من هي اول مسلمة قتلت مشركا
صفية بنت عبد المطلب هي عمة الرسول صلى الله عليه وسلم وأم الزبير بن العوام حواري النبي صلى الله عليه وسلم، ودخلت الإسلام في بداية الدعوة وعرفت باسم أول امرأة مسلمة قتلت مشركا .
نبذة عن صفية بنت عبد المطلب
صفية بنت عبد المطلب الهاشمية، وأمها هالة بنت وهب، شقيقة آمنة بنت وهب والدة النبي صلى الله عليه وسلم، وأخوها حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه. تزوجت صفية من الحارث شقيق أبي سفيان، وبعد وفاته تزوجت العوام أخ السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها. دخلت في الإسلام في بداية دعوة النبي صلى الله عليه وسلم للإسلام، وتعرضت للأذى مثل العديد من المسلمين، واحتسبت ذلك لنيل رضى الله عز وجل .
قامت صفية بتربية ابنها الزبير على الشدة والشجاعة والقوة والبأس، وهاجرت إلى المدينة المنورة عند بلوغها الستين من عمرها. وتوفيت خلال عصر خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ودفنت في البقيع، واشتهرت بمواقفها العظيمة مع النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم .
أول امرأة مسلمة تقتل مشركًا
صفية بنت عبد المطلب استطاعت أن تحصل على فضل قتل أول مشرك خلال غزوة الخندق، إذ ترك النبي صلى الله عليه وسلم النساء والأطفال في الحصن، ثم انطلق مع الصحابة إلى الغزوة، وتجمع النساء والأطفال في حصن لحسان بن ثابت الذي ورثه عن آبائهم، ومكثوا هناك، وعندما اقترب الفجر، لاحظت صفية رضي الله عنها ظلا يحوم حول حصنهم، فعلمت أن هناك من يريد أن يغدر بهم ويتجسس عليهم ليعلم إذا كان للنساء والأطفال من يحميهم أم لا .
في هذه الفترة”، “صفية أدركت أنها يجب عليها أن تهاجمه لتعلمه أن الحصن محروس ومحمي”، “فذهبت صفية رضي الله عنها إلى باب الحصن وبدأت تترقب عدو الله بحذر”، “وعندما أدركت أنه قرب منها، ضربته بعمود على رأسه وأسقطته أرضا”، “ثم واصلت ضربه بضربتين وثلاث حتى تأكدت من قتله”، “في النهاية، جلبت سكينا وقطعت رأسه ورمته من فوق أسوار الحصن ليروها الجواسيس الآخرين .
أدى ما فعلته صفية رضي الله عنها إلى تراجع الجواسيس ، فولوا عائدين من حيث أتوا ، فقد ظنوا أن هناك حراسًا متيقظين يحرسون الحصن ، وبذلك استطاعت صفية بشجاعتها وحنكتها أن تحمي حصن المسلمين من إمالة غادرة من يهود بني قريظة ، وأصبحت منذ ذلك الحين أول مسلمة تقتل مشركًا في سبيل الله تعالى .
بطولة صفية في غزوة أحد
شاركت صفية رضي الله عنها في غزوة أحد مع نساء المسلمين، وكانت تقدم الماء للعطشى وتنقله إليهم، كما كانت تبري السهام للمجاهدين، وعندما اقتربت المعركة من النهاية وكان المسلمون على وشك الهزيمة أمام المشركين، وبعد أن علمت بشهادة أخيها حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وأن المشركين قد قاموا بتشويه جسده وتمثيل جثته، توبخت من هزم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبدأت بالبحث عنه بين الشهداء .
لم يرد النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل صفية ترى أخيها وهو في تلك الحال ، ولذلك فقد طلب من ابنها الزبير بن العوام رضي الله عنه أن يبعدها عن رؤية أخيها حمزة ، فقام باعتراض طريقها وأخبرها أن النبي صلى الله عليه وسلم يأمرها بالرجوع ، فذرفت عيناها بالدموع وقالت : ” ولم يا بنيَ؟ قد بلغني أنّه قد مُثّل بأخي في سبيل الله وما أرضاني بذلك ولأحتسبنّ وأصبرنّ إن شاء الله ” .
كانت صفية رضي الله عنها صابرة واحتسبت بلاءها في سبيل الله تعالى منتظرة الأجر من الله ، فقد كانت مدركة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ” عجباً لأمرِ المؤمنِ، إنّ أمرَه كلَّه خيرٌ، وليس ذاك لأحدٍ إلّا للمؤمنِ، إن أصابته سرّاءُ شكرَ فكان خيراً له، وإن أصابته ضراءُ صبر فكان خيراً له ” .