يتساءل الملايين من الأشخاص عن معنى التكوين الفني، حيث يظهر هذا المصطلح في العديد من الأحيان. وقد تم تفسير التكوين الفني بعدة طرق مختلفة وتباينت الآراء حوله، ولكن جميع التعاريف تشير إلى أن التكوين الفني يشير إلى تشكيل وتكوين الشيء في صورته الأولية، بالإضافة إلى العوامل المساعدة التي تساعد في تشكيله.
أشار المفسرون إلى أن معنى التكوين الفني يعني ربط ومزاوجة وترتيب مجموعة من عناصر العمل الفني، وتصميم حركة هذا العمل لتجسيد المعنى. فالتكوين يشير إلى بناء شكل أو تصميم لمجموعة من العناصر وليس على شكل صورة ولكن بشكل مستقل، وذلك لأن التكوين يعبر عن الشعور ويحاكي حالة الموضوع ذاته، ويستخدم التكوين الفني الألوان والخطوط والكتل والأشكال لتوصيل الرؤية والحالة.
معنى التكوين الفني
يعرف التكوين الفني بأنه عملية خاصة يتم بها تجسيد المعنى عند شخص ما، والتي تكون بالربط والمزاوجة بين عدد من العناصر المختلفة في العمل الفني من أجل الوصول إلى حالة معينة أو طموح نطمح بالوصول إليه، ولكن لا يتم التكوين الفني بصورة عشوائية، فلابد من وجود عدة عوامل وعناصر ينتج من اندماجها وربطها معا التكوين الفني والذي يشير إلى استعمال التأكيد والتوازن للوصول إلى الجمال الذي يثير إعجاب الجميع.
التكوين يوجد في جميع الفنون، ويتقرب إلى الفن التشكيلي بشكل ما، ويوجد التكوين في المسرح وليس مقتصرا على خشبة المسرح فحسب، بل يوجد أيضا في السينما، ويتغير النظر إلى التكوين الفني باختلاف الظروف الموجودة، ويتواجد التكوين أيضا في جميع الأشياء المرتبطة بالفن، بما في ذلك جلوس عازفي الأوركسترا وتوزيعهم للعزف على الكمان.
يمكن أن نستنتج من ذلك أن التكوين موجود في كل عنصر بصري فني، حيث يمكن للمشاهد فهم ما يحدث أمامه، ويعني التكوين اختيار العناصر وتنسيقها وفقا لمجموعة من المبادئ، إذ يعتبر ذلك ضرورة أساسية في الفن وأيضا في تصور الجمال الطبيعي، ويلعب الحيز دورا كبيرا في تكوين العناصر التي تشكل التكوين.
الأسس التي يعتمد عليها التكوين
يعتمد التكوين الفني على أسس محددة يجب توفرها لاكتمال التكوين، وتشمل هذه الأسس:
نقطة التركيز، وهي النقطة التي تجذب انتباه المشاهد إلى العمل الفني، وتتحقق من خلال تباين الألوان وقدرة اختيار المساحة اللونية في اللوحة. يجب وجود عدة عناصر تركيز في التكوين الفني، مثل المركز الاهتمام، الوحدة، التوازن، الإيقاع، العمق، والإطار، وذلك لجذب الانتباه في العمل الفني.
أنواع التكوين في العمل الفني
تختلف تكوينات العمل الفني بناء على تنظيم العناصر التشكيلية الخاصة به، وهي النقطة والخط واللون والفراغ والشكل والمساحة، ويجب أن تتواجد تلك العناصر بنظام محدد لتحقيق القيم الأساسية في التكوين الفني، وهذا التنظيم هو الذي يحدد نجاح العمل الفني ويميزه عن الآخرين.
وهذا يعني أن التكوين الفني لا يتم عشوائيًا ولكنه تنظمه قواعد المنطق المتكون من علاقات الأشياء وبعضها البعض، وذلك عن طريق تنظيم وترتيب العناصر في العمل الفني، فعلى الفنان قبل البدء في التكوين الفني للوحته أن يقوم بالرسوم والتصوير الضوئي في مخيلته وترتيب العناصر بصريا ثم البدء في التنفيذ، ولذلك تتعدد أنواع التكوين وكل منها يتم النظر إليه برمز معين، ومن أنواع التكوين ما يلي :
التكوين الأفقي، وهو التكوين الذي ينظم به الأشكال والعناصر بشكل أفقي، يرمز إلى الثبات والهدوء والاستقرار، حيث تؤدي الخطوط القليلة والقصيرة إلى إضفاء الحيوية عليه.
التكوين الهرمي هو تنظيم الأشكال والعناصر في صورة هرمية، ويتضمن التكوين الهرمي المركب أكثر من شكل هرمي، ويرمز إليه بالصلابة والدوام والاستقرار.
هو نوع من التكوين الذي يرتب العناصر التشكيلية في شكل انتشاري في جميع الاتجاهات، بحيث تنطلق تلك العناصر من مركز واحد، ويشعر بهذا التكوين بالحركة العنيفة والصدمات والمفاجآت.
التكوين العشوائي غير منتظم، وهو التشكيل الذي لا يرتبط فيه الفنان بترتيب محدد للعناصر وفق نظام محدد من الأنظمة السابقة، ويجمع أكثر نوع من التكوينات في داخله.
التكوين المنحني، وهو التكوين الذي ترتب خلاله العناصر التشكيلية على شكل خطوط منحنية، يرمز إلى الهدوء واللانهاية.
التكوين المحوري هو ترتيب العناصر التشكيلية المكونة للتكوين الفني حول محور مركزي أو عدة محاور وهمية، ويشير هذا الترتيب إلى التوازن والتعادل.
التكوين القطبي هو نوع من التكوينات الفنية، يتكون من مجموعتين متقابلتين، وتوجد بينهما علاقة ديناميكية تحدد شكل التكوين.
وبذلك نكونُ قد وضحنا معنى التكوينِ الفنيِّ وأهمَّ أنواعِهِ وعناصرِهِ المختلفةِ، ولكنَّ لابدَّ لنا قبلَ البدءِ في تحديدِ التكوينِ الفنيِّ مراعاةَ الأسسِ الفنيةِ عندَ ترتيبِالعناصرِ، ليخرجَ العملُ الفنيُّ مكتملَ الأركانِ في صورةٍ مرضيةٍ لصاحبِها.