منحنى إمكانيات الإنتاج تعريفه فرضياته وخصائصه

تعريف منحنى إمكانيات الإنتاج 

المنحنى الإنتاجي هو تمثيل افتراضي لمقدار سلعتين مختلفتين يمكن الحصول عليهما من خلال تحويل الموارد من إنتاج إحداهما إلى إنتاج الأخرى، ويرمز له باسم PPC ويستخدم المنحنى لوصف اختيار المجتمع بين سلعتين مختلفتين، مثل الاستهلاك والاستثمار. السلع الاستثمارية هي السلع التي تساهم في إنتاج المزيد من السلع الاستهلاكية، وتشمل رأس المال المادي مثل الآلات والمباني والطرق وما إلى ذلك، والاستثمارات البشرية مثل التعليم والتدريب. تشكل مبالغ الاستثمارات جميعها رأس مال المجتمع، وتظهر النقطة التي يتم فيها استخدام جميع الموارد لإنتاج سلع استهلاكية.

يجب أن يتحرك الشخص بشكل مستقيم من أجل الوصول إلى النقطة التي تستخدم فيها جميع الموارد لإنتاج سلع استثمارية. يجب عليه أن يتحرك مباشرة على المحاور الأفقية للوصول إلى الانتقال المناسب. إن كلا النقطتين هما طرفان متطرفان وغير واقعيان، وتمثل كلاهما A و B مجموعات أكثر واقعية. تظهر النقطة A مستويات استهلاك أعلى واستثمارا أقل، في حين تظهر النقطة B مستويات استثمار أعلى واستهلاكا أقل.

يوضح المنحنى إمكانية الإنتاج المتبادل بين الاستثمارات والسلع الاستهلاكية. يمكن اختيار أي فئتين من السلع المختلفة ولا يتم تحديدها بشكل تعسفي. يتم استخدام المنحنى لإظهار ما يمكن إنتاجه من مزيج البضائع خلال فترة محددة، إذا تم استخدام جميع الموارد بشكل كامل، ولا يتم تغيير التكنولوجيا والمؤسسات. وفي هذه الظروف، يتحقق إمكانات إنتاج المجتمعات في أي مكان على المنحنى (ويسمى حدود منحنى إمكانية الإنتاج)، وتؤدي الموارد غير العاملة (العمالة، رأس المال، الموارد المادية) من أي نوع إلى مستوى إنتاج غير فعال، وسيتم عرضها كنقطة إلى اليسار أو داخل المنحنى. وحسب التعريف، تشير جميع النقاط إلى اليمين أو خارج منحنى إمكانية الإنتاج (الحدودي)، نظرا لحدود الموارد والتكنولوجيا.

فرضيات منحنى إمكانية الإنتاج

الافتراضات الأساسية الأربعة الكامنة وراء تحليل إمكانيات الإنتاج PPC هي: 

(1) – يتم استخدام الموارد لإنتاج سلعة واحدة أو سلعتين فقط

(2) كميات الموارد لا تتغير

(3) لا تتغير تقنيات الإنتاج والتقنية 

(4) يتم استخدام الموارد بكفاءة تقنية.

يوضح تحليل احتمالات الإنتاج للمجموعات بديلة للسلعتين، أن الاقتصاد يمكن أن ينتج مع قائمة الموارد والتكنولوجيا في فترة زمنية معينة، مثل أي تحليل اقتصادي، ويعتمد تحليل إمكانيات الإنتاج على شروط أو افتراضات معينة، ضع في اعتبارك الافتراضات الرئيسية الأربعة لإمكانيات الإنتاج:

• سلعتين 

الافتراض المبسط لتحليل إمكانيات الإنتاج هو أن الاقتصاد ينتج فقط سلعتين، على الرغم من أن الاقتصاد في الواقع ينتج الآلاف من السلع المختلفة. هذا الافتراض البسيط غير واقعي، ولكنه مفيد لتبسيط التحليل وتصوير البيانات والمنحنيات بشكل سهل. ولكن الجميل في الأمر هو أن معظم الاستنتاجات التي تم الوصول إليها باستخدام هذا الافتراض بشأن سلعتين وبعدين يمكن تطبيقها على الآلاف من السلع، وإذا لزم الأمر، يمكن التعامل مع أكثر من سلعتين باستخدام الرياضيات المتقدمة.

• الموارد الثابتة

الافتراض الثاني هو أن الاقتصاد لديه كميات محدودة وثابتة من الموارد، وهذا افتراض معقول، بالنظر إلى جانب الموارد المحدودة لمشكلة الندرة، وأيضًا الذي يجعل التحليلات مفيدة ومثيرة للاهتمام، ليس هناك شك في أن كميات العمل قد تكون محدودة في الاقتصاد مثل: رأس المال، الأرض، و ريادة الأعمال في أي وقت من الأوقات، هذا هو الجانب المعقول لهذا الافتراض، ومع ذلك، فإن هذه الكميات من الموارد الشحيحة لا بد أن تتغير أيضًا، وتزيد بمرور الوقت، ويجعل الافتراض الأولي للموارد الثابتة هو تحليل عواقب أي تغييرات، خاصةً أنها تؤثر على النمو الاقتصادي.

