منوعات

مناطق أثرية تم كشف لغزها بالاقمار الصناعية

تمكنت البشرية من الوصول إلى العديد من الاكتشافات المتعددة بفضل التقدم التكنولوجي، حيث سهلت الأقمار الصناعية عملية اكتشاف الآثار بشكل كبير مقارنة بالماضي. فمجرد فحص الخرائط التي تم التقاطها من الفضاء الخارجي، يتمكن علماء الآثار من العثور على عدة دلائل تساعدهم على اكتشاف مواقع أثرية كانت مجهولة لفترة طويلة .

– اكتشاف مستوطنات و ضرائح و أهرام في مصر :
استطاعت عالمة الآثار الفضائية ” سارة باركاك ” أن تتوصل إلى اكتشاف العديد من الآثار المتنوعة في جمهورية مصر العربية ، و تقوم باركاك بتفحص الصور التي يتم التقاطها بواسطة الاقمار الصناعية و معالجتها جيداً من خلال توجيه الضوء على أجزاء من الطيف المغناطيسي ، و الذي لا يُمكن رؤيته بالعين المجرده ، و ينجح هذا الأمر في رؤية الأمور الغريبة بوضوح .

يُعتبر هذا العمل ليس بالاختصاص السهل فهو يحتاج لمعرفة الفروقات بين العلامات التي تدل على وجود موقع أثري و العلامات الأخرى التي لا تدل على شئ ، و قد استطاعت باركاك أن تحصل على الأدلة الكافية التي مكنتها من اكتشاف سبعة عشر هرماً في مصر ، و 3100 مستوطنة ، بالإضافة إلى العثور على ألف ضريح ضائع .

تمكنت باركاك أيضاً من العثور على المدينة الأثرية الضائعة التي تدعى ” تانيس ” من خلال أجهزة الاستشعار عن بعد ، و ذلك بعد أن قامت بتحليل الصور بواسطة الأشعة تحت الحمراء التي تم التقاطها بالأقمار الصناعية ، و نالت شهرة كبيرة بعد اكتشاف تلك المدينة ، و في عام 2012م ألقت خطاب تيد عن علم الآثار الفضائي ، كما أنها نالت جائزة تقدر بمليون دولار عام 2015م استغلتها في تأسيس قاعدة السكان العلمية التي تساعد على كشف المواقع الأثرية من خلال الصور .

– حضارة المايا و أسباب انهيارها :
كان العلماء يحاولوا جاهدين من أجل إيجاد المدن الضائعة من حضارة المايا ، التي تمتعت بقوة كبيرة خلال القرنين السابع و التاسع ، و اندثرت خلال القرن العاشر الميلادي ، و قد قام عالم الآثار ” توم سيفير ” بالتعاون مع وكالة ناسا في عملية فحص الصور التي تم التقاطها بواسطة القمر الصناعي ، و ذلك لأنهم أرادوا التوصل إلى أسباب انهيار هذه الحضارة العظيمة ، و قد تم عمل برنامج يسمى سارفير من أجل هذا الهدف .

سيفير كان يستخدم الصور لإثبات نظريته التي ذكرها في كتابه “الإنهيار”، حيث اقترح أن حضارة الـمايا اندثرت بسبب تصرفات شعبها، التي تسببت في وقوع كارثة بيئية أدت إلى انقراضهم جميعا، وأظهرت الصور أن الشعب كان يستخدم طريقة القطع والحرق في الزراعة، مما أدى إلى تقلص مساحات الغابات وجفاف الأراضي، وارتفاع شديد في درجات الحرارة أدى إلى دمار المنطقة بأكملها .

– طريقة نقل تماثيل المواي على جزيرة إيستر :
أثارت تماثيل المواي جدلا كبيرا بين العلماء منذ اكتشافها عام 1722م على يد أحد العلماء الهولنديين. لم يتمكن العلماء من معرفة كيف استطاع شعب الرابا نوي تحريك هذه التماثيل من مواقعها ونقلها إلى أماكن مختلفة على الجزيرة، دون الاعتماد على الحيوانات الضخمة مثل الفيلة أو الخيول، ولا حتى باستخدام الرافعات .

في عام 2012، قام “كارل ليبو” من جامعة كاليفورنيا و”تيري هانت” من جامعة هاواي بفحص الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية لتتبع مسارات نقل هذه التماثيل. تمكنوا من تحديد سبع طرق رئيسية لنقل هذه التماثيل واكتشفوا أن الشعب الرابا نوي قد دحرج هذه التماثيل باستخدام بعض الحبال القوية وربطها بهذه الحبال قبل تثبيتها في أماكن مختلفة .

– اكتشاف مدينة إرم (أوبار) الضائعة :
مدينة إرم أو أوبار هي مدينة كبيرة كانت موجودة في صحراء عمان ، و اشتهرت بكونها مركزاً لتجارة البخور و قد تم ذكرها في القرآن الكريم كما ظهرت في قصص ألف ليلة و ليلة ، و لكن لم يستطع العلماء أن يجدوا أي دليل على وجودها حتى إنهم شكوا في أنها كانت موجودة من الأساس ، و قد اهتمت وكالة ناسا بأمر تلك المدينة ، وقامت بإجراء مسح للمكان باستخدام أجهزة الرادار الفضائية .

ناسا حصلت على صور للمنطقة تظهر مجموعة طرق قديمة استخدمت للقوافل التجارية على مر العصور. تم اكتشاف أن تلك الطرق تتقاطع في مدينة إرم. هذه المعلومات أدت إلى العديد من عمليات البحث والتنقيب. في عام 1991، عثر المستكشف نيكولاس كلاب على الحصن الذي يحتوي على أبراج ويذكر في القرآن الكريم، وكان يستخدم كمخزن للبخور وقلعة للملك. كما اكتشف الفريق أن المدينة شهدت تراجعا في عدد سكانها بسبب العواصف الرملية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى