ادببوح القصيد

من هو محمود سامي البارودي

يعتبر محمود سامي البارودي من أوائل الشعراء في عصر النهضة الأدبية الحديثة الذين ربطوا بين الحكمة والشعر، وكتبوا قصائد شهيرة تحمل هذه الفلسفة. وتأثر بشعراء العصر العباسي. ويعد محمود سامي البارودي بن حسن حسني من رواد النهضة الشعرية الحديثة والإحيائية الأولى للشعر العربي، وهو شاعر السيف والقلم .

جدول المحتويات

نشأة محمود سامي البارودي

ولد محمود سامي البارودي عام 1839م في بلدة إيتاي البارودي بمحافظة البحيرة، والتي تقع في منطقة الشراكسة، وكان والده ضابطا في الجيش المصري ومديرا لدائرتي بربر ودنقلة في السودان، وتوفي وهو في السابعة من العمر. وكان محمود سامي البارودي ينتمي إلى عائلة ناورزقوه التي يرجح أنها كانت تنتسب إلى سلاطين محمد الشراكسة، ولذلك كان يفخر بهذا النسب في شعره وأعماله وكان يؤثر عليه في جميع جوانب حياته .

دراسة محمود سامي البارودي

تعلم محمود سامي البارودي القراءة والكتابة في سن مبكرة وحفظ القرآن الكريم بالكامل، ثم درس مبادئ علم النحو والصرف والحساب والفقه والتاريخ، وحصل على شهادة الابتدائية عام 1267هـ الموافق لعام 1851م من مدرسة المبتديان التي كانت تستقبل الأسر المرموقة، ودرست والدته له أيضا في المنزل. في سن 12 عاما، التحق بالمدرسة الحربية، وانتظم هناك في تعليم ودراسة فنون الحرب والقتال، وتعلم أيضا علوم الدين والحساب واللغة، وبدأ في كتابة الشعر، وتخرج برتبة باشجاويش، والتحق بالجيش العثماني، إلا أنه لم يتمكن من إكمال دراسته .

الحياة العملية لمحمود سامي البارودي

قام محمود سامي البارودي بالعمل في وزارة الخارجية وسافر إلى الأستانة في عام 1857، حيث استطاع تعلم اللغة التركية واللغة الفارسية واطلاع على الأدب الخاص بهاتين اللغتين وحفظ العديد من الأشعار. عمل في وزارة الخارجية التركية لمدة حوالي 7 سنوات. بعدها قصره الخديوي إسماعيل وعاد إلى القاهرة في عام 1863. ومع ضيق العمل الديواني، عينه الخديوي إسماعيل في الجيش برتبة بكباشي في عام 1863، حيث أثبت كفاءته الكبيرة في عمله وشارك في حملات الدولة العثمانية في جزيرة كريت. بعد الحرب، عاد مرة أخرى إلى منصبه وظل فيه لمدة تقارب 8 سنوات، ثم عين في عهد الخديوي توفيق لياوران وبقي في المنصب لمدة سنتين ونصف السنة. بعدها ترك القصر وعاد إلى الجيش .

شارك البارودي في الحملة العثمانية ضد روسيا، وعندما عاد من الحملة تم ترقيته إلى رتبة لواء وحصوله على وسام الشرف. بعد ذلك، تم تعيينه محافظا لمحافظة الشرقية، ثم أصبح محافظا للقاهرة. كانت القاهرة تعاني في ذلك الوقت من تدخل أجنبي وديون. بعد تعيين وزيرين مصريين في الحكومة، عمل محمود سامي البارودي في مكتب شريف باشا وكان مسؤولا عن الشؤون الداخلية. لاحقا، تم اكتشاف مؤامرة لاغتياله، وتم تشكيل محاكمة للمتورطين وتجريدهم من رتبهم العسكرية. عندما تم تقديم القضية إلى الخديوي توفيق للمصادقة عليها، رفض الخديوي توفيق التصديق، مما أثار غضب البارودي. تجمع البارودي مع بقية الوزراء للمطالبة بإزاحة الخديوي توفيق، واستغلت فرنسا وإنجلترا الخلاف وأرسلت أسطولها لحماية المواطنين الأجانب في عام 1882. تم نفي محمود سامي البارود بعدها .

غادر إلى المنفى في العاصمة السريلانكية كولومبو وبقي هناك لمدة 17 عاما يعاني من الوحدة والعزلة والغربة، ولكنه تعلم اللغة الإنجليزية وعلم أهل الجزيرة اللغة العربية وعلمهم أصول الدين الإسلامي، وكان يتصدر المنابر ليعلم أهل الجزيرة الدين، وكان له قصائد خالدة .

وفاته

عندما عاد إلى القاهرة من المنفى ، ترك العمل السياسي وفتح منزله للشعراء والأدباء ، بما في ذلك حافظ إبراهيم وأحمد شوقي وإسماعيل صبري وغيرهم ، وأسسوا مدرسة النهضة أو مدرسة الإحياء. وتوفي عام 1904 .

دوره وأثره في الشعر العربي

يعتبر محمود سامي البارودي من رواد التجديد في الشعر العربي الحديث والذي أحيى الشعر العربي بعد ما فقد الإبداع والابتكار في العصرين المملوكي والعثماني ، فأعاد إليه جماله وطراوته السابقين ، وهذا لأنه خضع في طفولته لتعاليم دينية وقرآنية ، فكان محمود سامي البارودي يرى أن من واجب الشعر التهذيب الأخلاقي للإنسان والاجتماع .

لذا، يحاول البارودي من خلال قصائده نشر أصول العقائد وفروعها والقيم الدينية والأخلاقية والاجتماعية، مثل حفظ السر، والوفاء بالعهد، والزهد، والتقوى، والتوبة، والشجاعة، والكرم، والجود، وغيرها الكثير. نراه يقدم الوصايا الإرشادية بأسلوب الحكمة والعبارات القرآنية. يستخدم أسلوب الشرط لإقناع القارئ بصحة الأفكار والمعاني التي عبر عنها في سياق الموعظة والحكمة، ثم يستخدم أسلوب الطلب لتثبيت المعنى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى