مفهوم الأمن الطاقوي .. وأبرز تحدياته في العالم
تعريف أمن الطاقة
يشير مصطلح أمن الطاقة إلى توفر الطاقة بأشكالها المختلفة (الطاقة التقليدية والطاقة الغير تقليدية) بشكل مستمر في دولة ما، وتوفرها بكميات كافية وبأسعار معقول يمكن للمواطنين الوصول إليه، وهذا يساهم في تقليل الحاجة إلى استيراد أشكال الطاقة المختلفة.
تشير أمن الطاقة إلى توفر الموارد المحلية أو المستوردة من الخارج لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة وتلبية احتياجات المواطنين بأسعار معقولة.
يجدر الإشارة إلى أن الأمن الطاقوي في السابق، وتحديدا خلال سبعينيات القرن الحالي، كان يتعلق بتقليل الاعتماد على استهلاك البترول ومشتقاته، ولكن أسواق النفط وغيرها من مصادر الطاقة ساعدت على تغيير هذا الرأي، حيث زاد عدد موردي النفط، وزادت احتياطيات الدول منه، وأصبحت الأسعار شفافة ومرنة وتحددها قوى السوق. وفي هذه المقالة، سنناقش أبرز التحديات التي تواجه أمن الطاقة، والتي يمكن تلخيصها في
- زيادة استخدام الوقود الأحفوري أدى إلى نضوب مصادره من النفط والفحم.
- تشمل الجغرافيا السياسية زيادة الحركات الإرهابية ودعم الديكتاتوريات والحفاظ على استقرار الدول المصدرة للطاقة التي تمتلك مصادر مستدامة دائمة، مثل دول الخليج.
- الاعتماد على مصادر الطاقة الاجنبية.
- زيادة احتياجات الدول النامية للطاقة ، مع احتياجات الدول الأكثر فقراً لها.
- الكفاءة الاقتصادية مقابل مشكلة الزيادة السكانية.
- المسائل والمشاكل البيئية، وأفضل مثال عليها هي مشكلة تغير المناخ.
- المصادر المتجددة للطاقة مقابل المصادر البديلة للطاقة.
- يؤدي انعدام الأمن في مسألة الطاقة في العالم إلى ظهور وتكرار الأخطاء السابقة.
تحديات أمن الطاقة
بالرغم من الإجراءات التي يتخذها القائمون على حكم الدول للتأمين الطاقوي، إلا أن هناك تحديات وتهديدات معينة تواجه الأمن الطاقوي، وتتمثل في:
- نقص الطاقة الاقليمي
يعتبر زيادة النقص الإقليمي للطاقة وعدم الاستقرار في إمداداتها من مصادر أخرى، تحدٍ يواجهه الدول في تأمين مصادر الطاقة، والذي يحدث نتيجة لأسباب عدة
- تضخم سكان العالم.
- انحفاض التجارة.
- انخفاض في الاحتياطيات الاستراتيجية نتيجة للنزاعات الأخيرة.
- تزايد التصنيع في الدول النامية.
ويستهلك البشر أكثر من نصف الطاقة التي يحتاج إليها من الوقود الاحفوري ، الذي يمثل مصادر الطاقة الغير متجددة ، والذي يرتبط ارتباطا قويا بارتفاع مستويات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي ، وتغير المناخ وصولا إلى الأحتباس الحراري ، لذلك يجب التوقف عن الوقود الاحفوري منعا لحدوث كارثة.
- ارتفاع الطلب على الطاقة
قد يكون هذا هو التحدي الأكثر ذكراً من العلماء ، وخبراء السياسات ، حيث اشاروا إلى وجود عدد كبير من الاشخاص حول العالم لا يستطيعون الوصول الى خدمات الطاقة الحديثة ؛ حيث يستخدمون المواقد البسيطة في تسخين طعامهم ، وتدفئة منازلهم ، فعندما تصبح الدول النامية أكثر تصنيعًا ، فستحتاج إلى الحصول على إمدادات كهربائية وسوف يرتفع استخدام الطاقة ؛ الامر الذي سيؤدي إلى الطلب المتزايد على الطاقة من اجزاء كثيرة من افريقيا ، واسيا ، واكريكا اللاتينية.
- الزيادة السكانية
ان احتياجات الدول ومتطلبات النامية مثل الهند والصين للطاقة تمثل تحديا لامن الطاقة العالمي ، فبالرغم من ان الدول الغربية تمثل نسبة قليلة من سكان العالم ، الا انها تستهلك موارد الطاقة بشكل كبير جدا ، لذلك فإن المشكلات مثل تغير المناخ ، وقلة الطاقة تكون ناتجة بسبب هذه الدول.
بالإضافة إلى ما سبق، يؤثر النمو السكاني السريع في الدول النامية بشكل ملحوظ على الطاقة والموارد، حيث سيتم تجريد الأرض من مواردها الطبيعية قريبا جدا، ولا يمكن للكوكب أن يتجدد بسرعة كافية، وستنفد المصادر التقليدية للطاقة فيه.
- التبريد
مع زيادة استخدام الوقود الأحفوري وتفاقم ثقب الأوزون نتيجة تلوث الهواء، يشهد المناخ تغيرات مستمرة نحو الاحترار بدلا من البرودة، وبالتالي يعتبر التبريد تحديا كبيرا لأمن الطاقة العالمي. أعلنت الهيئة العامة لتغير المناخ أنه بحلول منتصف القرن الحالي، ستتجاوز الطلب على التبريد الطلب على التدفئة، مما سيؤدي إلى زيادة استهلاك الطاقة عالميا بنسبة تقدر بحوالي 50%.
كيف يمكن تعزيز أمن الطاقة
يمكن أن تؤثر الطاقة بأكثر من طريقة خطيرة على الحياة، بدءا من التأثير على اقتصاد الدول ومرورا بالأزمات الغذائية والصحية والتعليمية، وصولا إلى تأثيرها على الحياة على الأرض بسبب تغيرات المناخ. لذلك، تعمل العديد من البلدان على تعزيز أمن الطاقة والحفاظ على نظم الكرة الأرضية الجيولوجية، على الرغم من التحديات التي تواجهها.
مع التحديات التي تواجه العديد من الدول، وبخاصة تلك التي ليس لديها مصادر ثرية للنفط أو احتياطي نقدي لاستيراده من الدول الغنية به، والتوترات الاقتصادية التي تحدث في هذه الفترة، يجب دراسة الأمور وتعزيز أمن الطاقة الذي يمكن تحقيقه من خلال ما يلي:
- قدرة الدولة أو سوق الطاقة على الاعتماد على الطاقة الأجنبية تتمثل في المنتجات والموارد التي يمكن استيرادها بدون قيود من الموانئ أو شبكات الطاقة العابرة للحدود مثل شبكات الكهرباء، وذلك من خلال اتفاقيات التجارة والاستثمار ومعاهدات الطاقة.
- التوجه نحو استخدام مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
- يجب أن يكون الاحتياطي الاستراتيجي الوطني أو الإقليمي كافيًا لمواجهة أي ظروف محتملة وغير متوقعة للطلب، بغض النظر عن ارتفاع الطلب أو نقصه أو انقطاعه.
- يتطلب تطوير مصادر الطاقة المتجددة ومرافق توليد الطاقة المحلية توافر الموارد المالية والتكنولوجية والمعرفة اللازمة، ويتم ذلك بواسطة العمال المحليين لتلبية جزء من الطلب المحلي على الطاقة.
- الاهتمام بالتحديات البيئية التي تتجاوز قدرة الإنسان على التحكم فيها.
- يجب التحلي بالحرص عند اختيار مصادر الاستيراد وأنواع الوقود المستوردة لتحقيق التنوع في المصادر.
- يساعد الحفاظ على الطاقة وتنفيذ إجراءات الكفاءة في تقليل كثافة الطاقة وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة الأخرى.