مكانه الأولياء والصالحين في الإسلام .. كيف تكون منهم ؟
من هم أولياء الله الصالحين
الأولياء الله الصالحين هم أهل الإيمان والتقوى الذين يشعرون بمراقبة الله سبحانه وتعالى في جميع شؤونهم، فيعملون على الالتزام بأوامره ويجتنبون كل ما نهى الله عنه، وقال الله تعالى في سورة يونس آية 62-64: “ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين آمنوا وكانوا يتقون. لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله، ذلك هو الفوز العظيم.” وقد صرح الحافظ ابن كثير في تفسير القرآن الكريم أن الأولياء الله الصالحين هم الذين يتقون الله ويعملون بأوامره ويجتنبون نواهيه، وأنهم يحظون بالأمن والسعادة في الدنيا والآخرة، وهذا هو الفوز العظيم
- يخبر الله سبحانه وتعالى أن أولياءه الصالحين هم الذين آمنوا واتقوا.
- فمن كان يتقي الله كان لله ولياً.
- يعني “لا خوف عليهم”، أي أنهم لن يشعروا بأي من أهوال القيامة.
- يعني“ولا هم يحزنون” على ما وراء الحياة الدنيا.
في السنة النبوية الشريفة ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن من عباد الله عبادا يغبطهم الأنبياء والشهداء”. فسئل: “من هم يا رسول الله؟” عسى أن نحبهم. فأجاب: “هم قوم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب، وجوههم نور على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس”. ثم قرأ: “ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون”. صححه الألباني في “السلسلة الصحيحة”، ورواه أبو داود بإسناد جيد.
مكانة الأولياء والصالحين في الإسلام
في الإسلام، لأولياء الله والصالحين مكانة كبيرة، حيث يتوجب علينا موالاتهم ويحرم علينا معاداتهم، ويجب علينا معاداة أعداء الله ويحرم علينا موالاة أعداء الله. وفي سورة المائدة، قال الله تعالى: “إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون”. يعني هذا أنهم هم الذين يفوزون عندما يتعلق الأمر بالنصر، ويغلبون بالحجة واللسان، وسيف الله والسنان، حتى لو بعد حين. وقد وصف الله تعالى أولياءه بأنهم أحباؤه، وهذا يعتبر شرفا عظيما للمؤمنين، ويجب علينا تجنب إيذائهم وإهانتهم، لأن ذلك يعرضنا لسخط الله وانتقامه.
: ورد في حديث شريف في السنة النبوية الشريفة أن الله تعالى قال: “من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب”، وقد رواه الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه. وقال العلماء عن هذا الحديث إنه هو أجل حديث في الأولياء. والمقصود بـ “فقد آذنته بالحرب” هو أني أعلمته أنني سأحاربه لأنه يحارب أوليائي، وسأكون خصمه. فويل لمن كان الله خصمه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه.
فإن الله عز وجل يحب الأبرار الأتقياء، الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، ولم يُعرفوا، لأن الشهرة والسمعة ليست من أهدافهم. تتميز قلوبهم بالهداية، ويخرجون من الظلمة أنقياء أتقياء، وتكون قلوبهم دائمًا منيرة بذكر الله سبحانه وتعالى، فإذا دخلوا في الفتن، فبقدرة الله ومحبته لهم، سيخرجون منها.
كيف تكون من الأولياء والصالحين
ذكر الله سبحانه وتعالى صفات الأولياء الذين يجب موالاتهم وتحرم معاداتهم، وتتجلى الموالاة في النصرة والقرب، وتم توضيح أن أولياء الله ينقسمون إلى قسمين، ويمكننا اتباع نهجهما لنكون من الأولياء والصالحين، وتتجلّى هذه الصفات في:
- الجزء الأول هم الذين يقتربون من الله عن طريق أداء الفرائض، وهذه هي درجة المقتصدين من أصحاب اليمين، وأداء الفرائض هو أفضل الأعمال، وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: `أفضل الأعمال هو أداء ما فرضه الله والورع عن محظوراته وصدق النية فيما عند الله`، وقال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: `أفضل العبادة هي أداء الفرائض وتجنب المحرمات، وذلك لأن الله قد فرض هذه الفرائض على عباده ليقربهم إليه وليكون لهم رضاه ورحمته`، وتتضمن هذه الفرائض أنواعا مختلفة، بما في ذلك الفرائض الجسدية مثل الصلاة، كما قال تعالى: `اسجد واقترب`، بالإضافة إلى أنهم يتمتعون بالعدل في نحوية سواء كانت نحوية خاصة أو عامة، فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام: `كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته`، بالإضافة إلى العدل بين الأولاد.
- القسم الثاني يشمل السابقين المقربين الذين يقومون بالتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بعد الفرائض من خلال الاجتهاد في الصلاة النافلة والأعمال الصالحة، وتجنب المحرمات من خلال الورع الذي يحجبهم عن الشبهات. من صفات الأولياء التي يمكننا تجسيدها هي عدم الخوف من لومة اللائم طالما أحبوا الله سبحانه وتعالى، ولذلك فهم لا يخشون أي شيء يمكن أن يعرقل طريقهم.
هنا نجد أنه إذا كان للإنسان الإيمان واليقين بالإضافة إلى الدين، ويرغب في اكتساب صفات الولاية، يجب عليه أن يطلب محبة أولياء الله. وكان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم: `اللهم ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك`. فهناك أشخاص يكون حبهم مؤذا عند الله، وهناك أشخاص يكون حبهم نافعا عند الله. والواجب علينا تجاه الأولياء والصالحين هو أن نتبع نهج الأنبياء ونحافظ على مكانتهم، بالإضافة إلى إيماننا بجميعهم، حيث اصطفاهم الله من عباده ليكونوا قدوة لنا.
كلام جميل عن أولياء الله الصالحين
هناك عبارات وأقوال جميلة عن الأولياء الصالحين تم تداولها في المأثور، منها:
- قال ابن القيم الجوزية: مجالسة الصالحين تغيرك من سوء الظن إلى اليقين، من الرياء إلى الإخلاص، من الغفلة إلى الذكر، من الرغبة في الدنيا إلى الرغبة في الآخرة، من الكبر إلى التواضع، من سوء النية إلى النصيحة
- قال الشافعي: أحب الصالحين ولست منهم، ولكني أرجو أن أنال شفاعتهم
أكره أولئك الذين يتاجرون بالمعاصي، حتى لو كنا متساوين في سلعتنا. - عندما سئل ابن عمر رضي الله عنهما عن الرجل الذي يدخل المسجد أو البيت ولا يجد أحدا فيه، فكان يقول: `السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين`.
- فقد قال الحسن البصري: يجب تجنب التسويف، فقد سمعت بعض الصالحين يقولون: نحن لا نريد أن نموت حتى نتوب، ثم لا نتوب حتى نموت.
- قال الشيخ محمد العريفي: كانت المعاصي والشهوات والآثام والملذات تعرض على الصالحين، ولكنهم لا يلتفتون إليها، بل يهددون بالموت ليختاروا الصواب، فربما كانت هذه الأمور الصعبة أكثر أهمية بالنسبة لهم.