من هو لويس كوزر
يعد العالم لويس وكوزر من أشهر علماء الاجتماع، فهو عالم أمريكي ألماني الأصل، يعرف بأنه أحد مؤسسي الحقل العلمي الخاص بعلم اجتماع الصراع، ويحظى بتقدير كبير من كل العالم، ومن أشهر أعماله: “وظائف الصراع الاجتماعي”، “سادة الفكر الاجتماعي، و”أفكار في السياق التاريخي والاجتماعي”.
السنوات الأولى للويس وكوزر
ولد لويس كوزر في ألمانيا في برلين سنة 1913، وكان أبوه يهودي يعمل مصرفياً، حيث ولد في عائلة غنية ومزدهرة، ومرت حياة لويس بسلام وترف، ولكن بدأت المشاكل في سنة 1933، وهو التوقيت الذي وصل فيه النازيين إلى الحكم بقيادة هتلر وبدأت المشاكل المعروفة بين الحكومة النازية وبين اليهود واضطهادهم.
غادر لويس المدرسة قبل هذه الفترة بقليل، وكان مهتما بشكل كبير بالسياسة وكان يدعم النشاط السياسي للحركة اليسارية في ألمانيا، وفي تلك الفترة كان لويس يمتلك معرفة كاملة بالحياة السياسية التي تدور حوله في ألمانيا وفي العالم، وكانت هذه المعرفة تشكل جزءا كبيرا من شخصية لويس، وهو ما جعله يفهم الأمور تماما، وعندما بلغ العشرين من عمره، غادر لويس ألمانيا متجها إلى باري.
حياة لويس وكوزر في المنفى
كانت سنوات لويس الأولي في المنفي صعبة للغاية بالنسبة له، وخصوصاً أنه كان غير قادر على توفير ما يكفي لحياته من المال، وكان كل وقته تقريباً يقضيه في البحث عن ما يكفيه من المال من خلال توفير أي وسيلة من وسائل العيش، وقد قام لويس بالعمل في العديد من المهن خلال هذه الفترة، حتى يتمكن من توفير ما يكفيه للأكل والسكن وغيرها من الاحتياجات، حيث عمل كبائع متجول، وعمل في الأعمال اليدوية، وظل يحاول العثور على مجال عمل عقلي أفضل من هذه المهن المؤقتة التي يعمل بها، فعمل كسكرتير لأحد الكتاب السويسريين لبعض الوقت.
في عام 1936، توقفت معاناة لويس بعد حصوله على وظيفة دائمة، وعمل بعد ذلك في مكتب تمثيلي فرنسي لشركة لها وساطة في أمريكا.
مسيرة لويس وكوزر العلمية في فرنسا
سعى لويس بعد الحصول على الوظيفة إلى حضور الفصول الدراسية في فرنسا بجامعة السوربون، لكي يحصل على تعليم إضافي. بعد تخرجه من المدرسة في ألمانيا، لم يحصل لويس على أي درجات علمية إضافية. قرر لويس دراسة الأدب المقارن، وبالإضافة إلى أن الألمانية هي لغته الأم، يجيد الفرنسية والإنجليزية أيضا. هذا الأمر جعل هذا المجال سهلا عليه.
خلال نشاط لويس العلمي، كان يكتب أطروحة حول مقارنة القصص القصيرة الإنجليزية والفرنسية والألمانية لنفس الفترة الزمنية.
من المفروض أن يكون هذا العمل يميل إلي الناحية الأدبية، ولكن أشار مشرف لويس وكوزر إلى أن القضايا التي يحتوي عليها هذا الطرح العلمي وكل الأطروحات العلمية التي يقدمها لويس هي في الأساس تميل إلي اختصاص علم الاجتماع وليس الأدب وهذا الأمر جعل لويس يقوم بتغيير تخصصه بحضور المحاضرات الخاصة بعلم الاجتماع، ومن هنا بدأ تخصص الجديد في المستقبل يتشكل، ليولد لنا عالم من أعظم علماء الاجتماع في هذا العصر.
هجرة لويس وكوزر إلى الولايات المتحدة
خلال الحرب العالمية الثانية، كانت الحكومة الفرنسية تشعر بالقلق الشديد من وجود جواسيس ألمان في بلادها، ولهذا اتخذت سياسة صارمة ضد جميع الألمان في فرنسا، وقامت بسجنهم وترحيلهم إلى منطقة في الجنوب الفرنسي، وهذا الأمر دفع لويس للتفكير بشكل كبير في الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
بعد الهجرة، عمل لويس في العديد من الوظائف، ولكنه فينهاية المطاف التحق بجامعة شيكاغو ليصبح مدرسًا لعلم الاجتماع، وهذا ساعد في تعمقه بشكل كبير في دراسة هذا العلم، وأدى إلى إنتاج العديد من النظريات والأبحاث المشهورة في مجال علم الاجتماع.