من هو السليك بن السلكة
هو السُّلَيْك بن عمير بن يثربي بن سنان بن عمير بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي، يعود نسبه إلى أمه الحبشية سوداء اللون السلكة، وهي شاعرة متمكنة وقد رثته عن موته والذي كان تقريباً في 17 قبل الهجرة / 605 ميلادي.
من هو السليك بن سلكة
كان السليك واحدا من الصعاليك والشعراء في العصر الجاهلي، ومثل باقي الصعاليك، كان يستخدم كنموذج للسرعة حتى قيل إن سرعته تفوق سرعة الخيول، وكان يستخدم في المثل (أعدي مثل السليك)، ولنتعرف أولا على صعاليك العرب
من هم الصعاليك
عاش الصعاليك في الجزيرة العربية وكانوا مهمين لجماعة من العرب ينتمون إلى قبائل مختلفة في عصر ما قبل الإسلام. الصعاليك هم أفراد تم طردهم من قبائلهم التي ينتمون إليها، وكانوا يتمتعون بطابع ثوري لا يعترف بالقبيلة وواجباتها وسلطاتها. ومعظم هؤلاء الأفراد كانوا من الشجعان ويتميزون بالسرعة في الجري، كما أنهم كانوا من كبار شعراء العصر الجاهلي وشعرهم كان من أفخم الشعر العربي
تاريخ الصعاليك
في كتاب العصر الجاهلي، عرف الدكتور شوقي الصعلوك الفقير على أنه ذلك الشخص الذي لا يملك مالا، وأكد أنه له معان أخرى مثل اللصوص الذين يقطعون الطرق. كان الصعاليك يمارسون مهنة الغزو وسرقة القبائل الغنية ليسرقوا من أموال الأغنياء ويعطوها للفقراء والمنبوذين، وكانوا يتجاهلون الاتفاقيات والمعاهدات بين قبائلهم والقبائل الأخرى. كانوا يحاربون الاضطهاد والفقر ويسعون دائما للتحرر من القيود القبلية ويعيشون في حياة ثورية متمردة
أدبيات الصعاليك تعبر عن فلسفتهم في الحياة، حيث يعبرون عن حياتهم الصعبة والفقر الذي يعيشونه في قصائدهم. وفي معظم قصائدهم، يتحدثون عن شجاعتهم وقوتهم وقدرتهم على التحدي من قبل القبائل الأخرى التي تتمرد عليهم. ويتميز شعرهم بالخيال الواسع والعاطفة الكبيرة والحكمة التي تعبر عن تجاربهم
وكما أن الشعراء متمردين، فشعرهم أيضا يأتي متمردا مختلفا عن غيره من الشعر في عصر الجاهلية. فهم كانوا أوائل من كسروا بنية القصيدة في الشعر الجاهلي، وجاء شعرهم بلا طول ولا مدح، حيث سلكوا نمطا جديدا في الشعر
فئات الصعاليك
تنقسم جماعة الصعاليك إلى ثلاث فئات:
فئة الخلعاء : يطلق عليهم أيضا فئة الشذاذ، حيث يتمردون على القبيلة وأعرافها وقوانينها. وبسبب أفعالهم المخالفة لأعراف القبيلة وقوانينها، تقوم القبيلة بطردهم
فئة السود : وهم أبناء الحبشيات السود الذين تخلص آباؤهم منهم ولا ينسبونهم إليهم، فينضمون إلى الصعاليك، ومنهم السليك بن السلكة
فئة الملتحقين بالصعاليك : لم ينفر قبائلهم هؤلاء الصعاليك ولم يتبرأ منهم أباؤهم، بل هم من اختاروا هذا النمط من الحياة بإرادتهم، نظرا لما يرونه من نوعية فروسية وشهامة، حيث أنهم من نوع الصعاليك الذين لا يسعون وراء المجد الشخصي، وإنما وراء أهدافهم النبيلة، وهي الأخذ من الأغنياء وإعطاء الفقراء ورفع الظلم عن المظلومين، ومن أشهرهم عروة بن الورد العبسي المعروف بلقب أمير الصعاليك
خبر السليك بن السلكة في كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني
“هو السليك بن عمرو، وقيل: هو بن عمير بن يثربي، وهو من بني مقاعد، والحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وأمه هي السلكة وهي أمة سوداء.
من صعاليك العرب العدائين: وهو أحد صعاليك العرب العدائين الذين كانوا لا يلاحقون، ولا تعلق بهم الخيل إذا عدوا. وهم: السليك بن السلكة، والشنفرى، وتأبط شراً، وعمرو بن براق، ونفيل بن براقة. وأخبارهم تذكر على تواليها ها هنا إن شاء الله تعالى في أشعار لهم يغنى فيها؛ لتتصل أحاديثهم.”
غارات السليك بن السلكة
كان سليك من أشد الرجال وأشدهم شعورا، وأدل الناس على الأرض وعرفهم معالمها، حتى إنه كان يملأ بيض النعام بالماء في الشتاء ويخبئه في الأرض ليشرب منه في رحلاته إلى اليمن في الصيف، إذا نفذ الماء منهم، وكان يغير دائما في اليمن وإن لم يتمكن، ويغار على ربيعة.
وفاة السليك بن السلكة
يقال إن الشخص الذي قال هذا هو أنس بن مدرك الخثعمي، ويقال أيضا أنه يزيد بن رويم الذهلي الشيباني، والأكثر صحة هو الأول.
كان يتم القول أن سليك كان يأتي بالطعام لأمة السلكة يوميًا، ولكنه تأخر ذات يوم واستمر هذا التأخر والانقطاع لمدة ثلاثة أيام، فعلموا من ذلك أنه توفي، وقامت برثائه في قصيدة في عام 17 قبل الهجرة / 605 ميلادية
من بحر مجزوء الرمل
طافَ يَبغي نجوةً من هلاكٍ فَهَلَك
لَيت شِعري ضلّةً أيّ شيءٍ قَتَلك
أَمريض لم تُعَد أم عدوٌّ خَتَلَك
أتولى الأمر الذي فيه غالٍ في الدنيا السلك؟
وَالمَنايا رصدٌ لِلفَتى حَيثُ سَلَك
أيّ شيءٍ حسن لِلفَتى لَم يكُ لَك
كلّ شيءٍ قاتلٌ حينَ تلقى أَجَلَك
طالما قد تحققت في غير كد ما أملك
إِنّ أَمراً فادحاً عَن جَوابي شَغَلك
سأُعزي نفسي إذا لم ترد على مَن سألك
لَيتَ قَلبي ساعةً صبرهُ عَنك مَلَك
لَيتَ نَفسي قُدّمَت لِلمَنايا بَدَلَك