مفهوم قانون الكارما ونظرة الإسلام له
الكارما تشير إلى الأعمال أو الأفعال في اللغة السنسكريتية، والسنسكريتية هي لغة قديمة في الهند تستخدم كلغة طقوس للطوائف البوذية والهندوسية والجانية، وتستخدم في جنوب شرق آسيا، ولاحظ عالم اللغة وليام جونز التشابه بينها وبين اللغة اللاتينية واليونانية التي استخدمت في العصور الوسطى، وتعد السنسكريتية لغة رسمية في الهند، حيث تدرس في المدارس كلغة ثانية للبلاد، ويعتبرها بعض الأشخاص من طبقة البراهمة لغتهم الأم .
مفهوم الكارما
الكارما هي مفهوم أخلاقي أساسي في بعض المعتقدات مثل : الهندوسية، والبوذية، واليانية، والسيخية، والطاوية، وهي تؤمن بمبدأ السببية، حيث أن أفعال الفرد الحالية تؤثر على حياته المستقبلية القادمة، والكارما نوعين كارما جيدة أو حسنة، وهي التي تأتي نتيجة أفعال الإنسان الخيرة ونواياه الحسنة، والكارما السيئة أو الشريرة، وهي التي تأتي من نوايا الإنسان الخبيثة وأفعاله السيئة، والكارما ترتبط ارتباطا وثيقا في الديانات الهندية بفكرة الولادة الجديدة .
نظرية الولادة الجديدة
الولادة الجديدة هي عملية تجسد الأرواح أو إعادة التجسد، وهذا هو اعتقاد متبع في الديانات الهندية. فهي تعني عودة الروح إلى حياة جديدة في جسد آخر. يعتبر هذا المفهوم نظرية دينية فلسفية عند الهنود. ويعتقد العلماء أن فكرة التجسد قد وجدت منذ زمن بعيد، حيث تتشابه أفكار الأشخاص المؤمنين بهذه النظرية. وتفترض هذه النظرية أن الروح البشرية تنفصل عن الجسد أثناء النوم مؤقتا وتنفصل عنه نهائيا عند الموت، وبالتالي يمكن للأرواح الانتقال من كائن إلى آخر .
يعتقد الناس عادة أن العقل يفصل بين حياتهم السابقة والحالية، ويمكن للعقل حجب ذكريات الحياة السابقة بما فيها من فرح وحزن. تختلف فكرة التناسخ بين الديانات، حيث لكل ديانة معتقداتها الخاصة بذلك، والديانات التي تؤمن بفكرة التناسخ هي الهندوسية والجاينية والسيخية والبوذية والطاوية والفلسفة اليونانية واليهودية والدرزية والمايا والإنكا (وهم سكان أمريكا الأصليون) .
أهم قوانين الكارما
تؤمن الكارما بمبدأ الثمرة التي إذا ما نضجت تسقط على صاحبها، فإذا زرع الإنسان الورد لابد أنه سيحصد الورد، وإذا زرع الإنسان المر، لابد أن سيحصد المر، ولا ترتبط عندهم فكرة الحصاد بوقت معين، ولكنهم يؤمنون بأن الحصاد سيأتي بلا أدنى شك، فالكارما هي فكرة الثواب والعقاب المرتبطة بالإنسان بلا انفصال، والكارما تؤمن بأن الحصاد لابد وأن يكون في الحياة الدنيا، ولها بعض القوانين وهي :
1- القانون العظيم : هو مبدأ يقوم على فكرة أنك تحصد ما تزرعه، ويعرف هذا القانون بقانون السبب والنتيجة .
2- قانون الخلق : الحياة لا تحدث تلقائيا بمفردها، بل تتطلب المشاركة، حيث نحن متضامنون مع الكون من الداخل والخارج، لذلك كن نفسك وفعل ما تؤمن به .
3- قانون التواضع : وهو يعتقد أن ما لا يتم قبوله سوف يظل قائما، لذا لا تحكم على شخص بناء على سلبيته، بل انظر دائما إلى مستوى أعلى في الوجود .
4- قانون النمو : يؤمن أنك تكون نفسك أينما ذهبت، وبالتالي يجب أن تتغير أنت، وليس الأشياء أو الأشخاص من حولك .
5- قانون الاتصال : يقول إن كل شيء في الكون يجب أن يكتمل، حتى لو كان غير منطقي بالنسبة لك، حيث إن كل خطوة تؤدي بالضرورة إلى الخطوة التالية، وترتبط جميع المهام ببعضها البعض .
نظرة الإسلام لقانون الكارما
الديانات الهندية والبوذية وغيرها من الديانات التي ذكرناها وتؤمن بنظرية الكارما هي ديانات وثنية، حيث يستند اعتقادها إلى معتقدات غير سماوية خاطئة ولا أساس لها من الصحة. نظرية الكارما هي جزء من هذه المعتقدات الوثنية الباطلة التي يؤمنون بها، لذا فإن قانون الكارما هو قانون مبتدع مستمد من دين وثني مؤلف، وليس من مصدر إلهي صحيح .
قانون الكارما هو قانون مستقل بذاته، ويعمل بمفرده دون الحاجة إلى المعتقدات الدينية الإلهية، حيث لا يشترط الشرع الإلهي أو قدرة الله في التدخل. يزعم المؤمنون بقانون الكارما أنه يسيطر على جميع البشر، حيث يراقب سلوكهم وأخلاقهم باستمرار ويجازيهم على أعمالهم، سواء كانت جيدة أو سيئة. ومن وجهة نظر الإسلام، يعتبر ذلك تكفيرا صريحا لله، إذ يعتبر الله السيد القادر على السيطرة على العباد وهو الذي يحدد متى يعاقب ويجازي. لذا، يعتبر قانون الكارما من وجهة نظر الإسلام عقيدة وثنية باطلة، مبنية على أساس ضعيف ووهمي .