مفهوم الدعم المعنوي
الكائنات البشرية هي كائنات اجتماعية لا يمكنها العيش بمفردها، فهي تعتمد على نفسها في بعض الأمور، ومع ذلك، فهي بحاجة إلى الآخرين في كثير من الأحيان، وخاصة في الوقت الحالي الذي يعتمد فيه كل فرد في المجتمع على الآخر، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وفي بعض الأحيان نحتاج إلى الدعم الروحي في لحظات الضعف التي نمر بها، من الأشخاص القريبين منا.
مفهوم الدعم المعنوي
يعد الدعم المعنوي وسيلة لتقديم الدعم للأفراد، وذلك من خلال تقديم أي مساعدة تتجاوز القيمة العاطفية والنفسية، مثل تشجيع الشخص ودعمه. وعلى سبيل المثال، يمكن لدولة ثالثة أن تقدم الدعم المعنوي لأحد الجانبين في حالة نشوب حرب بين دولتين، دون المشاركة الفعلية في النزاع.
فيما يتعلق بالأفراد، الدعم المعنوي يأتي من خلال الشعور بوجود أحد الأصدقاء أو العائلة في مكان المباراة، حتى لو لم يسمع اللاعب أي تشجيع منهم أو تحفيز، معرفة اللاعب بتواجدهم يعد دعما معنويا قويا. أحيانا، حتى وجود بعض الأشخاص في المواقف الصعبة يعتبر دعما معنويا، حتى لو لم يقدموا أي مساعدة فعلية. وغالبا، يتبلور عند الناس الخلط بين الدعم المعنوي وأنواع الدعم الأخرى.
الفرق بين الدعم المعنوي والدعم العاطفي
في كثير من المناسبات المختلفة نحاول أن نظهر الدعم والحب للآخرين، لنحصل عليه في المقابل، ومن بين أنواع هذا الدعم المختلف الذي نقدم لبعضنا البعض الدعم المعنوي والعاطفي، فالدعم المعنوي والعاطفي هما نوعان مهمان للدعم الغير مادي الذي يقدمه البشر لبعضهم البعض، ولكنهما في الحقيقة يختلفان عن بعضهما.
إذا قدمت الدعم العاطفي والمعنوي في نفس الوقت، فهذا شيء جيد جدًا، ولكن يجب عليك التفريق بينهما لتتمكن من تقديم الدعم المناسب للشخص المحتاج بالشكل والطريقة المناسبة.
الدعم العاطفي هو نوع من أربع أنواع من الدعم الاجتماعي، والدعم الاجتماعي هو الراحة العاطفية والجسدية التي يقدمها الأصدقاء والعائلة والزملاء لنا، وهي وظيفة مهمة جداً في علاقاتنا الاجتماعية، أما الأنواع الثلاثة الأخرى للدعم الاجتماعي غير الدعم العاطفي هو الدعم الإعلامي والدعم التقييمي والدعم المفيد.
ما هو الدعم العاطفي؟
الدعم العاطفي هو احتياج أساسي لكل إنسان، حيث يتم التعبير عنه من خلال إظهار التعاطف والاهتمام الحقيقي للآخرين ويعبر عن الثقة والحب والرعاية. يمكن التعبير عنه بالعديد من الأشكال المختلفة، مثل الراحة الجسدية عن طريق عناق الشخص الآخر أو تدليك ظهره أو الاستماع والتعاطف معه. وفي الغالب يتم تقديم الدعم العاطفي من قبل أفراد العائلة المقربين والأصدقاء، وأحيانا يمكن للحيوانات الأليفة أن تكون مصدرا للدعم العاطفي.
ما هو الدعم المعنوي ؟
من ناحية أخرى، يعبر الدعم المعنوي عن الأفعال والمبادئ التي يقدمها الشخص عن طريق إظهار التشجيع والمحبة، وحتى بمجرد إعلام الناس بأنك تؤيد وتعرف هذا الشخص. عادة، عندما تقدم الدعم المعنوي، قد لا تكون قادرا على مساعدة الشخص مباشرة أو جسديا، ولكنك تدعمه وتؤمن بتصرفاته. يمكنك القيام بذلك عن طريق التشجيع والدعوة له في الأزمات أو الظروف الصعبة التي يواجهها. على الرغم من عدم قدرتك على تقديم المساعدة الطبية أو المادية، إلا أنك تظل قريبا منه لتقديم الدعم المعنوي.
في هاتين التعريفتين السابقتين، ربما وصلت إلى معنى كل منهما، ولكن لا يزال من الممكن أن يحدث الارتباك لديك، وقد يكون من الصعب تمييز الفروق بينهما. ولكن لا داعي للقلق، بإمكانك فهم أنواع الدعم في حياتك الشخصية من خلال التواصل مع شخص آخر وإخباره أنك تهتم به أو تفكر فيه. هذا الأمر هو أفضل مثال للدعم العاطفي الذي قد تقدمه للآخرين، حتى وإن لم تشعر به بنفسك. ولكن إذا قمت بخطوات أكبر، مثل عناقهم أو التعبير عن عواطفك تجاههم ومشاكلهم بشكل أكثر حميمية، فإنك توفر لهم الدعم العاطفي.
يجب ملاحظة أن الدعم العاطفي غالبا ما يأتي من الأصدقاء والعائلة الذين لهم علاقة حميمة وحقيقة معك، بعكس الدعم النفسي الذي يمكن أن يأتي من بعض الأصدقاء وأفراد العائلة، ومن الممكن أن يأتي حتى من الغرباء أو الأشخاص الذين لديهم علاقة وجيزة معك.
طرق تقديم الدعم المعنوي والعاطفي
هناك بعض الدعم العاطفي والمعنوي من الممكن أن تقوم بتقديمه للأشخاص بطرق مختلفة، من خلال تقديم هدية صغيرة مثلاُ، تعبر عن دعمك العاطفي لهم، أو أن تتحدث باللهجة أو الطريقة التي يحبها الشخص الآخر أو أن تفهم مشاعر الشخص الآخر وتبادله نفس المشاعر وتعبر عنها له، يعد هذا من أفضل طرق الدعم العاطفي، وغيرها من الطرق المختلفة من الدعم المعنوي.
فيما يتعلق بالدعم المعنوي، يمكن للاعتقاد أو الإيمان بعمل شخص ما وتشجيعه وإخراج الأفكار السلبية من عقله أن يساهم في تقديم دعم معنوي صغير، ويمكن أن يتم الدعم أيضا من خلال التحدث معهم والدفاع عنهم، وهذا يمثل مثالا على الدعم المعنوي، ويشاهد هذا الأمر بشكل كبير بين زملاء العمل الذين يتبادلون الدعم والتشجيع في العمل.
الدعم المعنوي والاكتئاب
يعد الدعم المعنوي أحد العوامل الأساسية للحصولعلى صحة نفسية قوية وعلاقات قوية أيضًا، ولكن ما هي العلاقة بين الاكتئاب والدعم المعنوي؟.
نحن كبشر أشخاص اجتماعيون، والاكتئاب هو مرض نفسي معروف يعاني منه الكثيرون ويحتاجون إلى دعم الأشخاص المقربين منهم للتعافي من أعراضه.
يمكن تقديم الدعم النفسي من خلال تقديم المساندة في المبادئ والإجراءات المتعلقة بالأشخاص وما يقومون به، بالإضافة إلى دعوتهم وتشجيعهم وإيصال الحب لهم. جميع هذه الطرق لتقديم الدعم النفسي تساعد الفرد على الشعور بأنه ليس وحيدًا، وهذا هو الطريق الأساسي للخروج من الاكتئاب.
يجعل الاكتئاب الشخص يشعر بالوحدة والإهمال، ويتحول إلى العزلة الضارة التي تزيد من الأعراض وتزيد من شدة الاكتئاب، كما يدفعه إلى الابتعاد عن الآخرين ويزرع داخله شعورا بالعار والاحتقار للذات.
ولهذا يعد الاكتئاب مرض لأنه يغير من طبيعة البشر الاجتماعية، ويجرد الفرد من خلال اللجوء للعزلة، ويجعله ينفصل على العلاقات والتفاعلات الاجتماعية، وهنا يأتي دور الدعم المعنوي الذي يفرض على الفرد أن يتفاعل مع المجتمع ليخرج من رأس أفكار الاكتئاب التي تحاول أن تقنعه أنه غير وحيد في هذه الحياة ولا يهتم لأمره أحد.