ادب

من هو أوكتاي رفعت .. مؤسس التيار الغريب

من هو أوكتاي رفعت

أوكتاي رفعت هوروزكو هو أحد الشعراء الأتراك العظماء والكتاب المسرحيين الموهوبين، ولد في عام 1914م في العاشر من حزيران في ولاية طرابزون في تركيا وتوفي في عام 1988م في الثامن عشر من نيسان وله صلة قرابة مع الشاعر التركي الكبير ناظم حكمت، ويعد أوكتاي رفعت من أفضل وأهم الشعراء الأتراك  في فترة الثلاثينيات.

بالإضافة إلى ذلك فهو قد أسس التيار الغريب والذي يعرف بالتجديد الأول وقد ساهم في تأسيسه أيضاً أورخان ولي قانيق ومليح جودت أنفاي وكان الهدف من تأسيس هذا التيار الشعري هو القضاء على من يهتم بالشكل والمظهر الخارجي للشعر وتوسيع دائرة من يهتم بجمال القول والجمل المتناسقة في الأشعار.

في عام 1955م، انتقل الشاعر أوكتاي رفعت إلى تيار شعري جديد يعرف بالتجديد الثاني، وصاغ العديد من الأشعار والمسرحيات والروايات المشهورة في تركيا.

حياة الشاعر أوكتاي رفعت

كان والد الشاعر أوكتاي رفعت رجلاً مهماً حيث كان شاعراً موهوباً ونحوياً وكان والي ولاية طرابزون حين ولد الشاعر أوكتاي رفعت وأمه كانت منور هانم والدها حسن أنور باشا ويكون مجر خورشيد باشا الملحن بالآلات الموسيقية التركية والغربية جده الأكبر ويكون الباي حسن رفعت باشا جده وهو أيضاً كان يلقي اهتماماً كبيراً على الشعر

بالتالي، نشأ الشاعر أوكتاي رفعت في عائلة كبيرة ومليئة بالشعراء والفنانين المشهورين في تركيا، وبدأ تعليمه المتوسط في ثانوية أتاتورك في العاصمة أنقرة من عام 1925 إلى عام 1932، حيث كان معلمه الشاعر أحمد حمدي تانبينار. وحصل على درجة البكالوريوس في كلية الحقوق بجامعة أنقرة في الفترة بين عامي 1932 و1936. وخلال فترة دراسته، كان مولعا بالكتابة الشعرية ولم يتردد في الكتابة

وبعدما قام بترتيب أول قصيدة له، تعرف على الشاعر أورخان والي ومليح جودت، واتفقوا على تأسيس تيار الغريب معا في المستقبل، وبعدها قاموا بإصدار جريدة مشتركة تحمل اسم “أصواتنا”، وبعد تخرجه من الجامعة، بدأ أوكتاي رفعت في نشر القصائد التي كتبها وطورها برفقة أصدقائه أورخان والي ومليح جودت في مجلة “الكيان”، ثم أجرى امتحان الدولة في عام 1937م ونجح فيه، وأرسلته الدولة لدراسة العلوم السياسية في باريس

وتم تغطية جميع التكاليف من قبل وزارة المالية للدولة. خلال فترة دراسته في باريس، اهتم بالشعر الفرنسي الذي يتحدث دائما عن الاستقلال. لهذا السبب، كان يعمق فيه لاستلهام الإلهام منه. في عام 1940م، اندلعت الحرب العالمية الثانية واضطر أوكتاي رفعت للعودة إلى تركيا دون إكمال درجة الدكتوراه هناك

عاد إلى تركيا من باريس وعمل في وزارة المالية، ثم في الإدارة العمل للنشر والصحافة، وفي النهاية عمل كمحامي حر في العاصمة أنقرة. وفي عام 1941م تم إطلاق كتاب شعري يحمل عنوان “الغريب”، وعمل عليه أوكتاي رفعت وأورخان والي ومليح جودت. أثار هذا الكتاب ضجة كبيرة في عالم الأدب، واستمر الأصدقاء الثلاثة في نشر أشعارهم عبر مجلات مختلفة، حيث نشر أورخان والي شعره في مجلات مثل “يابارك” (1940-1950) ومجلة “يديتيب” (1951-1957).

معلومات حول ديوان الغريب

ديوان الغريب هو أول ديوان شعري تم نشره من قبل الشعراء الثلاثة العظماء وهم أورخان والي قانيق أوكتاي رفعت هوروزكو ومليح جودت انضاي حيث تم نشره في عام 1941م في إسطنبول وقد تم تجديد طباعة هذا العمل في عام 1945م من قبل أورخان والي قانيق وحينها تمت تسميته باسم “التيار الغريب”

في الطبعة الأولى من ديوان “الغريب”، تحدثت مقدمته عن وجهات نظر الشاعرين: أورخان والي قانيق، وأوكتاي رفعت هورزكو، ومليح جودت انضاي. أما في الطبعة الثانية، فتحدثت المقدمة عن التغيرات التي حدثت في الأدب بين عامي 1941 و 1945، ومن وجهة نظر الشاعرين السابقين. واحتوى الديوان الأول على 21 قصيدة لأوكتاي رفعت هورزكو

وستة عشر شعراً للشاعر مليح جودت انضاي واربعة وعشرين شعراً للشاعر اورخان والي قانيق، ثم قام أورخان ولي قانيق بتدوين مقدمة خاصة بديوان الغريب، الذي أصبح فيما بعد الاسم الرسمي للتيار الذي قامت بتأسيسه هذه المجموعة من الشعراء، مقدمة هذا الديوان هي عبارة عن مجموعة من الكتابات التي قام بتجميعها ونشرها بشكل تدريجي في مجلة (الوجود) مع عنوان خاص يدور حول الشعر

وأصبحت هذه المقدمة خطوة تأهيلية للإعلان عن تيار الغريب، حيث قام أورخان والي بكتابة الأهداف التي كان يرغب بها من خلال هذه المقدمة، ومن ضمن هذه الأهداف الوقوف ضد كل السياسات القديمة المتبعة، والتي تعارضهم مع الشاعرية قبل كل شيء، بالإضافة إلى ذلك قام قانيق بكتابة توضيح لهذه المقدمة في طبعتها الثانية

وقام الشاعر بمراجعة المقدمة الأولى من عدة جوانب وذلك في عام 1945 وكان هدفه الأساسي هو تقريب الشعر إلى مفهومه، ومن أبرز الأمثلة على ذلك هو كلمة أيدولوجيات التي وردت في جملة الموجودة في الصفحة السابعة من الطبعة الأولى التي تم نشرها في عام 1941، والجملة هي (لا توجد أي خطوه جديده وحِرَفيه في الازدحام داخل القوالب المعروفه التي تنص عليها بعض الأيدولوجيات)

المقصود بهذه الكلمة هنا هو النظريات، حيث تم استبدالها بالنظريات في الصفحة الثانية عشرة من الطبعة الأولى التي تم نشرها في عام 1945، من الجدير بالذكر بأن كان الكتاب الأول الذي تم طباعته في النسخة الأولى يتضمن أربعة وستون صفحة، في حين أن الكتاب في النسخة الثانية كان يتضمن ثمانية وأربعون صفحة.

محتوى ديوان التيار الغريب

كتب الشاعر معظم أشعاره الهامة التي حصلت على مكانة خاصة في هذا الديوان خلال الفترة من 1937 إلى 1941، وتم طباعتها ونشرها في عدة مجلات مثل مجلة الوجود والشباب والإنسان والشباب الثوري والصوت. قسم الشاعر الطبعة الأولى للديوان بين الصفحة التاسعة عشر والصفحة السادسة عشر

تضمنت هذه الصفحات مجموعة من أشعار الشاعر مليح جودت، ومن بين الأشعار الأكثر شهرة التي ذكرت في الكتاب: شعر أوراق الأشجار في الأعلى، وشعر العصفورة، وشعر بداية جديدة، وشعر جمهور الحرب الثانية، وشعر الغربة، وشعر مثل أيدينا، وشعر عزف الصافرة، وشعر الهارمونيكا، نوكتورن، وشعر من أيامنا، وشعر صورة الضيافة، وشعر رسالة من صديق متوفي، وشعر عند الغروب. ومع ذلك، لم يتم نشر معظم هذه الأشعار في الكتاب نفسه

حيث قام بنشر سبعة منها فقط، وباقي الأشعار قام بنشرها في مجلة الوجود ومجلة الصوت، أما الأشعار الخاصة بالشاعر أوكتاي رفعت والتي حازت على إعجاب الكثير من القراء كانت موجود في الصفحة التي تحمل رقم خمسة وعشرون إلى الصفحة التي تحمل رقم أربعة وأربعون وهذه الأشعار هي شعر الشهادة الجزء الثاني

– يتضمن هذا القائمة العديد من الأشعار، مثل شعر حجرتان في فندق، وشعر صورة طفولة نانوتش، وشعر الخطاف، وشعر حوار آخر يوم، وشعر الخبز والنجوم، وشعر صورة طبيعية، وشعر النافذة، وشعر الشهادة الجزء الأول، وشعر إكليل الجبل وظهوره، وشعر الأرق.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى