معنى الديوث .. وحكمه .. وأشهر الحكم والأقوال عنه
معنى الديوث في القرآن الكريم
الديوث هو الشخص الذي يرضى الفاحشة المعصية والشر والفساد في أهله كأنه ليَّن نفسه على ذلك، ويدعوهم إلى ذلك، وحتى إقرار الشخص أهله على المعاصي التي ممكن أن تدعو إلى الزنا أو إقرارهم على رؤية العراة وسماع الأغاني فهذا قد يدعو إلى الدياثة ويعتبر وسيلة للدياثة وليس الدياثة بحد ذاتها.
حكم الديوث في الإسلام
تتضح من الأحاديث النبوية التي رويت عن رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، أن حكم الخائن في الزواج هو حرمانه من دخول الجنة في الحياة الآخرة، فإن معصية الخائن تتمثل في إصراره وتعمده على ارتكاب الفاحشة داخل أسرته، وذكر رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، أن هؤلاء الرجال لن يدخلوا الجنة، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الله سبحانه وتعالى لن ينظر إليهم يوم القيامة.
الديوث لا يشم رائحة الجنة
إن الشخص الذي يموت مسلماً موحداً لله سبحانه وتعالى فيكون مصيره الجنة، حتى لو دخل النار بسبب ذنوباً قد ارتكبها في الدنيا، ولكن إن الديوث هو صاحب منكر عظيم، ويكون جرمه كبير حيث أن هذا الجرم يتجلى في إقراره للفاحشة في أهله وإن النبي صلى الله عليه وسلم أوضح في الأحاديث النبوية الشريفة أن الديوث لا يدخل الجنة، وإن الله سبحانه وتعالى لا ينظر إليه، ومن هذه الأحاديث النبوية الشريفة:
- أخرج النسائي عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث`.
- وأخرج أحمد عن ابن عمر أيضاً بلفظ: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `حرم الله تبارك وتعالى على ثلاثة دخول الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والديوث الذي يقر في أهله الخبث`.
وإن الأحاديث النبوية التي تم ذكرها تبين التالي :
- يُحرم على الديوث دخول الجنة تمامًا، لأنه عندما يشترك في الفاحشة، يُخرج من دائرة الإسلام، ولذلك فهو لا يستطيع الدخول إلى الجنة.
- الحديث الثاني يعني أنه لم يكن مسموحا للإنسان الدخول إلى الجنة في البداية وسيدخل النار ويتم معاقبته على الذنوب التي ارتكبها، ولكن بفضل الله ورحمته يمكن للإنسان دخول الجنة أو أن يغفر الله له ولا يتم معاقبته في النار، ولكن في هذه الحالة لن يكون من الأوائل الذين يدخلون الجنة، وهذا الوعد مخصص للمسلمين الذين يموتون وهم مسلمون قبل أن يتوبوا من هذا المنكر العظيم. أما المسلم الذي يتوب عن ذنبه فسيتوب الله عليه.
حكم الديوث التائب
إن غيرة الرجل على زوجته ومحارمه من الصفات المحمودة حيث تشير إلى رجولته وشهامته، وأما الرجل الذي لا يغار على أهله فهو في طريق الدياثة وهي مذمومة شرعا وطبعا. وهذا الأمر يجعل الدفاع عن العرض واجبا، فإن الرجل الذي يموت في سبيل ذلك يعتبر شهيدا. والدليل الذي نستشهد به هو قول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: `من قتل دون أهله فهو شهيد`، ورواه أحمد وصححه الأرناؤوط. أما الديوث فهو الرجل الذي يقوم بعكس كل ما ذكرناه سابقا، فهو لا يغار على أهله ويقبل الفاحشة منهم. أما بالنسبة للديوث التائب، فالسؤال المطروح هنا هو هل للديوث فرصة للتوبة؟ فالإجابة هي نعم، تكون توبته مقبولة بإذن الله، لأن الله عز وجل قال في كتابه العزيز أنه يغفر جميع الذنوب وقد قال: `قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم` (الزمر: 53).
أحاديث نبوية عن الديوث
إن من الأحاديث النبوية التي تم ذكرها عن الديوث هي:
- قال صلى الله عليه وسلم : يعتبر العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث من الأشخاص الذين لا ينظر إليهم الله عز وجل يوم القيامة، كما أن العاق لوالديه، والمدمن على الخمر، والمنان بما أعطى هم الأشخاص الذين لا يدخلون الجنة، وهذا ما رواه الإمام أحمد والنسائي .
- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : هناك ثلاثة أشخاص لن يدخلوا الجنة أبدا: الديوث من الرجال، والرجلة من النساء، ومدمن الخمر. فقالوا يا رسول الله، نحن نعرف من هو مدمن الخمر، فما هو الديوث من الرجال؟ قال: هو الذي لا يبالي بمن يأتي إلى أهله. قالوا: فماذا عن الرجلة من النساء؟ قال: هي التي تتشبه بالرجال. وذكر الهيثمي ذلك في مجمع الزوائد.
حكم وأقوال عن الديوث
أبدى السلف الصالح وعلماء الدين حكمًا بشأن الديوث الذي لا يشعر بالغيرة تجاه أهله، حيث إن الغيرة هي واجبة ومحمودة على المحارم، ومن بين هذه الحكم:
- يقول الغزالي رحمه الله: من ثمرة الحمية الضعيفة ينتج قلة الثقة بالنفس من التعرض للحرم والزوجة، واحتمال التعرض للذل والاستصغار الذاتي. وقد ينتج عدم الغيرة عن النساء تشويشا في الأنساب، ولذلك يقال: إذا ضعفت الغيرة في رجال الأمة، ضعفت الصيانة في نسائها.
- وقال الذهبي رحمه الله: يعتبر من الديوث من يشك بأهله بأنهم يمارسون الفاحشة، ويتغافل عنها بسبب حبه الكبير لهم، أو لديهم دين عليه، أو لديه أطفال صغار، أو لديه صداقات ثقيلة، ولا يوجد خير في الشخص الذي لا يحمل غيرة.
- وقال ابن القيم: الغيرة هي أساس الدين، ومن لا يمتلك الغيرة فلا دين له، فتحمي الغيرة القلب والجوارح من الشر والفواحش، وبدون الغيرة يموت القلب وتموت الجوارح، ولا يوجد دافع لصد الشر، والغيرة في القلب مثل القوة التي تحمي من الأمراض وتقاومها، وإذا ذهبت القوة فإن الداء يأتي، وإذا تكسرت الصياصي الجاموس التي تحمي الجسم فإن العدو يهاجم، فكما يحدث ذلك في الغيرة.
- قال الإمام أبو حنيفه رحمه الله: امرأة خرجت من المنزل دون منع من زوجها، فهو ضعيف الشخصية.
- وعن علي رضي الله عنه قال: وصلني علمٌ بأنَّ نساءكم يزحفن في الأسواق، أما تغارون؟ فلا خيرَ في من لا يغار.