نبذة عن كتاب صنايعية مصر
يسلط الكاتب عمر طاهر الضوء في كتابه `صنايعية مصر` على بعض الشخصيات الهامة التي ساهمت في بناء مصر في العصر الحديث، وليس في العصر المعاصر، كما يتناول تاريخ حياة سكان مصر الذين لهم دور في ما نحن عليه الآن، ولكن لم يتم إبرازهم أو الإشارة إليهم، ويعد هذا الكتاب من أهم كتب عمر طاهر.
ويقول الكاتب عمر طاهر عن كتابه صنايعية مصر: هناك أشخاص ساهموا في تشكيل هذا البلد وتاريخ حياة سكانه، دون أن يحصلوا على حقهم من الانتباه والحب والاعتراف بجهودهم. في هذا الكتاب، سنلقي نظرة على حياة بعضهم، ونتعرف على أكثر من 30 شخصية أثرت في حياة المصريين. من مخترع كولونيا 555 وسجائر كليوباترا وشوكولاتة كورونا إلى مهندس برج القاهرة وصاحب فكرة هدم خط بارليف بالميا.
ملخص كتاب صنايعية مصر
صدر عام 2017 كتاب صناعية مصر للكاتب عمر طاهر، وهو كتاب يضم نماذج مصرية ناجحة في مجالات مختلفة والتي ساهمت في العديد من الإنجازات التي وصلت إليها مصر اليوم، ويتناول الكتاب بالتفصيل بعض هذه النماذج
- محمد سيد ياسين هو ملك صنااعة الزجاج المضاد للكسر، وهو صاحب طقم شربات العروس المرشوش بالرمل الملون، وطقم القهوة المطلي بخطوط ماء الذهب.
- أنيس عبيد صنايعي كان يترجم الأفلام الأجنبية في مصر قبل عام 1944، وحصل على أول قرار بطباعة الترجمة العربية على الأفلام الأجنبية، وكان فيلم روميو وجولييت أول فيلم أجنبي يتم ترجمته باللغة العربية، وقام عبيد بتصنيع أدوات وأجهزة ترجمة الأفلام بنفسه، وبدأ ببيعها للخارج، وكانت الهند والصين واليابان وإسبانيا ترسل إليه الأفلام أسبوعيا لترجمتها. وكان متفوقا بذلك على جميع دول أوروبا.
- الدكتور نبوي المهندس ودوره في تقدم مجال الطب في مصر.
- شاي الشريب كان أحد أنواع الشاي المصري الأجود في التاريخ الحديث، وتم تصديره أيضًا للخارج.
مقتطفات من كتاب صنايعية مصر
يتحدث الكتاب عن العديد من القصص القديمة لأصول بعض الأشياء من حولنا والتي نجهل تاريخها الحافل ومصدرها المجهول، ومن بين تلك القصص قصة حمزة الشبراويشي، صانع كولونيا 555، والتي يستعرض الكاتب فيها تفاصيل هذه القصة
كولونيا 555 هي زجاجة عطر، وقد كان لها قيمتها في حياة المصريين لفترة طويلة، حيث تحمل رائحة الماضي الجميل والذكريات الثمينة. تقدم الأطفال هذه الزجاجة لأمهم في عيدها، وتستخدم الجدات لإضفاء العطر على أنفسهن، ويستخدمها البعض لتنظيف الجروح وتخفيض حرارة المرضى وإنقاذ فاقدي الوعي. ربما تستخدم أيضا لأغراض منزلية أخرى، وقد ترسخت في قلوب جميع المصريين. ولكن ما لا تعرفه هو أن وراء زجاجة 555 قصة صمود انتهت بالتأميم
لنعرف القصة من البداية، حيث ولد حمزة الشبراويشي في قرية (شبراويش)، وكانت لديه فقط موهبته الفريدة في صنع أسنسات العطور. في البداية، انتقل واستقر في منطقة الحسين وافتتح محلا صغيرا لبيع العطور التي يصنعها بنفسه. سرعان ما حقق النجاح وقرر فتح فروع في الموسكي ووسط البلد. ثم قرر تحويل محله الصغير إلى مصنع، فاشترى قطعة أرض صغيرة في دار السلام، وكلما توفرت لديه بعض المال، اشترى قطعة أرض مجاورة لتوسيع المصنع. كان يقوم بزراعة الليمون الذي يستخدمه في صنع الكولونيا بنفسه. وكان الملك فاروق يقدم جائزة سنوية لأفضل حديقة منزل، وفاز منزله في المعادي المكون من قطعة أرض تقدر بحوالي فدان بالجائزة في كل عام.
في عيد الأم، تم إقامة نافورة في أرض المعارض بالجزيرة تضخ الكولونيا طوال اليوم، وأصبحت منتجات الشبراويشي جزءًا هامًا وثابتًا في حياة المصريين، مثل الكولونيا وبودرة التلك ومستحضرات التجميل .
عندما كانت القوائم التي ستخضع لقرار التأميم تعرض على عبد الناصر، كان يقوم بشطب اسم حمزة الشبراويشي ويستثنيه من تلك القوائم، وذلك لأنه يراه رجلا عصاميا وليس إقطاعيا ويمثل صناعة وطنية مصرية، وكانت منتجات الشبراويشي متوفرة في جميع الدول العربية، حيث كانت تحمل اسم “555” في مصر واسم “سعود” في السعودية، وكان عبد الناصر من محبي منتجات الشبراويشي، ولذلك قرر بحزم ألا يتم تأميم منتجاته، ولكن ما الذي أدى إلى تراجعه عن هذا القرار؟
لم يكن حمزة الشبراويشي مهتمًا بالسياسة، ورفض كل العروض المغرية التي عرضت عليه لشراء مصنعه، كان عبود باشا يطارده ليل نهار لشراء المصنع، لكنه كان يرفض البيع متمسكًا بصناعته و تجارته، وفي نهاية عام 1965 أصيب حمزة الشبراويشى بجلطة، وسافر إلى سويسرا لتلقي العلاج، وقرر أن تكون العودة إلى بيروت بعد أن تم الشفاء.
وافتتح حمزة الشبراويشي في بيروت مصنعا صغيرا لتصنيع العطور كبداية جديدة بعيدا عن الجو العام في مصر، واستغل البعض ما حدث وكانت الوشاية مكتملة الأركان، فهرب حمزة الشبراويشي من مصر إلى لبنان وسيستقر هناك بعد أن يصفي أعماله ويسحب أمواله كلها، وهنا قرر عبد الناصر فرض الحراسة على ممتلكات الشبراويشي، وتم عرضها للبيع، وقدمت شركة السكر والتقطير مقابلا زهيدا جدا، لشراء مصنع الشبراويشي والمحلات والاسم التجاري والمنزل وبعض الفدادين، ولم يتجاوز المبلغ 165 ألف جنيه.
اكتشف حمزة الشبراويشي الخبر وفهم أنه ليس هناك فرصة للعودة، لذلك استمر في لبنان في الإنتاج ومواصلة نجاحه حتى توفي في نهاية الستينيات وعاد جثمانه إلى مصر ليدفن هناك وفقا لوصيته. اعتبر الشبراويشي عمال المصنع شركاء في تجربته، وكانوا مسؤولين واحتفظوا بها بعد رحيله، واستمرت منتجاته ناجحة. وعند وفاته، تمت مواراته الثرى سيرا على الأقدام من ميدان التحرير إلى المقبرة.
بيت المعادي، الذي حصل على كأس الملك فاروق، تم تحويله بعد فترة إلى منزل للسفير الإسرائيلي اعتبارا من عام 1980 حتى مغادرته المعادي. أما مصنع دار السلام، فهو مهجور ومغلق منذ أكثر من خمسة عشر عاما وتحول إلى مكب للنفايات. بالنسبة للكولونيا نفسها، فمعظم الناس يحملون لها مشاعر تاريخية، بينما يستخدم البعض الآخر للسخرية والانتقاد.
اقتباسات من كتاب صنعية مصر
- تتمثل فكرة تسمية شخص ما على أحد الشوارع في تكريمه وخلود ذكراه لدوره في خدمة الناس والوطن، وعلى الرغم من ذلك، فإن معظم الناس في مصر لا يعرفون معظم الأشخاص الذين تم تسمية الشوارع باسمائهم.
- عين المصريون الشاي وزيرا للداخلية بسبب قدرته على إحباط الشهية بعد تناول الطعام، وأصبح لكل طائفتهم شاي ها من الصناعة كحالة من الراحة المرتبطة بالتأمل الذهني في العمل، وسجل المصريون باسمهم اختراع استخدام الملعقة المعدنية كأداة للعزف للإعلان عن تواجد الشاي على بعد خطوات.
- يعظم المصريون الشاي بدرجة تجعل الحكومة تقرر دعمه كمادة تموينية أساسية، وذلك لتصبح مصر أول دولة في العالم تنظم وتدعم مزاج مواطنيها.
- أبحث بشكل منتظم عن التراث الغنائي في محلات صوت القاهرة، كلما توفرت الأموال، أدخل إلى المحل وأفتح الكتالوج، وأطلب أعمال الفنانين الكبار الذين أعرف أسمائهم، لكن ليس لدي الفرصة للاطلاع على أعمالهم بشكل كامل؛ لأنه لا يوجد إنترنت، وفي إحدى المرات أثناء تصفحي لصفحات الكتالوج، عثرت على أغنية غريبة، تجذبني وتجعلني أنصت بكل تركيز، ثم ظهر نور مشرق من مكان ما، شخص يغني ويفتح قلبي كما يفتح قشرة البندق، ويزيل القسوة المحيطة بالقلب، كان يقول: (تحلو مرارة العيش في رضاك، ولا أستطيع تحمل غضبا لأجل حياة مريحة، مهما حصلت من الدنيا وتحدياتها، فأنت تشغلني عن كل ما يهم جسدي).
- كان يقول إن الإنجليزي يضحك بعد ساعة من النكتة، والأمريكاني يناقش فيها كأنها حقيقة، والتركي لا يفهم النكتة بسهولة، أما المصري فإنه يقول قبل أن تحكيها: قديمة.
- أشعر بغربة كبيرة وونس عظيم، فرحة ما لكنها أثقل كثيرًا من أن تحيط روحك بها، ثمة عاصفة اقتلعت البيت وتركتك في العراء، كان البيت هشًا لأنه بلا جذور، وكانت علامات الاستفهام الوجودية شروخًا تنتشر في كل جدرانه، ثم جاء النقشبندي بدون مقدمات كقرار إزالة هو في حد ذاته مناسبة لأن تبني بيتك من جديد.
- قيل لأباظة: عندما قيل له: `أنت تتجاهل القوانين`، أجاب: `أنا لا أعتبر القانون الذي لا يخدم المصلحة العامة كقانون، فالقانون الوحيد الذي أعرفه هو الذي يخدم مصلحة الناس