من هو ” سعيد ناشي ” مؤلف كتاب التداوي بالفلسفة
مؤلف كتاب التداوي بالفلسفة
سعيد ناشيد، الكاتب والمفكر المغربي، يعد واحدا من المفكرين العرب الذين لا يزالون يفكرون ويكتبون بمنهجية علمية عالية وانضباط علمي كبير، على الرغم من نشره لأفكار جريئة حول أن الإسلام السياسي قد خرب الفكر الديني، وذلك في ظل تفوق الأفكار الشعبية والثقافية والفلسفية على المنتج الفكري العربي.
المهتم بقضايا التجديد الديني والباحث في الإسلام السياسي ويعتد في كتباته على التراث والموروث الديني والفقهي حيث أغنى المكتبة المغربية بإصدارات عميقة من الأعمال الفلسفية تنتصر أولاً وأخيراً للعقل والإنسان وله إسهامات بحثية وعلمية وهو عضو “رابطة العقلانيين العرب” ومن إصداراته:
- كتاب قلق في العقيدة في عام 2011.
- كتاب الحداثة والقرآن في عام 2017.
- كتاب دليل التدين العقلاني في عام 2017.
- كتاب رسائل في التنوير العمومي في عام 2018.
- كتاب التداوي بالفلسفة في عام 2018.
- كتاب الطمأنينة الفلسفية في عام 2019.
- كتاب الوجود والعزاء في عام 2020.
- كتاب الفلسفة مواجهة خيبات الأمل في عام 2020.
من هو سعيد ناشيد
يحتوي المغرب على العديد من الكتاب والمبدعين والحرفيين الماهرين الذين يقفون وراء الأعمال الأدبية الراسخة. وفي العقد الماضي، برز اسم سعيد ناشيد كواحد من أبرز الكتاب بأسلوبه وأفكاره الفريدة، وكان يسلط الضوء على الدين الإسلامي وينقدره على حياة الناس في العصر الحالي.
حظيت كتبه بشعبية كبيرة، وأصبحت أفكاره قيمة في الوقت نفسه، ولم يتخلى قط عن مهنة التدريس ودوره في المؤسسة التربوية المغربية. كان حريصا على التأثير في طلابه وتقسيم إبداعه بين كتبه وعمله في التدريس. وعلى الرغم من العوائق التي واجهته في مسيرته الأدبية، استمر بلا كلل وأصدر مؤلفات جديرة بالاهتمام وتعبيرا عن الأفكار.
تجارب في التربية بين الفرنسية والفلسفة
عمل في مجال التعليم منذ بداية مسيرته، حيث كان مدرسا للغة الفرنسية في المدارس الابتدائية، ثم تولى منصب أستاذ الفلسفة في المدرسة الثانوية بين مدينة فاس وسطات، وقد أجرى العديد من التجارب الاستثنائية التي ساهمت في تطوير أفكاره بشكل أكبر وفتحت أمامه الباب للانتقال إلى عالم الكتابة. حصل أيضا على منصب المدير التربوي في إصلاحية، لكنه لم يبدأ واجباته على الإطلاق دون الكشف عن السبب وراء ذلك، لذا عاد مرة أخرى للتدريس وركز تماما على كتابته الأول.
مؤلفات سعيد ناشيد
الاختيار العلماني وأسطورة النموذج
العقبة الأولى في رحلة الكتابة والتأليف
- كان عنوان الكتاب الأول لسعيد ناشيد “كتاب الاختيار العلماني وأسطورة النموذج”، وفي هذا الكتاب حاول ناشيد تحليل الخطاب العلماني الاستشراقي والغربي واستعراض النموذج الأول للعلمانية وتطورها المعاصر، وذلك لفهم شكلها الحالي.
- حيث طرح سؤالا جوهريا في كتابه حول معنى أن تكون مسلما في العالم المعاصر؟ وكانت الإجابة: `أن تكون مسلما اليوم يعني أن تكون عقلانيا وعلمانيا هنا الآن`.
- كما تناول الكتاب العديد من الأفكار والنماذج المقارنة ووصل إلى درجة من الإتقان والإبداع ومن ناحية أخرى لم تكن حياة سعيد ناشيد مستقرة مثل كتاباته حيث واجه مشكلة خطيرة مع صاحب المنزل من كان يستأجر منه وتفاقم الوضع وأصبح أمام المحكمة وخسر القضية بمال كبير ولكن المشكلة لم تثبط عزيمته على الإطلاق.
كتاب قلق في العقيدة
بعد حل سعيد ناشيد لمشاكله، انتقل إلى الكتاب الثاني المسمى “قلق في العقيدة”، الذي حقق إبداعًا عاليًا وكان مؤلفًا غزيرًا بأسئلة وأجوبة منطقية.
تركز فيه على رؤية جديدة لعلاقة الإنسان بالإيمان والأديان، وأيضا تحدث عن عودة المثقف الإصلاحي للحوارات السقراطية، ودعا القراء إلى استكشاف نمط جديد لإنتاج المعرفة يقوم على المشاركة والتواصل بدلا من الانعزال في أبراج الوهم والتفوق الثقافي، وأيضا تركز على آداب الحوار وقيم الحب وأخلاق الحياة .
