ملخص قصة يوسف عليه السلام
قصة يوسف مع امرأة العزيز هي إحدى القصص القرآنية التي ذكرت تفاصيلها في كتاب الله العزيز الحكيم، ولم تذكر فقط في آية أو أكثر من سورة قرآنية أخرى، بل أن الله سبحانه أنزل سورة كاملة باسم سورة يوسف، وتتحدث عن نبيه يوسف ابن يعقوب عليهما السلام وما جرى بينه وبين إخوته، وكان يوسف هو الابن الأقرب لقلب يعقوب، وهذا كان واضحا لمن حولهم بسبب الغيرة والحقد الذي نشب في قلوب إخوتهم ولم يتمكنوا من التغلب عليه أو إخفائه.
قصة بئر يوسف
كانت لدى إخوة يوسف شعورٌ بالغيرة والحقد تجاه محبة أبيه له، حتى وصل الأمر إلى التفكير في التخلص منه لكي ينالوا محبة أبيهم لهم دونه، وكان لشقيق يوسف بنيامين الأصغر نصيبٌ من تلك المحبة أيضاً، فبدأوا بالتداول فيما بينهم حول كيفية التخلص منه، دون أن يدرك أحدٌ أن لهم يدٌ في ما حدث ليوسف.
اقترح أحد الأخوة قتل يوسف، ولكن وجد آخر أن رميه في البئر أفضل من القتل، فوافق الجميع على ذلك. ثم توجهوا إلى والدهم ليطلبوا الإذن منه للسماح لهم بأخذ يوسف في رحلة معهم، لكنه رفض بخوف من أن يتغيبوا عنه ويأكله الذئب. ولكن بعد تكرار الطلب، وافق أخيرا. وعند وصولهم إلى البئر، قاموا بإلقاء يوسف فيها وقد لطخوا قميصه بالدماء لكي يعتقد والدهم أن الذئب أكله.
عاد الإخوة إلى نبي الله يعقوب بدون يوسف يبدون الحزن والبكاء وهم يقدمون القميص الملطخ بالدم إليه، لكن الأب لم يصدقهم لأن القميص كان سليماً فكيف للذئب أن يأكله دون أن تتمزق ثيابه، وهو ما ورد في قول الله تعالى في سورة يوسف الآية 18 (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ)،
جلس يوسف عند البئر ينتظر رحمة خالقه حتى مرت مجموعة من المسافرين يبحثون عن البئر للشرب، وعندما ألقوا دلوهم في البئر، انتهزه يوسف وخرج معه. فقال أحدهم: `ما هذا الغلام؟`، وذلك في سورة يوسف الآية 19. قرروا أن يأخذوه معهم، وكان هناك من كان يراقب ما يحدث ليوسف من إخوته عن بعد، فأخبروا الرجل أن يوسف لهم، فاشتروه منهم ببضعة دراهم.
تم بيع يوسف حين وصلت القافلة إلى مصر لوزير بها وقد ورد وصف ذلك الموقف في القرآن الكريم بسورة يوسف الآية 21 (وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا) وكانت تلك رحمة الله بيوسف وعطفه الذي شمله به وبداية تمكينه في الأرض.
يوسف وامرأة العزيز
حينما وجد عزيز مصر جمال يوسف ووسامته قام بتسليمه إلى زوجته زليخة لكي تتولى أمر تربيته وتنشئته بالقصر وقد عاش في القصر حياة كريمة يتلقى العلم والحكمة إلى أن أصبح ناضجاً شاباً وحينها كانت امرأة العزيز قد وقت في حبه وأصبح إغوائها له هو همها الشاغل، ولكن نبي الله بقي ثابتاً يخشى الله ويتذكر فضله عليه.
ظل شيطان زليخة يغويها بالمعصية حتى وصل الأمر إلى إغلاق الأبواب عليهما، وعندما هرب منها تمكنت من اللحاق به ومزقت قميصه، ثم اتهمته زاعمة أمام العزيز أنه هو من كان يحاول إغوائها. ولكن حكمة الله أظهرت براءته حيث تمزق القميص كان من الخلف، وهو دليل قاطع وواضح على أنها كانت تتعقبه. وقد أفصح عن ذلك صغير في المهد الذي كان ابنا لإحدى قريباتها. ومن هنا جاءت المقولة الشهيرة (شهد شاهد من أهلها).
ظل الحديث عن هذا الحادث ينتشر في مصر، وكان النساء يتحدثن عن ذلك الموقف وضعفهن أمام يوسف الشاب. ولكي يردن على ذلك ويبرروا محبتهن التي وصلت إليها تجاه يوسف، دعتهن إلى القصر وقدمت لكل واحدة منهن طعاما وسكينا. ثم دعت يوسف للدخول عليهن، وعندما رأوه قاموا بتقطيع أيديهن بالسكين بسبب جماله الشديد. وفي ذلك الوقت، اعترفت بأنها هي التي أغوته، ولكنه تمسك بالتقوى ورفضها. وتم ذكر هذا في آية 32 من سورة يوسف (هذا الشاب الذي تلمسني فيه).
دخول يوسف السجن
اختار النبي يوسف عليه السلام دخول السجن بدلا من الوقوع في الخطيئة، واستجاب الله لدعائه. ودخل السجن معه رجلان، الأول كان خبازا والثاني كان ساقي الملك، وكلاهما رأى رؤيا. فقام يوسف بتفسير رؤيتيهما وطلب من الذي سيخرج قريبا أن يذكر الملك بأمره. وتحقق تأويل رؤيتهما بالفعل، ولكن الشخص الذي خرج نسي أن ينجز طلب يوسف.
ذات مرة رأى الملك مناماً وقد جلب العرافين لكي يفسروه ولكن أحداً منهم لم يتمكن من ذلك فتذكر الساقي يوسف وأخبر الملك عنه وبالفعل جاء النبي الصديق ولكنه رفض أن يفسر المنام قبل إظهار براءته، ثم فسر رؤيا الملك الذي أحبه وعينه أميناً على خزائن مصر، وبعد موت العزيز أصبح يوسف عزيز مصر.
عندما جاء إخوته لجلب إمدادات الشتاء، عرفهم يوسف ولم يعرفوه، وقد وضع رحلته في أمتعتهم، وبعد التفتيش تم اتهامهم بسرقة رحلة عزيز مصر. تم احتجاز أخيهم الأصغر وشقيقهم بنيامين حتى يأتوا بأبيهم لتحرير الأسير. بكوا حزنا وأخبروه أن أباهم فقد بصره من بكائه على ابنه الذي ذهب منذ زمن بعيد. أعطاهم قميصه ليرموه على أبيهم ويعود بصره. أخبرهم أنه هو أخوهم يوسف، وقد رأى في صغره رؤية بأن الشمس والقمر وإحدى عشرة كوكبا يسجدون له. وبالفعل، تحققت رؤيته بسجود إحدى عشرة أخا أمامه، تقديرا وتعظيما له.
وفقا لذكر أسماء زوجات يوسف عليه السلام، فإنه تزوج من عائلة مصرية أرستقراطية، واسم زوجته كان (إسينات)، وأنجب منها ابنين يدعى الأول (أفرام) والثاني (مناشح)، واختار الزوجة تلك من قبل فرعون مصر، والتي كانت حكيمة عاقلة وعاش معها حياة سعيدة.
دعاء يوسف عليه السلام
يمكن للعباد الاقتراب من الله والتوسل به وطلب أي شيء في الدنيا والآخرة من خلال دعاء الأنبياء، وهذا الدعاء له فضل عظيم عندما تتضمن حاجة العبد حاجة النبي الكريم عندما كان يدعو الله، ويمكن استخدام العديد من دعاء النبي يوسف عليه السلام المذكورة في القرآن الكريم لنتوسل بها ونرفع عنا البلاء ونتلقى الصبر والتعويض الحسن، وتلك هي الأدعية الفضلية
- الدعاء الذي ورد في الآية 33 من سورة يوسف (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الجَاهِلِينَ).
- الدعاء الوارد في الآية 101 من سورة يوسف (رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ المُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ).