العالمشخصيات سياسية

من هو إمام أوغلو

إمام أوغلو هو الرجل ذو الكاريزما العالية الذي ولد في مدينة طرابزون شمال شرق تركيا عام 1970، وتشابه مسيرته السياسية بشكل كبير مع مسيرة رجب طيب أردوغان .

إمام أوغلو تخرج من جامعة أسطنبول وحصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، وهذا هو نفس ما درسه رجب طيب أردوغان في جامعة مرمرة. لعب إمام أوغلو كرة القدم كهواية، بينما لعبها أردوغان كلاعب شبه محترف. استمر إمام أوغلو في تحقيق سلسلة من النجاحات، حيث بدأ كمدير لشركة متخصصة في البناء، ثم أسس نادي طرابزون سبور لكرة القدم، وأصبح واحدا من أفضل الأندية التركية .

أعماله السياسية

بسبب نجاحه في مجال إدارة الأعمال، قاد ذلك إلى دخوله عدة معارك سياسية وأصبح خلالها عضوا هاما في حزب الشعب الجمهوري المعارض عام 2008م وكان أوردغان رئيس الوزراء في ذلك الوقت .

تولى رجب طيب أوردغان رئاسة البلاد في نفس العام، وفي المقابل انتشرت شعبية إمام أوغلو في اسطنبول، وتم اختياره كمحافظ لبلدية بيليكدوزو، وهي إحدى أحياء القسم الأوروبي في اسطنبول .

حقق إمام أوغلو، مساء الأحد، نجاحا كبيرا في الحصول على مقعد محافظ إسطنبول، وهي أكبر مدن تركيا وتضم أكثر من 15 مليون نسمة، وبذلك أثبت أنه لا يمكن الاستهانة به كخصم .

تولى رجب طيب أردوغان هذا المنصب في عام 1994 واستمر فيه لمدة 4 أعوام قبل توليه منصب رئيس البلاد. الآن، يتولى هذا المنصب الهام ابن مدينة طرابزون ليكون رئيسا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا لإحدى أهم المدن التركية. وهذا سيمنحه فرصة كبيرة لزيادة شعبيته بحلول عام 2023، وهو موعد الانتخابات الرئاسية في تركيا .

خسارة حزب العدالة التركي

تعد الخسارة التي مني بها حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب أردوغان خسارة تاريخية، حيث تمثل الخسارة الأولى للحزب منذ أكثر من 25 عامًا. وتعتبر هذه الخسارة صفعة لأنقرة وإسطنبول وبعض المدن الكبرى التي شهدت انتخابات بلدية للرئيس أردوغان، ويعتبر فشلاً بحسب آراء المحللين للنظام الرئاسي .

أكد أردوغان خسارة حزب العدالة والتنمية في عدد من أهم البلديات، وذلك بعد ساعات من بدء فرز الأصوات، وكان ذلك مساء يوم الأحد .

حقق حزب الشعب الجمهوري المعارض نجاحًا تاريخيًا غير مسبوق في العديد من المدن التركية، بما في ذلك إسطنبول وأنقرة وأزمير ومرسين وأنطاليا وغيرها .

وعلى الرغم من ذلك فقد حقق حزب العدالة والتنمية فوز بأكثر من نصف البلديات على مستوى البلاد ، إلا أنه وفقاً لأراء الخبراء والمحللين يعد خسارة للحزب الحاكم حيث فقد أهم البلديات الكبرى مما يجعل نتائج الانتخابات نقطة تحول تاريخية على حسب أقوالهم أظهرت تأثر شعبية أردوغان بسبب سياسته الداخلية والخارجية .

انتخابات تحمل طابعاً رئاسياً

أكد الخبراء أن هذه هي خسارة كبيرة لأردوغان الذي قاد حملاته الانتخابية بنفسه وأجرى أكثر من 100 لقاء جماهيري .

ارتكب أردوغان بعض الأخطاء عندما شن حربًا سياسية ضد منافسيه واتهمهم بالإرهاب والخيانة، وربما كان الخطأ الكبير الذي ارتكبه هو خوضه الانتخابات الرئاسية بدلاً من الانتخابات البلدية، مما جعل خطابه المليء بالتخوين ينعكس سلبًا عليه ويفقده بعض البلديات الهامة .

الاقتصاد التركي

ربما يعود السبب الرئيسي إلى التحدي الكبير الذي يواجه الاقتصاد التركي، حيث تدهورت قيمة الليرة التركية بشكل غير مسبوق مع حدوث التضخم وارتفاع الأسعار وركود الأسواق في البلاد. وفشلت جميع محاولات الحكومة لضبط الأسعار وتوزيع السلع بأسعار منخفضة في مناطق عديدة لجعل حزب العدالة يفوز في الانتخابات. لذا، يمثل الأزمة الاقتصادية عاملا رئيسيا في فشل حزب العدالة والتنمية في الانتخابات .

أشارت تصريحات المحللين السياسيين إلى أن نتائج الانتخابات تشير إلى أنه يجب محاسبة هذا النظام .

بعد الإنقسامات التي فعلها أردوغان وفقدانه للشعبية، سيواجه صعوبة في قيادة البلاد بنفس الأسلوب الذي كان يتبعه سابقًا .

حلم أردوغان ب84 صندوق

عندما أعلنت اللجنة الانتخابية عن تقدم أكرم إمام أوغلو في إسطنبول، استنادا إلى نتائج الأصوات المعتمدة في غالبية الأسواق، رفض حزب العدالة الاعتراف بخسارته ووضع آماله على 84 صندوقا لم تحسب نتائجها بعد. واعتبر الحزب ذلك انتهاكا للقواعد الانتخابية، وحدثت العديد من المشاحنات بين الخصوم حتى تدخل رئيس اللجنة العليا للانتخابات وأعلن فوز أكرم إمام أوغلو، المرشح عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، بـ 4 ملايين و159 ألف و650 صوتا، في حين حصل علي يلدريم، المرشح عن حزب العدالة والتنمية، على 4 ملايين و131 ألف و761 صوتا. وأشار إلى أن مرحلة الاحتجاجات ما زالت مستمرة .

نشرت وكالة الأناضول نتائج غير رسمية تشير إلى فوز إمام أوغلو بحوالي 48.8% من الأصوات، فيما حصل يلدرم على 48.5%، ولا يزال 1% من الأصوات قيد الفرز .

خسارة إسطنبول تعني خسارة تركيا

أكد الخبراء على أنه ترشيح حزب العدالة والتنمية بأهم رجل في الحزب بعد أردوغان كان لضمان الفوز بإسطنبول ، مما يؤكد على قول أردوغان بأنه ” من يخسر إسطنبول يخسر تركيا ” . ويشير الخبراء أن الحيل السياسية والقانونية التي تسعى لإحباط زحف المعاضة هي الوسيلة الوحيدة للحزب الحاكم لكي يستعيد المدينة الكبرى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى