مفهوم الشعر عند ابن طباطبا
مفهوم الشعر عند ابن طباطبا
يختلف مفهوم الشعر عند ابن طباطبائي عن مفهوم الشعر عند القدماء والمحدثين، حيث يعد الشعر والأدب العربي من أفضل ما قيل في مختلف العصور والبلدان، خاصة في العصر الجاهلي من قبل العديد من الشعراء مثل عنترة بن شداد، وعدي بن ربيعة الزير، وأمرؤ القيس. يتميز الشعر العربي بالالتزام بالوزن والقافية في جميع العصور والأجيال، على العكس من الشعر في باقي اللغات. ومع ذلك، هناك بعض الأنواع الخالية من الوزن والقافية، مثل الشعر المنثور، وما إلى ذلك، ولكن لا يزال يلتزم بالقواعد المتعلقة بكتابة الشعر.
قام ابن طباطبا بتعريف الشعر، ووضع منظور خاص به عن الشعر، وذلك حينما قام بتأليف كتابه “عيار الشعر”، ووضح بن طباطبا أن الشعر ما هو إلا كلام منظم، بعيد كل البعد عن النثر، يتم استخدامه في الخطابة، وما يخص النظم، وقال بن طباطبا أيضًا أن من لديه حسن انتقاء الألفاظ، لا يحتاج لاستخدام الشعر.
ذكر أبو الحسن بن طباطبا العديد من الأشياء المتعلقة بتنظيم الشعر، وبعض الأحكام والقواعد المتعلقة به في كتاب “عيار الشعر”، بالإضافة إلى عدد من الكتب الأخرى مثل كتاب “الشعر والشعراء” وكتاب “نقد الشعر.
قال أيضا ابن طباطبا أن ما يميز الشعر العربي عن غيره من أشكال الكلام مثل النثر والخطابة والآداب والنظم وما إلى ذلك هو الوزن والقافية، ومن خلاله يمكن للقارئ التمييز بين الشعر وغيره من خلال النظر إلى كلاهما، وقد حاول بعض الأشخاص في فترة ما ألقاء الشعر بدون استخدام الوزن والقافية فيما يعرف بالنثر أو الشعر المنثور وما إلى ذلك.
على الرغم من نجاح ما يسمى بالنثر أو بالشعر المنثور إلى أنه في النهاية يبقي الشعر شعرًا، وفي الأخير يرجع الشعراء لاستخدام الوزن والقافية، وباقي الأحكام والقواعد الخاصة بكتابة الشعر، التي تم وضع أكثرها منذ العصر الجاهلي، ومن أمهر شعراء ذلك العصر، المستمد تلك القواعد من شعرهم “عنترة بن شداد، وامرؤ القيس”.
من هو ابن طاطبا
ابن طباطبا هو شاعر وأديب وعالم من بلاد أصفهان، حيث ولد وترعرع، وتوفي ودفن فيها، واسمه أبو الحسن بن طباطبا محمد بن أحمد بن محمد الهاشمي القرشي، ويعتقد أنه ولد في عام ٣٢٢ هجريًا الموافق لعام ٩٣٤ ميلاديًا.
نسب أبو الحسن بن طباطبا
بن طباطبا هو قرشي، وتعود أصوله إلى قبيلة قريش في مكة المكرمة، وينتمي بالكامل إلى الأسرة الآتية: أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
ألف أبو الحسن بن طباطبا العديد من الكتب التي تتحدث عن الآداب والشعر، ومن بين هذه الكتب
- كتاب سنام المعالي
- يعد كتاب الشعر والشعراء موضوع حديث العديد من علماء اللغة العربية المتخصصين في العروض وعلم الآداب والشعر، ويعد هذا الكتاب ثروة أدبية في مجالي الشعر والأدب، ولذلك يتم ترشيحه بكثرة من قبل الأساتذة لطلاب الشعر والأدب.
- يوضح كتاب عيار الشعر نظرة أبو الحسن بنطباطبا الواسعة لمفهوم الشعر وماهيته وذلك من وجهة نظره الخاصة.
- كتاب نقد الشعر
- كتاب في العروض
- كتاب تهذيب الطبع
أركان الشعر عند بن طباطبا
الركن هو البنية الأساسية التي يتكون منها الشيء، والركنان الأساسيان للشعر هما اللفظ والمعنى. وقد ذكر بن قتيبة أربع حالات للشعر بعد دراسة ومراقبة شاملة
- حالة حسن فيها الركني “اللفظ، والمعنى”
- حالة جيدة تحتوي على عنصر واحد فقط وهو الكلمة، بدون المعنى.
- حالة حسن فيها المعنى، دون اللفظ.
- حالة تأخر فيها اللفظ والمعنى.
بالنظر للشعراء نجد أن هناك منهم من يميل للتجديد، ولصناعة عصرية للشعر كالشاعر الكبير أبي تمام، وان هناك ضرب منهم لا يميل للتجديد البتة، ويلجأ دائمًا للمناهج القديمة في كتابة العشر، أي يلجأ دائمًا لنهج منهج الشعر التقليدي مثل البحتري، لذلك عند مراقبة شعر كل منهما نجد أن جودة المعنى واللفظ هي المتحكم الأول والأخير في الحكم على جودة الشعر نفسه.
أشهر شعراء الجاهلية والعصر الإسلامي
لكل عصر شعريته المميزة، ويتميز كل عصر بشعرائه وأنواع الشعر الخاصة به، ومن بين أشهر شعراء الجاهلية والعصر الإسلامي، الآتي
أولًا: اشهر شعراء الجاهلية:
- الخنساء
- عنترة بن شداد
- زهير بن أبي سلمى
- أبو ليلى المهلهل
- الحارث بن حلزة اليشكري
- عدي بن ربيعة الزير
- امرؤ القيس
- هند بنت عتب
- طرفة بن العبد
- عمرو بن كلثوم
- الأعشى
- لبيد بن ربيعة
- النابغة الذبياني
ثانيًا: أشهر شعراء العصر الإسلامي:
تميز العصر الإسلامي ببراعة شعرائه وجودة شعرهم، ومن أهم شعراء العصر الإسلامي:
- عبد الله بن رواحة
- حسان بن ثابت
- أبو ذؤيب الهذلي
- النابغة الجعدي
- كعب بن مالك
- الحطيئة
- الخنساء
الشعر ما هو إلا كلام منظم، له وزن وقافية، بعيد كل البعد عن النثر، يتم استخدامه في الخطابة، وما يخص النظم، وقال بن طباطبا أن من لديه حسن انتقاء الألفاظ، لا يحتاج لاستخدام الشعر، وذلك هو منظور وماهية الشعر عن ابن طباطبا، ولقد وضح الشاعر الكبير بن طباطبا ذلك في كتابه “عيار الشعر”.