من هو مخترع التلسكوب
التلسكوب، المرصاد، المرقب – كلها مرادفات لنفس الجهاز العلمي الذي يساعدنا على رؤية الأجرام السماوية والكواكب والنجوم البعيدة، ولكنها جميعا مرت بمراحل عديدة من التعديل والتطوير حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم. سنتحدث عن هذا الجهاز في السطور التالية.
ما معنى التلسكوب
هو آلة علمية تجمع الضوء داخل حزمة واحدة لرؤية الأشياء البعيدة بشكل أوضح وأقرب، مثل رؤية الكواكب والنجوم والأجرام السماوية البعيدة، يمكن استخدامه أيضا لرؤية الأشياء البعيدة على سطح الأرض مثل السباقات والمسارح والمباريات الدولية، ويطلق عليه التلسكوب الأرضي، ويمكن أن يكون إما كاسحا أو عاكسا.
ولكن الأشعة السينية وأشعة جاما المنبعثين من الأجرام السماوية يتم امتصاصهم في الأرض وبالتالي لا تصلح تلسكوبات هذه الأشعة في رصد ومعرفة الأجرام، ولهذا يتم حملها على الأقمار الصناعية لتتمكن من دراسة ومشاهدة الأجرام السماوية خارج الأرض، وهو الأمر الذي يحتاج للوقت والمجهود العلمي.
في الأساس، كانت جميع التلسكوبات مصنوعة من العدسات الإنكسارية، وأكبر تلسكوب له طول أنبوب يبلغ 18 مترًا وقطر نحو 102 سم، ويقع في ولاية ويسكونسن. ومن الأفضل استخدام المرايا المقعرة في صناعة هذا النوع من التلسكوبات، حيث يمكن تثبيتها بسهولة داخل الأنبوب.
من هو هانس ليبرشي
هانس ليبرشي هو صانع نظارات ألماني ولد في فيزل، غرب ألمانيا، في عام 1570، وانتقل إلى ميدلبورخ في هولندا حيث أسس متجرًا لتصنيع وتشكيل العدسات، وظل يعمل في هذا المتجر حتى وفاته في عام 1619
1608م هو العام الذي عرف فيه فكرة التلسكوب على يد أحد صناع العدسات الخاصة بالنظارات الطبية وهو (هانس ليبرشي)، وكان ذلك عن طريق الصدفة البحتة حيث وضع طفل صغير عدستين متتاليتين ومن خلالهما رأى هانس المروحة الكهربائية الموجودة مقابل متجره بشكل غير الطبيعي، إذ كانت المروحة أقرب وأوضح من المعتاد ومن هنا صمم تلسكوب مبسط وكان الأول من نوعه.
قام بوضع عدستين مقعرتين داخل أنبوب ضيق وقدمها للحكومة الهولندية للحصول على براءة اختراع. ولكنه تعرض للصدمة ومواجهة العديد من الاتهامات لأن هناك شخصا آخر طلب براءة الاختراع على نفس الجهاز وفي نفس التوقيت، وهو (ميتوس). وبسبب ذلك، رفضت الحكومة كلا الجهازين، لكنها منحت هانس المال ليقوم بتصنيع نسخة ثانية من الجهاز.
دور جاليليو في اختراع التلسكوب
جاليليو جاليلي، المولود في إيطاليا في 15 فبراير عام 1564، وتوفي في 8 يونيو عام 1642، كان فيلسوفًا وفلكيًا وفيزيائيًا حقق العديد من الإنجازات العلمية، ودرس الطب في جامعة بيزا، وبعد الانتهاء من دراسته عاد إلى بلده للعمل والسعي للحصول على المزيد من المعرفة.
في عام 1609 م، بدأ العالم الشهير جاليليو بحثًا عن التلسكوب الذي سمع به لتطويره، وقام بإجراء عدد من التجارب لتكبير الأشياء وتكبيرها، وصمم الجهاز دون الرؤية التلسكوب التي صممها هانس. وأضاف للجهاز بعض الميزات التي جعلته يكبر الأشياء 20 مرة.
وصل التطور إلى تصميم تلسكوب فلكي، وهو أنبوب طويل مصنوع من الرصاص يحتوي على عدسة مقعرة وأخرى محدبة، ويتم توجيهه نحو السماء ليتمكن من اكتشاف أربعة أقمار لكوكب المشتري والتعرف على البقع الشمسية وحلقة زحل وجبال القمر ومجرة درب التبانة، وتم بيع الجهاز إلى الدول الأوروبية وخاصة جمهورية البندقية
أنواع التلسكوب
تطورت التلسكوبات وتمت إضافة تحسينات عليها من قبل العلماء، ومع ذلك، لا يزال نيوتن هو أفضل العلماء الذين صنعوا التلسكوب. يعتمد نوع التلسكوب على الأشعة التي يتم استقبالها، مثل الضوء المرئي والأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء. هناك أربعة أنواع مختلفة من التلسكوبات، وتختلف هذه الأنواع في الحجم والنوع والشكل وطريقة التصميم ومبدأ العمل. وهذه الأنواع هي كما يلي:
تلسكوب منكسر أو الانكسار
يُعد هذا النوع من أقدم الأنواع المستخدمة لتجميع الضوء وتركيزه خلال عدسة أو مجموعة من العدسات للحصول على صورة أكثر وضوحًا، وهو الذي يجعل رؤية الأشياء البعيدة واضحة بكل التفاصيل، ومن خلال تطويره تم ابتكار التلسكوبات الحديثة.
تلسكوب عاكس
تلك هي المناظير البصرية التي تستخدم المرايا بدلا من العدسات، ويتم تجميع الضوء وتركيزه على المرايا، مما يشبه عمل التلسكوب المنكسر. ومن بينها تلسكوب هابل الفضائي ومرصد لاسيلا ومرصد جبل ويلسون ومرصد بالومار ومرصد سوبارو، والتلسكوب الموجود في صحراء أتاكاما بتشيلي المعروف بالتلسكوب العظيم، وهناك أيضا مرصدان في كيك ومونا كيا في هاواي.
التلسكوب الراديوي
يقوم بالتقاط الموجات الغير مرئية التي تصدر من الأجرام السماوية عبر طبق الهواء، وتلك الموجات هي موجات راديو لذا كان اسم التلسكوب مشابه لاسم الموجات، ويوجد منه في مرصد مولارد الراديواي، ومصفوف أتاكاما الكبير للقياس في حيز المليمتر، ومصفوف المراصد العظيم VLA ، ومرصد أريسيبو، ومرصد راتان الروسي.
تلسكوب جاما راي
يعمل التلسكوب الفضائي بنفس الطريقة التي يعمل بها تلسكوب الراديو، ولكنه يستخدم أشعة جاما، ويمكن العثور عليه في مرصد كومبتون لأشعة جاما ومرصد سبيتزر الفضائي ومرصد جيمس ويب الفضائي ومرصد سويفت الفضائي ومرصد بيبوساكس الفضائي ومرصد شاندرا الفضائي المخصص للأشعة السينية.