تعليمدروس

مفاتيح الإدارة الصفية

تعقد العديد من الدورات التدريبية في مختلف الدول العربية والأجنبية لتعليم المعلمين أفضل الطرق التي يمكنهم استخدامها لجذب انتباه الطلاب وزيادة حبهم للتعلم، ولأنهم يؤمنون بأن التعليم هو أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في تقدم الأمم وتطورها، فإن الدول ذات المستوى التعليمي المنخفض تهتم بدراسة أنظمة التعليم المتقدمة. يتم ذلك من خلال الدروس التربوية التي تقدمها الجامعات للمعلمين وتدريبهم على كيفية التعامل مع الطلاب وإدارة الصف وتعليم مفاتيح التفاعل مع الطلاب .

الإدارة الصفية

تعتبر الإدارة الصفية عملية يسعى من خلالها إلى تطوير نظام فعال يتعامل به المعلم داخل الصف، ويقوم به المعلمون لتوفير الظروف المناسبة للعملية التعليمية وتحقيق الأهداف الخاصة بها، وتحقيق التعليم الفعال والمتميز .

أنماط الإدارة الصفية

هناك أربعة أنماط الإدارة الصفية وهم :

الإدارة الصفية الفوضوية

يعد هذه النوع من أنواع الإدارة الصفية هو السائد في الفصول الدراسية التي يكون المعلم المسؤول عنها ضعيف الشخصية وغير قادراً على أن يدير الصف بطريقة فعالة ، كذلك فأنه لا يقدر على جذب انتباه الطلاب له ، لذلك فأنه يطلق عليه معلم ضعيف الإدراك والتخطيط ، وينتج عن ذلك عدم تحقيق الأهداف التعليمية المرغوبة ، نتيجة لضياع أوقات الحصص ، والدروس في أمور غير نافعة .

الإدارة الصفية التسلطية

هذا النوع من الإدارة الصفية سوف تجد أن فيه من الحزم ما يكفي لجعل الطلاب ينتبهون ، لكنه في الوقت ذاته يجعلهم يكرهون التعلم ، والتعليم ، لأنه عبارة عن السيطرة والتسلط المطلق ، ويخلوا الصف من الحوار البناء بين الطلاب والمعلم ، كما أنه لا يسمح لأي طالب أن يبدي رأيه أو يُناقش في أي مسائلة أو معلومة ، وبذلك يكون الطلاب غير قادرين على تقديم الأفضل ويتوقفون عند المعلومات التي يقدمها لهم المعلم .

الإدارة الصفية الديمقراطية

هذا النمط من أنماط الإدارة الصفية هو الأمثل من بين جميع الأنماط حيث أنه يعطى الطالب الفرصة في المشاركة فيما يأخذه من معلومات ودروس ، وتجعله يبحث في المادة بذاته ، كما أنه يبدي رأيه في العديد من الموضوعات دون الخوف ، أو الخجل ، ويرغب في ذلك نتيجة لحب المادة ، والمعلم ، وليس نتيجة لتسلط .

الإدارة الصفية التقليدية

يتميز هذا النوع من الإدارة الصفية بأنه يجمع بين جميع أنواع الإدارة السابقة، حيث يكون المعلم هو المحرك الأساسي للعملية التعليمية، ويحترمه الطلاب ويقدرونه، ولكنهم لا يحبونه ولا يشاركون في الدرس، اعتقادًا منهم أن ذلك يعد احترامًا وتقديرًا للمعلم .

عوامل نجاح الإدارة الصفية

هناك العديد من العوامل التي تساعد على نجاح إدارة الصف الدراسي، ومن أهم هذه العوامل:

إنشاء مجموعات 

يساعد هذا الأمر الطلاب على بناء ثقتهم بأنفسهم وتعلم العمل الجماعي والاستفادة من خبرات زملائهم الآخرين وتحقيق الأهداف بشكل أسهل. ويجعل شرح مجموعة من نفس المستوى أسهل وأسهل من شرح مجموعة من مستويات مختلفة .

