تعد تلك من أهم الدول التي تستقطب أعدادا كبيرة من السياح بهدف السياحة التاريخية، حيث يوجد على أرضها العديد والعديد من الأماكن التاريخية الحضارية بعضها دخل إلى قائمة التراث الإنساني العالمي والبعض الآخر ينتظر القائمة الحضارية الطويلة، حيث تشكل معالم الدولة التركية منذ العصور البديعية الحجرية الأولى والثانية مرورا بعصور أخرى كالصر الحديدي والبرونزي والنحاسي حتى قيام الدول الأول من الدولة الحيثية والبيزنطية والرومانية حتى قيام الدولة العثمانية، بالطبع طبعت كل حضارة من تلك الحضارات بصمتها المميزة على تلك الأرض وشكلت معالمها السياحية التي يتوافد إليها الزوار اليوم لرؤيتها، نتعرف بين السطور المقبلة على مدينة غوراما تلك المدينة التي شكلتها وأرست معالمها الدولة الآشورية.
يعود تاريخ تأسيس منطقة غوراما (Göreme) الرائعة إلى عهد الحكم الآشوري، حيث عاش الآشوريون فيها لفترات طويلة وسكنوا المكان حتى استوعبت عدة حضارات أخرى التي أكملت ما بدأته. أحد أبرز مميزات المنطقة هي السدود المائية التي بناها الآشوريون القدماء وعاشت المدينة تعاقبا لفترات طويلة عدة حضارات أخرى مثل الحضارة الفريجية التابلية والمقدونية والبيزنطية والسلجوقية والكرامانية والعثمانية وغيرها. وقد أضافت كل حضارة من تلك الحضارات بصمتها على المدينة، مما جعل غوراما واحدة من أغنى الأماكن التاريخية المليئة بالآثار في تركيا وفي القارة بأكملها.
تقع مدينة غوراما في منطقة مشهورة تدعى نيف شهير، وهذه المنطقة تبعد حوالي ثلاث ساعات ونصف بالحافلة عن العاصمة التركية أنقرة، وإذا استخدمت الطائرة فستستغرق الرحلة حوالي نصف ساعة فقط. وتبعد غوراما عن اسطنبول نصف ساعة بالطائرة. تعتبر غوراما واحدة من أهم المحطات السياحية في مدخل مدينة كابادوكيا التاريخية، التي تشتهر بالآثار الحجرية المنحوتة في الجبال. يقال إنه تم نحت تلك الآثار من قبل الجن، ولكن المؤكد أنها بنيت خلال الحقبة الأشورية في تلك المنطقة. يجب أن نذكر أيضا أن غوراما هي واحدة من المتاحف المفتوحة الهامة في تركيا، حيث تتمتع بإشراقة جميلة تحت ضوء الشمس. تحتوي المعالم السياحية فيها على عدد من المعالم التي شكلت هويتها وجعلتها واحدة من الأماكن التاريخية المميزة جدا.
من أهم المعالم الموجودة داخل مدينة غوراما كنيسة الظلام كارانليك ذات العمائر الساحرة والمميزة تم إنشاؤها في النصف الأول من القرن الثاني عشر من قبل البيزنطيين الذين ينتمون لكنيسة الارثوذوكس هي مكان مناسب لمحبي التاريخ القبطي ومن لديهم الحس الفني التاريخي على بعد من تلك الكنيسة يوجد وادي زامي الذي يحتوي على عدد من البيوت و الكنائس و المطابخ الجبلية المميزة والعجيبة وحيث يمكن للزائر لتلك المكان رؤية العديد من الأماكن ذات المعالم الثقافية والتاريخية والأودية الخضراء الجاذبة ويمكن التمتع بمشاهدة الأماكن الساحرة أيضا عن طريق ركوب المنطاد الهوائي في رحلة مميزة فوق المكان تستمر من ساعة إلى ساعتين هي مخصصة لذلك الغرض، بعد تلك الوادي المميز يوجد كنسية ساكلي تسمى الكنيسة الخفية حيث تم نحتها داخل هضبة متوسطة الحجم تعطي لمشاهديها الراحة النفسية العظيمة بسبب معالمها الجميلة يتوافد إليها عدد هائل من الزوار من اجل التصوير الفوتوغرافي و تصوير معالم المكان من محترفي تلك الفن .
تعتبر الحديقة الوطنية واحدة من أقدم الحدائق العامة التي تم تجهيزها وتنظيمها من قبل الحضارة البيزنطية. تتميز الحديقة بإطلالتها الرائعة والساحرة ، حيث تكون مضاءة سواء في الليل والنهار. تحتوي الحديقة أيضا على مجموعة من المقابر المفتوحة التي تعود إلى العهد البيزنطي. ومن بين هذه المقابر، تبرز مقبرة افانوس كونها المقبرة الأفقية الوحيدة في العالم، حيث كان يدفن فيها الأموات وهم يقفون. وبعد ذلك، تجد أيضا متحف غوارما المفتوح الذي يحتوي على عدد من الأديرة البيزنطية والممرات الجبلية المتشابكة مع بعضها البعض. بالإضافة إلى جاذبيتها السياحية، تحتضن المدينة العديد من المنتجعات السياحية الفريدة المصنوعة من الحجر، حيث حرصت الدولة التركية على توفير جميع وسائل الراحة للسياح والزوار الذين يتوافدون للاستمتاع بمشاهدة آثار المنطقة.
من الأنشطة المميزة أيضا في غورما زيارة المتحف المفتوح وركوب الخيل في جولة حرة، وركوب المنطاد الهوائي، وحضور حفلات الشواء والتجمعات الاجتماعية على أسطح الفنادق الحجرية. على عكس كابادوكيا، تتم الحفلات في نفس المنطقة ويمكن التخييم فيها. تبعد غورما ساعة بالحافلة عن كابادوكيا، ولكنها قريبة جغرافيا إذا كنت مهتما بالتاريخ الروماني والإغريقي والبيزنطي، فلا تفوت فرصة زيارة هذه المدينة الحجرية ذات الطابع الثقافي المميز..