مقدمة وخاتمة عن التضامن
مقدمة عن التضامن الاجتماعي
الأول مادي: يشمل ذلك ما يتم تقديمه من مساعدات عينية وطبية وأموال وطعام وشراب وملابس وغيرها من الحاجات التي يحتاجها المتضررون، وذلك من قبل المتضامنين.
الثاني معنوي: يتمثل الشعور بالتعاطف مع المستضعفين في الشعور بالتعاطف معهم عندما لا يمكن تقديم الدعم المادي لهم بسبب أسباب مثل ندرة الموارد اللازمة أو المسافات الطويلة بين الدول وغيرها من العوامل الأخرى.
أهمية التضامن
بنيت الحضارات عبر العصور بجهود أساسيين لها، حيث يعتمد بناء المجتمعات على التضامن والتكافل بين أفرادها، وهؤلاء الناس يتصلون ببعضهم بالتعاون ليساعدوا بعضهم على بناء مجتمعات قوية وصامدة، بالإضافة إلى أن هذه القوة لا تتحقق إلا عن طريق أفكارهم الراقية، ولهذا تم ذكر أهمية التضامن على ثلاثة مستويات:
- أهمية التضامن نفسيًا
يساهم التضامن في تحقيق وضعية اندماجية بين الإنسان والبيئة التي يعيش فيها. يعمل على تجنب العزلة الاجتماعية والتصرف الأناني المفرط. بالإضافة إلى ذلك، يعزز الشعور بأهمية تحقيق الوحدة الجسدية للفرد، ويوفر البيئة المناسبة لتطور الإنجازات العلمية والتطبيقية.
- أهمية التضامن سياسيًا
يعني التضامن والاتحاد الذي يدل على القوة، ويشير إلى قوة المجتمع في صد أي نوع من العدوان الذي يهدد الدولة من الخارج، ومن ينظر إلى الطريقة التي سار عليها الماضي سيدرك قيمة الحضارات التي مرت على أرض البلاد العربية والمجد الذي حققته.
- أهمية التضامن اقتصاديًا
يهدف المجتمع المتضامن إلى العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي وتحسين الوضع الاقتصادي، ويتم ذلك عن طريق التعاون بين الأفراد لزيادة إنتاج السلع المحلية والحد من الفقر والبطالة. يتم تحقيق هذا عن طريق شركات التضامن.
حجج حول التضامن
توجد العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأمثال العربية التي تشير إلى أهمية التضامن وتحث عليه، ومن بينها ما يلي:
الآيات القرآنية
من الآيات القرآنية التي ذُكر فيها التضامن الاجتماعي ما يلي:
- يقول القرآن الكريم: `تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، واتقوا الله، إن الله شديد العقاب`.
- “قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا” [الكهف: 95].
- “وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي” [طه: 29 – 32].
- “وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ * قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ”[القصص: 34، 35].
- “مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا” [الفتح: 29].
- “وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” [الحجرات: 9، 10].
الأحاديث النبوية
من بين الأحاديث النبوية التي يشير فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التضامن:
- يماثل المؤمنون بتوادهم وتراحمهم وتعاطفهم جسدًا، حيث إذا أصاب أحدهم بمرض، يتضامن معه الجسد كله بالسهر والحمى لعلاجه
- (لا تَحاسَدُوا، ولا تَناجَشُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، ولا يَبِعْ بَعْضُكُمْ علَى بَيْعِ بَعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هاهُنا ويُشِيرُ إلى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ بحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ حَرامٌ، دَمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُى).
- (المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كالْبُنْيانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ثُمَّ شَبَّكَ بيْنَ أصابِعِهِ. وكانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جالِسًا، إذْ جاءَ رَجُلٌ يَسْأَلُ، أوْ طالِبُ حاجَةٍ، أقْبَلَ عليْنا بوَجْهِهِ فقالَ: اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا، ولْيَقْضِ اللَّهُ علَى لِسانِ نَبِيِّهِ ما شاءَ).
- (أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفِطْرِ وَالأضْحَى، العَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، فأمَّا الحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ، وَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إحْدَانَا لا يَكونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قالَ: لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِن جِلْبَابِهَا).
- كل سلامة على الحيوان تعتبر صدقة، كل يوم يعين الرجل على ركوب حيوانه أو حمل متعلقاته عليها صدقة، والكلمة الطيبة وكل خطوة يتخذها على طريق الصلاة صدقة، والإرشاد إلى الطريق هو صدقة أيضًا.