• التكنولوجيا الثابتة

الافتراض الثالث يشير إلى أن الاقتصاد يتمتع بمستوى ثابت من التكنولوجيا، والتكنولوجيا تشمل المعرفة والمعلومات المتاحة للمجتمع في إنتاج السلع والخدمات. يتم تطبيق هذا الافتراض بنفس الطريقة التي يتم بها تطبيق الافتراض الخاص بالموارد الثابتة، حيث يفترض أن يكون للتكنولوجيا مستوى محدد في أي وقت. ومع ذلك، فإن التكنولوجيا تتطور مع مرور الوقت، ويمكن استخدام التحليل لفهم التأثيرات المترتبة عن تغير التكنولوجيا.

• الكفاءة الفنية 

الافتراض الأخير هو أن الموارد تستخدم بطريقة فعالة تقنيا، وتعني الكفاءة التقنية عدم وجود هدر في الإنتاج، وأن معظم المنتجات المادية تحصل عليها من الموارد المستخدمة. يمكن أيضا اعتبار هذا كفاءة هندسية، على سبيل المثال، إذا استخدمنا 1 1/4 كوب من الدقيق و 3/4 كوب من السكر و 2 بيضة لصنع عشرين كعكة، واستخدم الخباز 1 1/4 كوب من الدقيق و 3/4 كوب من السكر و 2 بيضة، فسيتم إنتاج عشرين كعكة دون هدر أو أخطاء. يجب ملاحظة أن الكفاءة الفنية لا تعني أن المستهلكين يرغبون فعليا في هذه المنتجات، بل تعني فقط أن الكمية القصوى يمكن إنتاجها.

أهمية فرضيات منحنى إمكانيات الإنتاج 

تحقق الافتراضات أشياء مهمة ومن أهمها:

أولاً: وضع معايير مجردة للمقارنة، يستخدم غالبا الافتراضات لإنشاء معايير افتراضية لـ “العالم المثالي” للمقارنة بالعالم الحقيقي، على الرغم من أن الاقتصاد لا يحقق الكمال أبدا، إلا أنه من المفيد مقارنة العالم الحقيقي بمثل هذه المثل النظرية

ثانيًا: يقوم المنهج العلمي بتقسيم التحليل إلى أجزاء أبسط وأسهل إدارتها، وهذا يعكس القاعدة السابعة من التعقيد، حيث إن العالم الحقيقي معقد جدًا، وقد يكون أسهل في الفهم إذا تم تم تقسيمه إلى مبادئ أبسط، وهذا هو جوهر المنهج العلمي.

خصائص منحنى إمكانيات الإنتاج 

يوجد سمتان رئيسيتان لمنحنى إمكانيات الإنتاج PPC، وهما:

• ينحدر للأسفل إلى اليمين 

تنحدر القدرة الشرائية من اليسار إلى اليمين، لأنه في حالة استخدام الموارد بالكامل، لا يمكن زيادة إنتاج كلتا السلع في نفس الوقت، ولا يمكن إنتاج المزيد من السلعة (أ) إلا بإنتاج أقل من السلعة (ب)      

• مقعرة إلى نقطة الأصل 

نظرًا لأن إنتاج كل وحدة إضافية من السلعة يتطلب التضحية بالمزيد والمزيد من وحدات السلعة، فإن تكلفة الفرصة المتعلقة بإنتاج كل وحدة إضافية من السلعة (أ) تزيد، بينما يزيد الخسارة المتعلقة بإنتاج السلعة (ب)، ويتم الإنتاج وفقًا لقانون زيادة تكلفة الفرصة الهامشية.

عيوب منحنى إمكانيات الإنتاج 

هناك عيبان في منحنى إمكانيات الإنتاج PPC، وفيما يلي سنتعرف عليهما

–التفضيلات 

تم تصميم تحليل إمكانيات الإنتاج لتحليل قدرات الإنتاج، ويمكن لهذا التحليل الإجابة عن أسئلة حول كمية السلعة المنتجة، بالنظر إلى إنتاج سلعة أخرى، ولكن هذا التحليل لا يوضح ما إذا كان أي شخص يريد بالفعل إنتاج البضائع، فلا يخبرنا الاحتمالات المتاحة عن السلع التي يريدها الناس والتي توفر أكبر قدر من الرضا، إنما يشير فقط إلى الخيارات المتاحة

–الكفاءة الاقتصادية

نظرا لعدم وجود علاقة بين إمكانيات الإنتاج والأفضليات، فإنها لا توفر أي مؤشر على الكفاءة الاقتصادية. وبينما قد تشير إمكانيات الإنتاج إلى الكميات التي يمكن إنتاجها، إلا أنها لا تشير إلى ما إذا كان هذا الاستخدام فعالا للموارد أم لا، ولا تشير إلى ما إذا كانت هذه المجموعة من السلع توفر أقصى قدر ممكن من الرضا. تفترض إمكانيات الإنتاج الكفاءة التقنية، ولكنها لا تضمن كفاءة اقتصادية للنظام الاقتصادي. ينشأ مزيج السلع الذي يحقق أقصى قدر من الرضا من الموارد المتاحة.