اسلاميات

من هم المخلدون في النار من المسلمين ؟ .. وذكرو في القران الكريم

من هم المخلدون في النار

أشار الله -تبارك وتعالى- في الكتاب الكريم إلى أن الناس ينقسمون إلى فئات، بعضهم سيدخل الجنة وبعضهم سيدخل النار، وبعضهم سيكون خالدا في الجنة أو النار. وقد قال -تبارك وتعالى-: `وما منكم إلا واردها؛ كان على ربك حتما مقضيا` [مريم 71].

تنقسم الناس في النار إلى صنفين: صنف من المؤمنين ولكن ذنوبهم غلبت حسناتهم ، فيكونون في النار حتى يشاء الله أن يخرجهم إلى الجنة ، وصنف الكافرين الذين سيكونون مخلدين في النار ، وبالتالي لا يخلد المسلمون في النار ، بل المخلدين هم الكافرون ، وهذا ما جاء في القرآن الكريم ، ولم يذكر خلود المسلمين في نار جهنم

هذا ما ذكر في الآيتين ﴿إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما﴾ [النساء 48]، ﴿إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا﴾ [النساء 116.

وفقا لما قاله الله سبحانه وتعالى في سورة النساء، فإن الذين كفروا وظلموا لن يغفر لهم الله ولن يهديهم إلى الطريق الصحيح، بل سيكون قدرهم الأبدي في النار

وكما قال الله تعالى في القرآن الكريم: `إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً، خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً`، حيث يؤكد الله تعالى في هذا الآية نفس المعنى، وهو أن الكافرين ملعونون وسيعاقبون في النار الدائمة خالدين فيها.

هناك معنى آخر للكفر يشير إلى الذين سيعيشون في النار إلى الأبد، وهم الذين استهزأوا بآيات الله وتجاوزوا عنها، كما قال الله: `إنكم اتخذتم آيات الله هزوا وغرتكم الحياة الدنيا فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون` [الجاثية 35]

وهنا يوضح الله سبحانه وتعالى أن من يضل، فليس له ولي، وسيدخل النار يوم القيامة وسيحشر أعمى وأبكم وأصم في نار تنشط وتشتعل كلما هدأت. `ومن يهدي الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه، وسنحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما، مأواهم جهنم، وكلما انخفضت حرارتها زادتهم حرقة.` [الإسراء ٩٧]

وفي الآية ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادࣰا یُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَشَدُّ حُبࣰّا لِّلَّهِۗ وَلَوۡ یَرَى ٱلَّذِینَ ظَلَمُوۤا۟ إِذۡ یَرَوۡنَ ٱلۡعَذَابَ أَنَّ ٱلۡقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِیعࣰا وَأَنَّ ٱللَّهَ شَدِیدُ ٱلۡعَذَابِ * إِذۡ تَبَرَّأَ ٱلَّذِینَ ٱتُّبِعُوا۟ مِنَ ٱلَّذِینَ ٱتَّبَعُوا۟ وَرَأَوُا۟ ٱلۡعَذَابَ وَتَقَطَّعَتۡ بِهِمُ ٱلۡأَسۡبَابُ * وَقَالَ ٱلَّذِینَ ٱتَّبَعُوا۟ لَوۡ أَنَّ لَنَا كَرَّةࣰ فَنَتَبَرَّأَ مِنۡهُمۡ كَمَا تَبَرَّءُوا۟ مِنَّاۗ كَذَ ٰ⁠لِكَ یُرِیهِمُ ٱللَّهُ أَعۡمَـٰلَهُمۡ حَسَرَ ٰ⁠تٍ عَلَیۡهِمۡۖ وَمَا هُم بِخَـٰرِجِینَ مِنَ ٱلنَّارِ ) [البقرة 165 إلى 167]، حيث تبين الاية أن الذين أحبوا ما اتخذوهم من دون الله، لا يخرجون من النار.

الرد على شبهة الخلود في النار

قضية الخلود في النار للكافرين تثير التساؤلات والشبهات لدى أولئك الذين ليس لديهم معرفة كافية، ولكن يمكن الإجابة على هذا السؤال بالتفصيل عندما يسأل شخص كيف يمكن للإنسان أن يمكث 60 عامًا وهو عمره منذ بلوغه ويخلد في النار لكل تلك الفترة التي لا تنتهي.

يمكن الرد على هذا الكلام بأن الأهمية ليست في المدة التي يعيشها الإنسان في الحياة، بل الأهمية في موقفه تجاه الإيمان والكفر، وإذا كان شخصًا كافرًا في حياته، فإنه سيبقى كذلك ولو عاش طويلاً.

وإذا عاد للدنيا مرة أخرى، فسيبقى كافرًا، لأن الأمر ليس في عدد السنين التي يعيشها، بل في النية والإرادة في الكفر. ويقول الله سبحانه وتعالى عنهم في القرآن الكريم: `وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ`، وهذا يشير إلى أنهم سيعودون إلى الكفر إذا عادوا للدنيا مرة أخرى.

هل الخلود في النار أبدي

هذا السؤال هو سؤال مهم حيث يتباين فهم الناس لمعنى الخلود في النار، فبعضهم يظن أن البقاء في النار أبدي لجميع الناس، ولكن الحقيقة أن كل مذنب، سواء كان مسلما أو كافرا، يدخل النار، ولكن يدخل المسلم الذي ارتكب ذنوبا وظهرت في ميزان حسناته ولم تزدها ذنوبه إلا تكاثرا وتفاقما

في هذه الحالة، يدخل الشخص النار كما يكون قد ارتكب ذنوبه، لكنه يخرج منها بعفو من الله، أما الكافر فإنه يدخل النار إلى الأبد ولا يخرج منها أبدًا، وبذلك يتم الإجابة على سؤال هل الخلود في النار أبدي؟ نعم، إنه خلود أبدي.

على الرغم من محاولات بعض الأشخاص تفسير معنى الخلود في النار بأنه ليس أبدي، فإن العلماء متفقون على أن هذا القول خاطئ ويؤكدون أن الخلود في النار هو أبدي، ولا يمكن تفسير خلود النار بغير الأبدية.

آيات الخلود في الجنة

من أكبر أماني الإنسان عمومًا، وبعد الموت بصفة خاصة، هو أن يكون من أهل الجنة وساكنيها، وأن يعيش فيها إلى الأبد دون خروج أو عذاب، ويتم ذكر الخلود في الجنة في العديد من آيات القرآن الكريم

  • وبشر المؤمنين الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل، وأتوا به متشابها، ولهم فيها أزواج مطهرة، وهم فيها خالدون.” [البقرة 25.
  • ﴿وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ﴾ [البقرة 82].
  • ﴿۞ قُلۡ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَیۡرࣲ مِّن ذَ ٰ⁠لِكُمۡۖ لِلَّذِینَ ٱتَّقَوۡا۟ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّـٰتࣱ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَا وَأَزۡوَ ٰ⁠جࣱ مُّطَهَّرَةࣱ وَرِضۡوَ ٰ⁠نࣱ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ بَصِیرُۢ بِٱلۡعِبَادِ﴾ [آل عمران 15].
  • ﴿وَأَمَّا ٱلَّذِینَ ٱبۡیَضَّتۡ وُجُوهُهُمۡ فَفِی رَحۡمَةِ ٱللَّهِۖ هُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ﴾ [آل عمران 107].
  • ﴿أُو۟لَـٰۤىِٕكَ جَزَاۤؤُهُم مَّغۡفِرَةࣱ مِّن رَّبِّهِمۡ وَجَنَّـٰتࣱ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۚ وَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَـٰمِلِینَ﴾ [آل عمران 136].
  • ومع ذلك، فإن الذين يتقون ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، خالدين فيها نزلا من عند الله، وما عند الله خير للأبرار.” (آل عمران 198).
  • تلك حدود الله، ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها، وذلك هو الفوز العظيم.” [سورة النساء 13].
  • سندخل الجنة تحتها الأنهار وسنكون فيها خالدين دائمًا، ولنا فيها أزواج مطهرة، وسندخل في ظلالها الواسعة، إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات، سنجعلهم يدخلون الجنة بهذه النعمة، كما جاء في الآية (57) من سورة النساء.
  • في هذه الآية من سورة النساء، يتم وعد المؤمنين الذين يؤمنون ويعملون الصالحات بأنهم سيدخلون الجنة التي تجري من تحتها الأنهار وسيعيشون فيها إلى الأبد، وهذا هو وعد صادق من الله.
  • ﴿فَأَثَـٰبَهُمُ ٱللَّهُ بِمَا قَالُوا۟ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۚ وَذَ ٰ⁠لِكَ جَزَاۤءُ ٱلۡمُحۡسِنِینَ﴾ [المائدة 85].
  • يقول الله: `هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم، لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، خالدين فيها أبدًا، رضي الله عنهم ورضوا عنه، ذلك هو الفوز العظيم` [المائدة 119].
  • تقول الآية الكريمة: `والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسًا إلا وسعها، أولئك أصحاب الجنة، هم فيها خالدون` من سورة الأعراف، الآية 42.
  • وعد الله المؤمنين والمؤمنات بجنات تجري من تحتها الأنهار، خالدين فيها، ومساكن طيبة في جنات عدن، ورضوان من الله أكبر، ذلك هو الفوز العظيم. [سورة التوبة: 72.
  • ﴿وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَـٰجِرِینَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِینَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَـٰنࣲ رَّضِیَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُوا۟ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۤ أَبَدࣰاۚ ذَ ٰ⁠لِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِیمُ﴾ [التوبة 100].
  • وأما الذين سعدوا فسيكونون في الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض، إلا ما شاء الله، عطاء غير محروم، وذلك وفقًا للآية رقم 108 من سورة هود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى