ملخص عقيدتنا في عيسى عليه السلام
النبي عيسى عليه السلام
عيسى عليه السلام ولد في الجليل في فلسطين، وكانت تعاليمه ورسالته تتفق مع بيئته الأصلية، وهذا يؤكد بشريته، إذ كانت بيئته آنذاك مادية، ورسالته كانت لإنقاذ الناس من حب المال والدنيا.
سماه الله بالمسيح لأنه، كما يفسر البعض، يمسح الأمور الدنيئة من الحياة مثل الجهل والشره والحرص والبخل وغيرها من الأمور الدنيئة، وفسر البعض الآخر هذا الاسم بأن النبي عيسى عليه السلام كان يمسح صاحب العاهة فيشفيه، أي كان يحمل بركة.
النبي عيسى عليه السلام في القرآن الكريم
صفح كريم الله تعالى عن النبي عيسى عليه السلام، فهو من عباد الله الصالحين المكرمين، الذين وهبهم الله الحكمة وعلمهم ما لم يعلمه أحد من عباده، ومنحهم الله العديد من المعجزات، مثل معجزة كلام عيسى عليه السلام وهو في المهد، ونطقه بالعبودية الكاملة لله تعالى دون أن يفترى على الله الكذب أو يصفه باي صفة لا تليق بجلال الله وعظمته، ومن بين هذه المعجزات معجزة المائدة التي أرسلها الله على الحواريين، استجابة لدعاء النبي عيسى عليه السلام. كما أنه منحه الله معجزة النجاة من أيدي اليهود الذين لم يستطيعوا تعذيبه أو إذلاله، على الرغم من الأناجيل التي تصف ذلك اليوم، وأخبر القرآن الكريم أن الله رفع عبده عيسى المسيح إلى حين يعود مرة ثانية إلى الأرض، فيكسر الصليب ويصلي مع المسلمين، كما أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
اسم النبي عيسى عليه السلام ذكر في القرآن الكريم 25 مرة، واسم أمه مريم رضي الله عنها ذكر 34 مرة. تم ذكر النبي عيسى بصفته ابن مريم (عيسى ابن مريم) 23 مرة، وتم ذكر مريم بمفردها 11 مرة من دون ذكر عيسى عليه السلام.
ذكر الله تعالى عيسى بن مريم عند حمل أمه به وولادته له، قال تعالى (قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين … قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين [آل عمران: 42 : 45].في سورتي آل عمران ومريم، وذكر دعوة النبي عيسى لبني إسرائيل وتجاهلهم وكفرهم بدعوته، حيث لم يتبعه إلى الحواريين، وذلك في سورة آل عمران والمائدة والصف، كما ذكر تخطيط اليهود للقضاء عليه، وذلك في سورة النساء، وكيف حماه الله، وإثبات أن عيسى هو عبد الله ورسوله، وليس ابن الله كما يدعي النصارى، في سورة آل عمران والمائدة.
ملخص عقيدتنا في النبي عيسى عليه السلام
عيسى عليه السلام هو من الأنبياء الذين كانوا أولي العزم ومعجزة، منذ حملته أمه، مريم البتول العذراء، وحتى نهاية حياته. كانت رسالته رحمة للبشرية، ولكن الناس فيما بعد ضلوا الطريق وظنوا أن عيسى كان لديه صفات إلهية، وزعموا أنه الله المسيح الذي ولد من مريم، أو أنه ابن الله العزيز، وهذه الأقوال لا تليق بعظمة الله تعالى.
لذلك، فإن معتقدنا في النبي عيسى عليه السلام يتلخص في اتباع ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بشأن النبي عيسى عليه السلام. فإن الإنجيل الذي نزل على عيسى عليه السلام لم يعد موجودا في الوقت الحاضر بين النصارى، وقد تم تحريفه بشكل كبير، لذلك لم يعد الشخص قادرا على التمييز بين الحق والباطل، والصالح والفاسد. أما القرآن الكريم، فهو كلام الله الذي أنزل وتم حفظه بشكل كامل، وبالتالي يجب علينا اتباع تعاليم ديننا واتباع الوحي السماوي وهو القرآن الكريم، وتجاهل المؤلفات البشرية، والتي يشار إليها اليوم باسم الأناجيل.
يعترف النصارى بصحة القرآن الكريم وعدم تحريفه، وخلوه من الأخطاء والتناقض والتبديل والإضافة والحذف كما حدث في الإنجيل.
يحتل النبي عيسى عليه السلام مكانة عالية في الدين الإسلامي، فولادته لم تكن عادية، إذ كانت نتيجة كلمة من الله إلى مريم، وهو من البشر، وإعطاؤه صفة الألوهية ليس جزءًا من العقيدة النصرانية الصحيحة، وسوفيتبرأ النبي عيسى عليه السلام من هذه الادعاءات يوم القيامة.
الأدلة القرآنية التي تبطل ألوهية عيسى
ادعاء المسيحيين بأن عيسى بن مريم هو ابن الله ادعاء كاذب، لأن ذلك يتعارض مع شريعة الله تعالى والدعوة إلى التوحيد. ومن يدعي ألوهية عيسى عليه السلام فقد ارتكب خطيئة كبيرة، وإن النبي عيسى سيبرئ نفسه من هذا الأمر يوم القيامة. قال الله تعالى (وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم، أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله، قال سبحانك، ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق، إن كنت قلته فقد علمته، تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك، إنك أنت عالم الغيوب). سورة المائدة (116)
الاعتقاد بأن عيسى هو ابن الله غير منطقي ويتعارض مع العقل والتفكير، فعيسى ابن مريم هو بشر، يأكل كما يأكل الناس ويقوم بأعمال الآخرين، قال تعالى: المسيح ابن مريم ليس إلا رسول قد سبقته الرسل وأمه صديقة، وكانا يأكلان الطعام، فانظروا كيف نبين لهم الآيات، ثم انظروا كيف يؤفكون. (75) سورة المائدة
وقد قدم القرآن العديد من الأدلة التي تنفي وجود الشركاء لله عزو وجل، وقدم الله ايضًا دلائل عقلية وبراهين صحيحة ومؤكدة تنفي البنوة لله، لأن الله واحدٌ أحد، لا شريك له في الملك، ولم يتخذ شريكًا ولا زوجة ولا ابنة، لأن هذه الأمور من صفات المخلوقات، أما الله فهو القادر وهو خالق كل شيء، ولا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء، ولا يحتاج لأحد، إنما المخلوقات جميعها تحتاج إليه وتفتقر له.
ولو أراد الله تعالى أن يتخذ ولدا، لاختار ما يشاء من عباده المخلصين، كما قال الله تعالى في سورة الزمر: “لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء، سبحانه هو الله الواحد القهار”. وهذا يعني أن الله تعالى، لو شاء أن ينجب ولدا، لاختار من جوهر سماوي ومن الملائكة الذين لا يتوافر فيهم عيوب البشر، ولن يختار من العالم البشري الذي يكتنفه النقص والضعف والخطيئة.
التشابه والاختلاف بين النبي عيسى وموسى ونبينا محمد
يعتقد النصارى أن عيسى هو ابن الإله، وهذا الأمر لا يتشابه مع ما يعتقد عنه موسى عليه السلام، حيث يرون أن عيسى مات من أجل خطايا العالم بينما لم يمت موسى من أجل هذا السبب، وبالتالي فإن عيسى وموسى لا يتشابهان.
يتشابه موسى ومحمد صلى الله عليه وسلم في العديد من الجوانب، وهي أنهما قد ولدا ولادة طبيعية من اب وام، وتزوجها، لكن عيسى ابن مريم ولد من ام دون اب وذلك بمعجزة إلهية، ولم يتزوج حتى رفعه الله إليه، وسف ينزل إلى الارض قبل يوم القيامة ويصلي بالمسلمين، خلافًا لما يعتقده النصارى بأنه مات شر ميتة.