معلومات عن مصمم الحرمين محمد كمال إسماعيل
يعتبر محمد كمال إسماعيل واحدا من الأشخاص الذين لا يعرفهم الكثيرون، لكن اسمه أصبح متداولا في الآونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتم إحياء ذكراه في الفترة الأخيرة، والسؤال هو من هو محمد كمال إسماعيل.
مهندس الحرم المكي
هل تساءلت يوما عن هوية المهندس الذي صمم وأشرف على تصميم الحرم المكي الرائع والذي يتميز المسجد النبوي بمأذنة بيضاء وتصميم فريد؟ إن المساجد لها تصاميم فريدة جدا وتعتبر تحفا معمارية رائعة، والمصمم هو المهندس المعماري المصري الدكتور محمد كمال إسماعيل.
حياة الدكتور محمد
ولد الدكتور محمد كمال إسماعيل في يوم 15 سبتمبر من عام 1908م، في مدينة ميت غمر بالدقهلية، ودرس في نفس القرية الابتدائية، ثم بعد ذلك قامت عائلته بالانتقال الى محافظة الاسكندرية، وهناك اتم تعليمه في المرحلة الثانوية، ثم بعدها توجه الى القاهرة حتى يستطيع الالتحاق بجامعة فؤاد الأول حتى يقوم بدراسة الهندسة.
وفي احدى الحوارات التليفزيونية قال الدكتور محمد انه كان واحد من سبع اشخاص قاموا بدراسة الهندسة في جامعة فؤاد الاول، وانه استطاع ان يتتلمذ على يد أساتذة من إنجلترا ومن سويسرا فن العمارة العالمي، ولكنه كان شديد التأثر بفنون العمارة الإسلامية.
أعلن الدكتور محمد أن لديه شغفًا كبيرًا بالعمارة الإسلامية، وهي التي ألهمته للعمل في دراسة شاملة لكل المساجد المصرية التي كان مبدعًا فيها بشكل كبير بعد تخرجه، حتى تمكن من الحصول على ثلاث شهادات دكتوراه في العمارة الإسلامية.
اول دكتوراه في الهندسة
بعد أن حصل الدكتور محمد على درجة البكالوريوس في الهندسة من جامعة فؤاد الأولى في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي، سافر المهندس محمد كمال إسماعيل إلى فرنسا للحصول على درجة الدكتوراه، والتي نجح في الحصول عليها في مجال العمارة من مدرسة بوزال في عام 1933 هـ، وبذلك أصبح أصغر حامل للدكتوراه في الهندسة.
كما انه في تلك الفترة استطاع الدكتور محمد كمال إسماعيل ان يقدم للمكتبة العربية وأيضا العالمية موسوعة مساجد مصر في أربع مجلدات عرض فيها لكل تصاميم المساجد المصرية والطراز الخاص بها وأيضا سمتها المعمارية والتي كانت تعتبر من المراحل الهامة في الحضارة الاسلامية، كما ان تلك الموسوعة طبعت في أوروبا ونفذت كما يقول المتخصصون لم يعد هناك منها أي نسخة الا التي في المكتبات الكبرى.
كما ان تلك الموسوعة أيضا جعلته يحصل على درجة البكوية من الملك فاروق وذلك تقديرا الى مجهوده العلمي، كما انه في غضون سنوات قليلة قد حصل إسماعيل على درجة الدكتوراة في الانشاءات ثم عاد بعدها مرة أخرى الى مصر، ثم التحق بالعمل بعد ذلك في مصلحة المباني الاميرية والتي شغلت منصب مديرها في عام 1948م.
تصميم توسعة الحرمين
قام الدكتور محمد كمال إسماعيل بالعديد من الإنجازات، إلا أن أكبر إنجاز له الذي جعل اسمه يخلد في التاريخ هو التوسعة التي قام بها في الحرمين الشريفين، وذلك بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد، والذي شهد عهده أكبر توسعات في تاريخ الإسلام.
وكان سبب اختيار الدكتور محمد كمال إسماعيل هو أن الملك فهد قد تطلع على مجلدات موسوعة المساجد المصرية، وبناء على ذلك اختاره الملك فهد لتصميم توسعة المسجد في الحرم النبوي، مما يزيد مساحته بمعدل سبعة أضعاف لتصبح أكثر من 14 ألف متر مربع، وتوسعة الحرم المكي لتصل إلى أكثر من 265 ألف متر مربع وتصل إلى 315 ألف متر مربع.
لم تقتصر هذه التوسعات على زيادة مساحة الحرمين الشريفين فحسب، بل تضمنت أيضا مشاريع لتكييف المكان وتغطيته بالمظلات والقبب، بالإضافة إلى تصميم جسر للسيارات يتسع لخمسة آلاف سيارة تحت الأرض، وقد بلغت تكلفة هذه الأعمال 18 مليار دولار، وتعتبر أكبر توسعة للحرمين الشريفين، حيث بدأت في عام 1982 واستمرت حتى العام 13.
وفقًا للرواية المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، يقال إن إسماعيل رفض أخذ الملايين مقابل تصميمه الهندسي والإشراف المعماري، على الرغم من محاولات الملك فهد وشركة بن لادن.
وقال صاحب الرواية إنه عندما قدم له شيك بالملايين، قال إسماعيل للمهندس بكر بن لادن: “أخذت مالا على الحرمين الشريفين، وأودي وجهي من ربنا فين.
جائزة الملك فهد
حقق الدكتور محمد كمال إسماعيل إنجازات عديدة وحصل على العديد من الألقاب، من بينها لقب عبقري توسعة الحرمين الشريفين ولقب أستاذ الأجيال.
حاز إسماعيل على جائزة الملك فهد في العمارة عن تصميمه وتنفيذه لأكبر توسعة للحرمين الشريفين.