 التعليمات 

تعتاد المعلمون عادة كتابة قوانين الصف على جدرانه، ويؤثر هذا على نفسيات الطلاب ويجعلهم يشعرون بأنها فرضا عليهم. ومن الممكن توصيل التعليمات بطرق فعالة، مثل تنظيم رحلات ترفيهية وتعريف الطلاب بالتعليمات المفروض اتباعها، أو تحويلها إلى لعبة، وهذا يجعل الأمر أكثر لطفا على نفسياتهم، خاصة إذا كانوا في سن صغير .

تغيير فضاء التعلم 

الطفل الذي يكون في سن صغير من المؤكد أن الفصل الذي يجلس فيه لابد أن يكون مناسب لسنه الطبيعي ، فيجب أن يحتوى على العديد من الوسائل التعليمية المميزة والملونة بألوان لطيفة تجذب انتباهه وبطريقة تجعله قادراً على تنمية مهاراته ، أم الطلاب في مرحلة الأعدادية ، أو الثانوية يجب أن يكون الصف هادئاً ، ولا يوجد فيه أي مثيرات.

التشجيع والتحفيز 

الإنسان لا يحب أن يؤمر ، وحتى أن أمره الشخص فأنه لا يقدم أفضل ما عنده إلا عند التحفيز ، لذلك فأن الوسائل التحفيزية التي يقدمها المعلم للطالب عندما ينجح في الاختبار أو عندما يجاوب على الأسئلة تكون من  أفضل الأشياء التي تساعد على تقديم الأفضل دائماً لأنه يعمل أن هناك مكافأة تنتظره بعدها .

التفاعل والحوار والحكي 

يعتبر الحوار الوسيلة الأفضل لتهيئة جو مناسب للمناقشة بين الطلاب والتعامل بشكل حسن معهم، لذلك يجب على الطالب التعبير عن رأيه في جميع المواضيع التي تدور في الصف والقدرة على الحوار الجيد واكتشاف معلومات جديدة خارج الكتاب المدرسي .

معايير الإدارة الصفية الناجحة للمعلم

يجب على المعلم اتباع معايير محددة لإدارة الصف بطريقة فعالة، ومن بين هذه المعايير الأهم:

إيجاد بيئة مناسبة للدراسة

البيئة التي يتعلم فيها الطالب لا تقل أهمية عن المعلومات التي تقدم له في هذه البيئة ، فأن كان الجو العام في الحجرة الدراسية يسوده القلق ، والتوتر ، والغضب من قبل المعلم ، فإن هذا الأمر سوف ينتقل بالضرورة إلى الطلاب ، ويؤدي إلى قلة الحوار بين الطالب والمعلم ، كما ينتج عنه تأخر في تحقيق الأهداف التعليمية .

المعلم هو قدوة الطلاب

غالبا ما يلاحظ الأم والأب أن الطفل يتصرف بطرق إيجابية أو سلبية، ولا يعلمون من أين اكتسب هذا السلوك. والحقيقة هي أن المعلم هو النموذج الأول الذي يتعلم منه الطلاب كيف يكونون أمثلة جيدة وكيف يلعبون دورا فعالا في المجتمع. لذا يجب على المعلم أن يراعي تصرفاته في الصف أمام الطلاب وأن يجعل التربية هدفه الأسمى قبل التعليم .

افتراض حسن النية

عادة، يتبع كثير من المعلمين مبدأ التعليم المتمثل في تقليل قيمة الطالب ومعاملته على أنه يجب أن يطيع تعليمات المعلم، ولكن في الواقع، يطيع الطالب التعليمات عندما يحترم المعلم وليس عندما يخاف منه. لذلك، يجب ألا يذل المعلم الطالب أمام زملائه، ويجب أن يقوم بدوره الفعال في جميع الأمور ويذكر الطلاب بواجباتهم، وإلا فهناك عواقب مختلفة لكل فعل، دون إنكار أحد من الطلاب

التحدث بصوت طبيعي

يجب أن يعلم المعلم متى يخفض صوته ، ومتى تصبح نبرة صوته أعلى من الطبيعي ، ومتى تكون في وضعها الطبيعي لأن كل واحدة من هؤلاء لها توقيت معين ، فلا يجب أن تكون نبرة الصوت واحدة في جميع الأوقات ، وإنما يجب أن يكون الصوت طبيعي في أغلب الأوقات ، ولكن رفع الصوت يكون إشارة للانتباه فقط .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى