مفهوم تلوث التربة

النشاط البشري هو السبب الأساسي لتلوث التربة وتدهور الأراضي، حيث يكون النشاط البشري مسؤولا عن معظم أنواع التلوث المختلفة للتربة .

تلوث التربة

تلوث التربة أصبح تحديا رئيسيا يتعين علينا التغلب عليه لإيجاد بيئة صحية، وعمليات تجوية قشرة الأرض تؤدي إلى تكوين تربة تتراكم على مر القرون، وتشكل المحاصيل والحياة البرية جزءا كبيرا من التنوع البيولوجي، ولذلك، يجب على الهنود إعطاء أولوية عالية لتنمية الزراعة ومصايد الأسماك والثروة الحيوانية لحماية المحاصيل من الأضرار الناتجة عن الحشرات والأعشاب الضارة والقوارض وأمراض المحاصيل الأخرى .

فكيف يمكننا حماية المحاصيل؟ الجواب الواضح هو استخدام المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب، ولكن هل تعلم أن هذه المبيدات هي السبب الرئيسي لتلوث التربة؟ لذلك، من المهم استخدام المبيدات بحكمة لأنها تحتوي على مواد كيميائية ضارة، ويجب الحد من استخدامها لتحسين التربة ومنع تلوثها .

تعريف تلوث التربة

تشير تلوث التربة إلى أي نشاط يؤدي إلى تدهور جودة التربة، ويحدث ذلك عندما تتأثر التربة بالملوثات المختلفة، وبالتالي تفقد صلاحيتها لدعم الكائنات الحية والميكروبية التي تعيش فيها. يمكن أن يحدث تلوث التربة بسبب الأنشطة البشرية أو العوامل الطبيعية، ومع ذلك، في العادة يكون السبب الرئيسي لتلوث التربة هو النشاط البشري. يمكن أن يحدث تلوث التربة بسبب وجود مواد كيميائية مثل المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب والأمونيا والهيدروكربونات النفطية، بالإضافة إلى الرصاص والنترات والزئبق والنفثالين وغيرها، وهذا إذا تواجدت هذه المواد بكميات زائدة .

السبب الأساسي وراء تلوث التربة هو قلة الوعي لدى الجمهور، وبالتالي، نتيجة لعدة أنشطة بشرية مختلفة مثل الاستخدام المفرط للمبيدات الحشرية، فإن التربة ستفقد خصوبتها. بالإضافة إلى ذلك، وجود مواد كيميائية فائضة يزيد من قلوية أو حموضة التربة، مما يؤدي إلى تدهور جودة التربة، وهذا يسبب بدوره تآكل التربة. ويشير تآكل التربة إلى تلوث التربة .

أسباب تلوث التربة

يمكن أن يكون تلوث التربة ناتجًا عن الأسباب الطبيعية أو بسبب النشاط البشري، ومع ذلك، فإنه يتمثل في الغالب في الأنشطة البشرية التي تسبب غالبية تلوث التربة، مثل الصناعات الثقيلة ومبيدات الآفات في الزراعة .

1- المبيدات الحشرية

قبل الحرب العالمية الثانية، استخدمت المادة الكيميائية “النيكوتين” الموجودة في نباتات التبغ كمادة مسيطرة على الآفات في الممارسات الزراعية، ومع ذلك، تم اكتشاف أن مادة “دي دي تي” الكيميائية مفيدة للغاية في مكافحة الملاريا والآفات الحشرية خلال الحرب العالمية الثانية، لذلك تم استخدامها للسيطرة على العديد من الأمراض. وبعد الحرب، بدأ الناس في استخدامها لمكافحة الآفات في الزراعة، لقتل القوارض والأعشاب الضارة والحشرات وغيرها، وتجنب الأضرار الناجمة عنها. ومع ذلك، ظهرت تدريجيا الآثار السلبية لهذه المادة الكيميائية، مما أدى إلى حظر استخدامها في أجزاء كثيرة من العالم، بما في ذلك الهند .

علاوة على ذلك، أصبحت الآفات مقاومة للـ دي دي تي، بسبب الاستخدام المنتظم للمواد الكيميائية، ومن هنا أدى ذلك إلى إدخال مواد كيميائية ضارة أخرى مثل الألدرين والديلدرين، والمبيدات الحشرية هي مواد كيميائية سامة اصطناعية تؤدي بالتأكيد إلى قتل أنواع مختلفة من الآفات والحشرات، مما يتسبب في أضرار للزراعة ولكن لها العديد من الآثار البيئية .

2- السموم العضوية المكلورة

تسبب التأثير الضار لمادة دي دي تي والمواد الكيميائية الأخرى في استخدام مادة عضوية أقل قابلية للتآكل وأكثر قابلية للتحلل، مثل الكارباميت والفوسفات العضوي. ومع ذلك، فإن هذه المواد تعتبر سموما ضارة للأعصاب، وبالتالي فهي أكثر خطورة على البشر، وتؤدي إلى وفاة عمال ميدانيين في بعض الحقول الزراعية .

3- مبيدات الأعشاب

ببطء، بدأت صناعات إنتاج مبيدات الأعشاب مثل زرنيخ الصوديوم، وكلورات الصوديوم وغيرهم، ويمكن أن تتحلل مبيدات الأعشاب في غضون بضعة أشهر، ومع ذلك فإنها تؤثر على البيئة وليست صديقة للبيئة، على الرغم من أنها ليست ضارة مثل السموم العضوية المكلورة، ولكن معظم مبيدات الأعشاب سامة، ومن المعروف أنها تسبب تشوهات خلقية.

4- الأسمدة الغير عضوية

يؤدي الاستخدام المفرط للأسمدة النيتروجينية غير العضوية إلى حموضة التربة وتلويث التربة الزراعية، ويعرف ذلك أيضًا باسم التلوث الكيميائي .

5- التلوث الصناعي

يمكن أن تتسبب الطريقة الغير صحيحة للتخلص من النفايات الكيميائية الناتجة عن العديد من الصناعات في تلوث التربة. وقد أدت الأنشطة البشرية من هذا النوع إلى تحمض التربة وتلوثها بسبب التخلص من النفايات الصناعية والمعادن الثقيلة والمواد الكيميائية السامة والوقود وغيرها .