كان يدرس الفلسفة في المدرسة الثانوية، ولكن تم منعه من السفر خارج المملكة لحضور الندوات التي دعي إليها.
الحداثة والقرآن
أصدر مؤلفه الثالث كتابا يتناول مشاكله والصعوبات التي واجهها وقد تحولت إلى أفكار إبداعية في كتابه `الحداثة والقرآن`. وأثار هذا الكتاب بعض الجدل، حيث اقترح أن القرآن هو ترجمة بشرية لصور تمتلك مصدرا إلهيا في الواقع. وتطرق أيضا إلى فكرة أن هذه الترجمة أنجزت بواسطة الرسول محمد. وفي كلمته إلى الناس في تلك الأزمنة القديمة، أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه وفقا لثقافتهم وظروفهم وتصوراتهم، وبناء على ذلك، أكد سعيد في كتابه أنه لا يجوز ذلك.
بالنسبة لنا بأي شكل من الأشكال تقييم القرآن بمعايير الحداثة السياسية والثورة العلمية وحقوق الإنسان لا يجوز لنا التعامل معه كنص في العلوم أو السياسة أو الأخلاق وإذا فعلنا ذلك فسوف نرتكب جريمة كبرى وسنقوم بظلم كبير للقرآن وأشار إلى أن هذه التفسيرات تضع القرآن في أماكن تقلل من قيمته بدعوى تأكيد ما جاء فيه وهو أمر لا يتطلبه الخطاب القرآني نفسه وتمت مناقشة كل هذه الأفكار على نطاق واسع وانتقادها في نفس الوقت.
دليل التدين العاقل
واصل سعيد ناشيد الكتابة بغزارة ونشر كتابه “دليل التدين العاقل” وأجاب فيه على ثلاثة أسئلة أساسية ماذا يعني أن تكون متديناً؟ هل يعني أنني أكره العالم وأرفض الحياة وألعن الملذات واحتقر الجسد مشبعاً بثقافة الموت والاكتئاب؟ هل يعني أنني أنكر طبيعتي البشرية وأنكر طبيعتي التي تميل إلى الفرح والحب والجمال؟ أجاب سعيد على هذه الأسئلة في كتابه وشارك في العديد من الأفكار وقدم إجابات شاملة مليئة بالتفاصيل والأدلة.
من ناحية أخرى، عانى شخصيا من مرض شديد يتمثل في انزلاق غضروفي حال دون قدرته على المشي لمدة تقريبية عام ونصف. قدم ملفا كاملا للاستفادة من التقاعد لأسباب صحية، بما في ذلك الانزلاق الغضروفي والحساسية ومشاكل الكلى. العديد من الأشخاص استفادوا من ذلك، ولكنه لم يحصل على استفادة مبررة بالطبع. اضطر لمواصلة العمل في ظروف صعبة صحيا.
تلخيص كتاب التداوي بالفلسفة
على الرغم من كل ما تعرض له، إلا أن قلم سعيد ناشيد لم يتوقف عن الكتابة، وهذه المرة قد جسد خبرته وممارسته في الفلسفة من خلال إصدار ثلاثية كاملة تحت عنوان الوجود والعزاء: الفلسفة في مواجهة خيبات الأمل والطب في الفلسفة وكذلك السكينة في الفلسفة، وفيها يقول ناشيد: `عندما تكون على دراية بنفسك، يمكنك مواجهة تأثيرات مشاعر الخوف والحزن والغضب التي تؤدي إلى سوء السلوك، ومن ثم تعريض نفسك لمخاطر أكبر`.
نادرا ما يكون البقاء نتيجة صداقات الحياة، بل يكون البقاء نتيجة أسلوب الحياة الذي يتبعه الشخص، ويقدم هذا الكتاب دورا في تأمين السلام للروح، حيث يمكن لعقل الإنسان أن يكون طوق نجاة عندما يثق به ويمكن له أن يكون خلاصه عندما يطلب المساعدة منه، ويمكن له أن يكون الوصي على أمنه الروحي وراحة باله عندما يعتمد عليه، ويمكن له أن يكون الطريق الذي يسترشد به.
عزل سعيد ناشيد
في منتصف نيسان شهر أبريل 2021 أُقيل ناشيد من منصبه التدريسي بقرار خاص من رئيس مجلس الوزراء سعد الدين العثماني حيث أشار قرار الفصل إلى ما اعتبر إخفاق ناشيد في أداء وظيفته المهنية وغياباً غير مبرر عن العمل بالإضافة إلى استخدام الإجازة المرضية لغير العلاج وخروجه من البلاد دون تصريح من الإدارة.
من جهة أخرى، يعاني المؤلف من أناشيد بلا عمل أو مصدر رزق، وشرح أسباب إقالته دون تلقي أي إنذار أو تنبيه في منشور على صفحته الرسمية على فيسبوك، ويرجع ما تعرض له إلى استمراره في الكتابة والنشر، بينما لا يستطيع القيام بعمله بسبب الظروف الصحية.