منوعات

مفهوم الجدارة الادارية وكيفية تطبيقها

مفهوم الجدارة الإدارية هو واحد من أهم المفاهيم فيمجال إدارة الموارد البشرية، وسنتحدث عن أصل هذا المفهوم والمداخل المستخدمة لتحديد الجدارة الوظيفية وخصائصها.

كيف نشأ مفهوم الجدارة الادارية؟
نشأ مفهوم الجدارة الادارية لأول مرة في الولايات المتحدة الامريكية، و ذلك حين احتاجت وزارة الخارجية الأمريكية لمساعدة المتخصصين، و ذلك لمعرفة سبب عدم نجاح اختبارات القبول في وظائف معينة في تحديد افضل المرشحين ليشغلوا الوظيفة، حيث أن نتائج القبول ادت إلى توظيف اشخاص منهم من لم يثبت جدارته و اهليته لشغل هذه الوظيفة فيما بعد، و لذلك لجأت الخارجية الامريكية لطلب مساعدة الخبير الإداري ماك ماكيلاند لحل هذه المشكلة.

كيف تمكن ماك ماكيلاند من حل هذه المشكلة؟
قام ماك ماكيلاند بحل هذه المشكلة عن طريق قيامه بتصنيف الموظفين إلى قائمتين، تحتوي القائمة الأولى على الموظفين الاكفاء الذين اثبتوا جدارتهم بالوظيفة التي شغلوها بغض النظر عن نتائجهم في امتحانات القبول، و القائمة الثانية تحتوي على أسماء الموظفين الذين كان أداؤهم أقل في الوظائف التي شغلوها.

أجرى ماك ماكيلاند دراسة ميدانية على هؤلاء الموظفين من القوائم المذكورتين، بهدف معرفة الأسباب التي أدت إلى تميز الفئة الأولى والأسباب التي أدت إلى تراجع أداء الفئة الثانية. واستنتج ماكيلاند مجموعة من الخصائص وضمها في نموذج يعرف بنموذج الجدارة الوظيفية. وقد اعتبر ماكيلاند أن هذه الخصائص هي التي تحدد من سيكون ناجحا في الوظيفة المطلوبة.

مداخل تحديد الجدارة الوظيفية
يوجد ثلاثة مداخل لتحديد الجدارة الوظيفية وضحها ماركوس، و هي المدخل العلمي و المدخل النفسي و مدخل الاعمال، و المدخل العلمي يعتمد على تحديد المهارات المطلوبة لأداء الوظيفة، اما المدخل النفسي فهو مجموعة من المميزات الشخصية و السلوكيات المطلوبة في الفرد المؤهل لشغل وظيفة ما لها متطلبات محددة مسبقا في المدخل العلمي، و اما مدخل الاعمال فهو مدخل تنافسي بين المرشحين عن أكثرهم نجاحا و صاحب اعلى أداء في الوظيفة.

خصائص الجدارة الادارية
الخصائص الضمنية:و هي مجموعة من الخصائص الأساسية في صفات الشخص المرشح للوظيفة، و تساعدنا على التنبؤ بقدرته على النجاح في الوظيفة، و  هذه الخصائص هي الدوافع التي تقف خلف سعي الشخص إلى تحقيق شيء ما، و الصفات التي يتسم بها الشخص مثل ان نقول ان قصر زمن الإستجابة و قوة الإبصار تعتبران صفتين ماديتين للطيار المقاتل، و كذلك صفتي التحكم الذاتى فى المشاعر والمبادرة من الصفات التى لابد أن يتسم بها المدير الناجح، و من هذه الخصائص ايضا هي رؤية الشخص لذاته و معرفته في مجال معين، و مهاراته المختلفة.

العلاقات السببية: تعني هذه الكلمة القدرة على التنبؤ بأداء الشخص استنادا إلى الصفات الداخلية الموجودة فيه، والتي تعطينا فكرة عن نتائج العمل الذي يقوم به. فالشخص المجتهد سيسعى لإيجاد حلول جديدة للمشكلات التي تواجهه في العمل، والطيار الذي يتمتع بزمن استجابة قصير سيكون استجابته أسرع في المواقف الصعبة أثناء المعركة، فالتصرف هو نتيجة مباشرة للصفة المميزة التي يتمتع بها هذا الشخص.

المرجع المعيارى: يجب علينا أن نفهم، لفهم المرجع المعياري، أولا أن الخصائص الضمنية التي تؤدي إلى نتائج فعلية وملموسة هي خصائص لا تمثل قيمة للجدارة الإدارية، لذا يجب أن تكون الخصائص مجدية وتنتج نتائج إيجابية، وعليه يجب أن يكون هناك معايير لقياس أهمية الخصائص الضمنية والصفات بالنسبة للجدارة الإدارية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى