من هو الشاعر القاضي السعيد ؟.. ولماذا لقب بذلك
من هو الشاعر القاضي السعيد
الشاعر القاضي السعيد ابن سناء الملك، هو أبو القاسم هبة الله بن جعفر بن القاضي جعفر أبي الفضل بن المعتمد سناء الملك، هو أديب وشاعر مصري، ولد في مصر عام 550 هجرية، وتربى في عائلة مثقفة وثرية، حرص والده على تعليمه وتثقيفه، فحفظ القرآن في صغره، ودرس النحو واللغة العربية والفقه والعلوم والفلك، ودرس اللغة الفارسية، واستفاد من معلمه الأصفهاني، الذي وصفه بأنه ذكي وماهر في النثر والنظم، ويتميز بالفضل والإقبال، وأنه قادر على التفوق في الصناعة الأدبية وزيادة معارفها
القاضي السعيد هو شاعر وأديب من أدباء متميزين، وقد بدأ الكتابة في الشعر في سن صغيرة، حيث كان يكتب الشعر قبل أن يبلغ العشرين من عمره. لقد كتب قصيدة للعالم الملقب بالقاضي الفاضل وهو لم يبلغ العشرين من عمره، ومن هذه القصيدة ما يلي:
فَراقُُ قضى للهم والقلب بالجمع
وهَجْرُُ تولى صلح عينى معَ الدمعِ
إِذا نظرَتْ عيني سِواه تلثَّمت
حياءً بِعُنوان الوفاءِ من الدَّمع
وإِن عَزمت نفسي على قَصدِ غَيْره
ففي أَيِّ درع يلتقى أَسُهم الرَّدْع
أَياديه تُشجي النَّاسَ تذكيرُها به
فاعجب لضرٍّ جَاءَ مِنْ جِهَة النَّفْع
فلِلَّه كُتْبٌ منه إِن أَبْصَر العِدى
لها مَطْلبا لَمْ يَدْفَعُوها عن الدَّفع
وإِن قيل عُقبى خَلْعِها قلبَ مُسْدٍ
زدتُ، كما قالت، هذا اختصاري وهذا قنعي
عمل القاضي السعيد في الكتابة في ديوان الإنشاء في مصر، ثم تولاه والي الجيش ديوان الجيش في سنة 606 من الهجرة، وكان ابن سناء مقربا من السلطان الأيوبي صلاح الدين، ومقربا من حاشيته، فقام بمدحه في العديد من أشعاره، وعلى الرغم من أنه كان مقيما في مصر، إلا أن شعره انتشر صيته في جميع البلدان في مصر وبلاد الشام، وتوفي ابن سناء في مدينة القاهرة في سنة 608 من الهجرة، ومن أهم أعماله الأدبية ما يلي
- كتاب روح الحيوان: هذا الكتاب هو اختصار لكتاب الحيوان للإمام الجاحظ.
- دار الطراز في عمل الموشحات: الكاتب الموشحات هو الشخص الذي يضع القواعد والأسس للموشحات، وهو أول كتاب تم كتابته في تاريخ الأدب في هذا الشأن، حيث قام القاضي السعيد بوضع نظم وأصول وقواعد الموشحات، ويحتوي على عدد كبير من الموشحات الأندلسية القديمة وكذلك موشحات الكاتب نفسه.
- كتاب فصوص الفصول وعقود العقول: ينقسم هذا الكتاب للقاضي السعيد إلى قسمين، حيث يتكون القسم الأول من رسائل موجهة للقاضي الفاضل، ويتكون القسم الثاني من رسائل كتبها القاضي السعيد إلى أبيه القاضي الرشيد، حيث يتحدث فيها عن صديقه القاضي الفاضل
- ديوان الشاعر القاضي السعيد: يتضمن هذا الكتاب ديوان القاضي السعيد الذي يجمع فيه كل قصائده، ويصل عدد الأبيات في هذا الكتاب إلى 800 ألف بيت شعري.
- كتاب مصايد الشوارد
لماذا لقب الشاعر القاضي بالسعيد
حصل على لقب السعيد بسبب ما تميزت به معظم قصائده وموشحاته، التي كانت تعبر عن السعادة.
الخصائص الفنية لشعر ابن سناء الملك
بدأ ابن سناء كتابة الشعر عندما كان صغيرا، وعلى الرغم من ذلك، كان شعره ينافس شعراء كبار في عصره. كان شعره مميزا بسلاسة ووضوح التعبير، وكان يستخدم أسلوب المقارنة والاستعارة بين معاني الكلمات في شعره. كما كان يحرص على التجديد في أعماله الشعرية. اشتهر ابن سناء بما كتبه في مجال المدح والغزل والفخر والرثاء، وكان الغزل هو النوع الأكثر شيوعا في قصائده وموشحاته. كما كان يبذل جهودا في إيجاد القوافي في أبياته الشعرية. ومن بين أشعار القاضي السعيد، يبرز ما يلي
يا أخي الروح، هل أنت هوى في مني أم ألم؟
أيها الظبي الذي ضللتَ، تركتَني وحيدًا مع حزني
– زعموا أنني سأراك غدا وأظن الموت قريبا
أين مني اليوم ما زعموا أه
اقترب قليلا يا قمري حتى يكاد يمحو نورك الخافت
هل ذلك إشارة أم تحذير، يا نسيم الروح من بلدي
خبر الأحباب كيف هم أه
موشحات ابن سناء الملك
قام القاضي السعيد سناء بن عبد الملك بتأليف كتاب يدعى دار الطراز في عمل الموشحات الكاتب الموشحات هو الشخص الذي يضع القواعد والأسس للموشحات، وهو أول كتاب تم كتابته في تاريخ الأدب في هذا الشأن، حيث قام القاضي السعيد بوضع نظم وأصول وقواعد الموشحات، ويحتوي على عدد كبير من الموشحات الأندلسية القديمة وكذلك موشحات الكاتب نفسه.
انتقلت الموشحات إلى العالم العربي قادمة من الأندلس، وكانت أول من قام بكتابة الموشحات في القرن الثالث الهجري، وتعتبر الموشحات فنا شعبيا، وعلى الرغم من ذلك، في بدايتها كانت تفتقر إلى القواعد والنظم التي يمكن للشخص الاعتماد عليها، ولكنها اكتسبت تدريجيا قواعدا وأصولا في القرن الرابع الهجري. بعد ذلك، انتقلت إلى بلاد المشرق العربي، ووصلت إلى بني أيوب في مصر، وكان الشاعر القاضي السعيد أول من كتب عن أصول فن الموشحات وأسسه العلمية. وفي كتابه، يقول ابن سناء: `لم أر أحدا صنف في أصول الموشحات ما يكون للمتعلم مثالا يحتذى به وسبيلا يقتفى، جمعت في هذه الأوراق ما يجب على المتعلم معرفته عن الموشحات، ولا يمكن أن يغني بها دون تفصيلها وجملتها، لتكون دليلا للمتقدم ونقطة بداية للمبتدئ
من أمثلة موشحات ابن سناء الملك في كتابه `دار الطراز` ما يلي:
أنا معجب بالقمر، ومغرم بالجمال، والرضاب حلو، ولكني محزون ومعذب، عندما يمنعوني من الاقتراب، فأنا أصم
ألبِس ضناك جهرَا
واكتم هواك سِرَّا
واذرِ الدموعَ تِبْرَا
وارمي العذول بَرَّا
لو نظرت – كان أمرا – بضعف ما بي – بالتأكيد وما نهى – بل كان قد – عد مصابي – غنما
هل تعلمون مَنْ بي
حسبي هواه حسبي
يا حرَّ نار قلبي
زِد يا هوًى في كربي
يجب أن تبقى مستيقظًا ولا تتركني وأفعل ما تريد ولا تخف على عقابي بأي ذنب
ما لي عنك مذهب
كيف وأنت المطلب
لك الطراز المُذهب
لك النقي الأشنب
ديوان ابن سناء الملك
هذا الكتاب هو ديوان للقاضي السعيد يحتوي على جميع قصائده، ويبلغ عدد الأبيات في هذا الكتاب 800 ألف بيت شعري. ويحتوي ديوان ابن سناء الملك على العديد من القصائد والأشعار، ومن بين أبرز قصائده:
- قصيدة بدولة الترك عزت ملة العرب
- قصيدة على كل حال ليس لي عنك مذهب
- قصيدة ملوك يحوزون الممالك عنوة
- قصيدة لنصرك حتى تملك الغرب بالغلب
- قصيدة أخذت فؤادي حين سرت ولم أكن
- قصيدة عتبنا على الأيام قبل ظهوره
- قصيدة مالي هجرت بغير ذنب
- قصيدة سرى طيفه، إنما سرى بي سرابه