مقارنة بين مرحلة الطفولة المبكرة والمتأخرة

يخضع الإنسان لمراحل عمرية متتابعة تشهد سلسلة من التطورات النمائية. تبدأ هذه المراحل منذ وقت الولادة وتمتد عبر مرحلة المراهقة والشباب وسن الكهولة وحتى الموت. تعتبر المرحلة الطفولية هي المرحلة الأساسية في بناء شخصية الإنسان وتشكيلها وفهمها يعد أمرا بالغ الأهمية في تشكيل شخصية الطفل. لذلك، يتم تفصيل هذا المقال لشرح تفاصيل مرحلة الطفولة ومفهومها .

تعريف الطفولة

هناك عدة مفاهيم وتعريفات للطفولة ومن أهم هذه التعريفات ما يلي:
1- الطفولة هي تلك الفترة الزمنية الواقعة بين لحظة الولادة، وحتى سن البلوغ .

يشير المعنى الاصطلاحي للبلوغ إلى أحد المراحل العمرية والنمائية التي يمر بها الإنسان منذ ولادته وحتى عمر البلوغ .

في علم الاجتماع، يعرف الطفولة بأنها المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل منذ ولادته حتى بلوغه سن الرشد. لم يتم تحديد عمر محدد لنهاية هذه المرحلة، ولكنها مرتبطة بمرحلة الطفولة وبلوغ سن الرشد، ويتم تقدير ذلك بناء على البيئات والثقافات المختلفة في كل مجتمع

يجب دائماً السعي لفهم احتياجات الطفل الاجتماعية والنفسية والجسدية وتقديم أساليب تربوية سليمة لإنتاج فرد متوافق مع ذاته ومع المحيطين به، وفيما يلي مراحل الطفولة المختلفة

مرحلة ما قبل الميلاد

تبدأ هذه المرحلة منذ لحظة الإخصاب، وتستمر عملية تلقيح البويضة وحتى لحظة الولادة، حيث يمر الجنين خلال هذه المرحلة بمجموعة من التطورات النمائية.

تبدأ البويضة المخصبة في الانقسام والتكاثر لتشكل الجنين بشكله النهائي كإنسان، وهذا يجعله جاهزًا للولادة .

يتأثر نمو الجنين بالعوامل البيئية الخارجية، ويتأثر أيضا بالعوامل النفسية الداخلية  .

– الولادة :تشير مرحلة الانتقال من الاعتمادية الكلية على الأم في جميع العمليات الحيوية للطفل، إلى مرحلة استقلاله النسبي.

مرحلة الرضاعة

تبدأ مرحلة الرضاعة منذ لحظة الولادة حتى نهاية العام الثاني من عمر الطفل.
يخضع الطفل في هذه المرحلة للعديد من التطورات في كل جوانب النمو.
تمثل مرحلة الرضاعة فرصة للتفاعل العاطفي بين الطفل وأمه، ولا تقتصر فقط على تلبية احتياجات الطفل الفسيولوجية .

يعتبر اتجاه الأم نحو الرضاعة أمرًا غاية في الأهمية لبناء الانفعالات الإيجابية والسلبية لدى الطفل.

كلما كان تفاعل الأم مع الطفل مليئًا بالحنان والحب والدفء، كان الطفل أكثر استقرارًا وهدوءًا

من أهم التطورات النمائية في تلك المرحلة هو نمو الأسنان، والذي يبدأ عادةً في الشهر السادس من عمر الطفل، وربما يتأخر هذا النمو لدى بعض الأطفال

يحدث زيادة في العضلات مع زيادة الطول والوزن.

يؤدي هذا النمو إلى تطور المهارات الحركية مثل الجلوس والزحف والمشي، كما يزيد النمو العام في جميع أجهزة الجسم للطفل ويتجلى ذلك في مستوى استجاباته وتفاعلاته للمحفزات المحيطة به في مختلف المجالات.

مرحلة الطفولة المبكرة

تبدأ هذه المرحلة منذ بداية العام الثالث وحتى يبلغ الطفل عمره السادس، وهي المرحلة التي تسبق الالتحاق بالمدرسة.
يتميز الطفل في تلك المرحلة بانخفاض نسبي في سرعة النمو مقارنةً بالمرحلة السابقة، لكن النمو الشخصي والانفعالي يكون سريعًا .
يصبح الطفل متاحًا لتعلم الكثير من الخبرات والمهارات الجديدة
غالبًا ما يكون الطفل في هذه المرحلة قادرًا على التحضير لتعلم التحكم في عملية الإخراج والاعتماد على نفسه في ضبطها والسيطرة عليها.
فضول الطفل وحبه للاكتشاف يدوران حول كل ما هو حوله .
يبدو أن الطفل يتعلم ويكتسب الكلمات بسرعة، مما يؤدي إلى تحسن لغوي لديه.
– يتطوّر النمو اللغوي للطفل.
يتم توضيح شخصية الطفل العامة وقدراته، وقدرته على تشكيل وبناء المفاهيم والقيم الاجتماعية.
يتمكن من التمييز بين الصواب والخطأ بعد فترة من الزمن.
تتزايد قدرة الطفل على السيطرة على عضلات جسده، ويتعلم المزيد من المهارات الحركية مثل القفز والتسلق وغيرها.

ماذا يقول علم النفس عن مرحلة الطفولة

مرحلة الطفولة المتوسطة

تبدأ هذه المرحلة من السن السابعة وتستمر حتى نهاية التاسعة.
يبدأ الطفل في الظهور ويظهر رغبته وقدرته على الاستقلال عن والديه.
بعد دخول الطفل المدرسة، يتسع دائرة معارفه الاجتماعية وينضم إلى مجتمعات وجماعات متعددة بعيدًا عن الأسرة والمجتمع العائلي.

يحدث العديد من التوترات أثناء عملية التنشئة الاجتماعية في جميع البيئات التي يتعرض لها الطفل.

في هذه المرحلة، يتوسع نطاق مدارك الطفل العقلية وقدراته المعرفية، ويزيد مستوى قابليته لتعلم المهارات التعليمية مثل القراءة، والكتابة، والحساب. ويستطيع الطفل في هذه المرحلة تعلم الأنشطة المتعددة والألعاب الاجتماعية التفاعلية.

تتشكل اتجاهات الطفل السوية حول شخصيته الفريدة ونموه المستمر وتميزه الفريد.
تختلف الفروق الجسمية وتتباين بين الجنسين في هذه المرحلة .
يبدأ ظهور التكيف والتأقلم مع الدور الجنسي.

مرحلة الطفولة المتأخرة

يبدأ هذه المرحلة من سن التسعة سنوات ويستمر حتى سن الإثني عشر.
– يطلق على هذه المرحلة ما قبل المراهقة.
– تعد مرحلة تأهيليّة تمهيدية لانتقال الطفل، من مرحلة الطفولة إلى المراهقة والبلوغ.

تقل سرعة النمو وتبطئ المقارنة مع المرحلة السابقة والمرحلة التالية.
– يزداد التمايز الجنسي بشكل كبير.
تعكس قدرة الشخص علىالتحكم في ردود الفعل وتحمل المسؤولية قدرته الفعلية .
تصبح الفروق الفردية بين الأطفال أكثر وضوحًا في هذه المرحلة بسبب سرعة النمو واختلاف معدلات النمو.

ينبغي التحضير لتعلم وتعلم المهارات الحياتية المختلفة.
تشمل القيم الاجتماعية والسلوكية، والميول والاتجاهات.
هذه المرحلة من أكثر المراحل المناسبة لإتمام عملية التطبيع الاجتماعي