويقول الله تعالى في آياته المحكمة: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله ۚ إنه هو السميع العليم} سورة الأنفال الآية 61، وهذا يحثنا على السعي الدائم لبناء السلام .
تعريف السلام
السلام هو لغة مشتقة من الفعل `سلم` وتعني الأمان والنجاة. يمكن استخدام الكلمة للتعبير عن النجاة من شيء ما، مثل قول `سلمت من الأمر`، كما يمكن استخدامها للتعبير عن النجاة من الآفات، مثل قول `السلامة من الآفات`. وفي الشريعة الإسلامية، يعني السلام البراءة من جميع العيوب. وفي بعض الأحيان، تستخدم الكلمة للتحية، مثل تحية الإسلام وتحية أهل الجنة. وتستخدم كذلك في الصلاة وعند لقاء المسلم لأخيه المسلم. كما أن `السلام` هو اسم من أسماء الله الحسنى، ويأتي في سورة الحشر الآية 23 بقوله: `هو الله الذي لا إلٰه إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن` .
يعرف السلام اصطلاحا بأنه الوضع المعاكس للحرب، وهو حالة عدم وجود الاضطرابات والأعمال العسكرية والعنف والحروب والإرهاب، سواء لأسباب سياسية أو طائفية أو عرقية وعنصرية. وبالتالي، يعتبر السلام حالة مرغوبة تسعى إليها البشرية في جميع مجتمعاتها الإنسانية .
أهم أركان السلام
لكي يتحقق السلام في أي مجتمع، يجب أن يتوفر له عدد من الأركان، ومنها
-الإدارة السليمة للتعددية : تقوم المجتمعات البشرية على أساس التعددية الثقافية والدينية والسياسية، ومن الصعب اليوم أن نجد مجتمعا بدون تنوع عرقي. لذا، يجب أن نمنحهم حرية التعبير عن الدين والمعتقد في بيئة مليئة بالاحترام والتفاهم .
-الاحتكام للقانون : يجب أن يكون التركيز على العدالة والمساواة بين الأفراد، حيث يعتبر الناس متساوين أمام القانون دون أي تمييز على أساس العرق أو الانتماء العرقي أو الانتماء السياسي أو غيره .
-الحكم الرشيد : تشمل الإدارة الفعالة المحاسبة على الأخطاء ومكافحة الفساد ونبذ العنف وتوفير الخدمات العامة للناس .
أهمية السلام
يجب عدم إهمال دور السلام والتصالح في حياتنا اليومية لأن الله خلق الإنسان ليعيش في سلام واطمئنان وليس ليحارب، وتكمن أهمية السلام فيما يلي:
إن السلام يحول السيء إلى جيد، حيث يمتلك البشر عامة خاصية التحويل من السلبية إلى الإيجابية، ولا يمكن تحقيق تلك الميزة إلا عند وجود الاستقرار النفسي الذي يحققه وجود السلام، حيث أن دماغ الإنسان كنز للقوة اللامتناهية، وفي وقت الحروب لن يستفيد من قدراته .
بالإضافة إلى ذلك، يتمتع السلام بأهمية كبيرة لجميع الكائنات الحية على سطح الأرض، بما في ذلك الفضاء الذي يحيط بالكرة الأرضية. فتأثير السلام ليس مقتصرا على الإنسان فقط، بل يمتد ليشمل جميع الكائنات. فعند حدوث الحروب، تتأثر الحيوانات والنباتات ويتم تدمير الغطاء النباتي، وتحترق الأشجار وتنفد الموارد الطبيعية، ويؤدي ذلك مباشرة إلى التلوث البيئي، وظهور النازحين واللاجئين والمهاجرين، والناس يضطرون بعد الحرب إلى العمل في إعادة البناء وتأمين الطعام والشراب. إن السلام يمنع حدوث كل هذا .
كما يحمينا السلام من الأمراض، فإن انعدام السلام والاضطراب يؤدي إلى ظهور الأمراض سواء كانت نفسية أو صحية أو جسمانية. وبوجود السلام، تندثر الحروب والعنف وأعمال التخريب والتدمير، ولذلك، قبل نبينا صلى الله عليه وسلم الهدنة مع كفار مكة لمدة عشر سنوات بعد صلح الحديبية. وبالإضافة إلى ذلك، يتيح السلام الفرصة للشعوب للتعلم والبناء واكتساب المعرفة ونشر الثقافات وبناء الحضارة والنهوض بالدول من كل النواحي الاجتماعية والمادية والسياسية والعلمية، ويزيد السلام الوعي للبشر حول عدم الانخراط في الحروب .
تضمن وجود السلام بيئة مشجعة للإبداع والرقي والابتكار، وينقل الإنسان إلى أفاق روحانية عالية، ويجعل الجميع يعيشون في محبة ووئام وأمن، ويرفع من الروح المعنوية للإنسان ومن مستواه الاجتماعي، إذ أن الحرب تدفع الناس إلى الهمجية .
معوقات السلام
يوجد عدة أسباب تعيق من وجود السلام منها الصراعات الناشئة بين أقطاب العالم والقوى العظمى ، التعصب العرقي والديني والذي يولد أعمال العنف والكراهية والتطرف والإرهاب ، أطماع الدول الكبرى في ثروات الدول النامية ، وحدوث اختلال في النظام الاقتصادي العالمي الذي يؤدي للحقد والتذمر لدى بعض الشعوب في العالم .