فترة الحمل تعتبر من أصعب الفترات التي تمر بها المرأة، خاصة إذا كانت حاملا للمرة الأولى. فخلال تسعة أشهر، تمر المرأة الحامل بتجارب الألم والشدة، ولا تشعر بالراحة إلا بعد وضع جنينها في عملية الولادة. لذا، ينصح الأطباء وخبراء التغذية الأمهات الحوامل بأهمية التغذية السليمة واتباع نظام غذائي صحي .
ونظرا لفوائد الفيتامينات والتغذية الصحية للشخص العادي، فكيف بالمرأة الحامل التي تحمل جنينا في بطنها؟ إن الجنين يتغذى ويستفيد من فيتامينات جسم أمه، وبعد الولادة، يصبح جسم الأم ضعيفا إذا لم تتبع الإجراءات الوقائية الصحيحة في التغذية والممارسة البسيطة مثل المشي، بالإضافة إلى حقنة RH التي تأخذها المرأة أثناء فترة الحمل وينصح بها من قبل الأطباء .
ومع ذلك، هل تدرك المرأة الحامل مدى أهمية حقيبة الـRH؟ أو لماذا يتم إعطاؤها خلال فترة الحمل؟ إذا كنتِ لا تزالين غير ملمة بهذا الأمر، فسنقدم لكِ في الأسطر التالية كل ما يتعلق بحقيبة الـRH، ونجيب عن جميع التساؤلات التي تدور في ذهنكِ .
ما هي حقن الـ RH
لا يتم إعطاء حقن الـ RH إلا بعد تشخيص الطبيب للمرأة الحامل، حيث يتم إجراء اختبار الهيموجلوبين لفحص مستوى الدم ومعرفة ما إذا كانت الحقن ضرورية للمرأة الحامل أم لا، ويقيس هذا الاختبار نسبة البروتينات في الجسم، وبشكل خاص كرات الدم الحمراء .
أما عن الـRH، فهو عبارة عن مركب بروتيني يتوافر على سطح كرات الدم الحمراء، ويتم إجراء التحليل الخاص به لإثبات إذا كان تواجده بالجسم إيجابيًا أم سلبيًا، فإذا كان الجسم يفتقر لهذا البروتين فلابد من ضرورة آخذ الحقن لضمان سلامة المرأة الحامل والجنين ، ولتجنب حدوث مضاعفات ما بعد الولادة.
إذا كان تواجد البروتين في جسم المرأة الحامل يسبب تفاعلًا سلبيًا، ويحمل الجنين عاملًا إيجابيًا، فإن ذلك يعني أن جسم الأم يعتبر البروتين جسمًا غريبًا ويبدأ في إنتاج الأجسام المضادة، ولذلك يتعين إجراء اختبار RH أو تحليله لتجنب أي ضرر قد يلحق بالأم أو الجنين، ويمكن أن يؤثر على الحمل .
لماذا تؤخذ حقنة الـ RH
غالبا ما يحدث إجهاضا إذا لم يتم إعطاء هذا الحقنة، بسبب أن دم الجنين يكون إيجابيا وفقا لفصيلة الدم الأب، بينما يكون دم الأم سالبا. في هذه الحالة، تبدأ تكوين أجسام مضادة في جسم الأم، وتبدأ في محاربة الجنين ككائن غريب، ونتيجة لذلك يحدث الإجهاض .
في حالة الحمل الأول، إذا كانت فصيلة دم الأم سلبية وفصيلة دم الجنين إيجابية، فمعظم الحالات تسير الحمل بسلام ونجاح. ومع ذلك، قد يحدث اختلاط بين دم الأم والطفل أثناء الولادة، ويبدأ جسم الأم في إنتاج أجسام مضادة ضد الجنين. لذلك، يجب أخذ حقنة RH بعد الولادة مباشرة .
الوقت المناسب لأخذ حقن الـ RH
هناك اختلاف فيما يتعلق بهذه المسألة وتحديد الوقت المناسب لأخذ حقنة RH، وهناك رأيان حول تناول الحقنة مرة واحدة بعد الولادة، وهناك رأي يرى أنه يجب أن يتم تناول الحقنة مباشرة بعد الولادة، والمرة الثانية في الأسبوع 28 أو 30 أي في الشهر السابع من الحمل الثاني .
في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر حقنة إضافية في الأسبوع 34 من الحمل، وبعد الولادة إذا كان تحليل فصيلة دم الطفل إيجابيًا. في هذه الحالة، يتم إعطاء حقنة إضافية خلال ثلاثة أيام من وقت الولادة .
طريقة أخذ حقنة الـ RH
يتم حقن الجرعة بالعضلات، سواء في الذراع أو الفخذ، ويمكن إعطاؤها فقط بتوصية من الطبيب وبتوجيهاته للأم الحامل. وهي عبارة عن جرعة واحدة تدوم لمدة تتراوح من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وإذا واجهت الأم صعوبة في تناول الجرعة عن طريق العضلات، يمكن حقنها بالوريد .
اثار حقنة الـ RH الجانبية
بعد تلقي الأم لحقنة RH، يمكن أن تعاني من بعض التأثيرات والأعراض، مثل الحمى والصداع وبعض الآلام في موقع الحقن، بالإضافة إلى انحلال خلايا الدم الحمراء .
قد تعاني المرأة الحامل بعد تلقي حقنة RH من حساسية ومشاكل في الكلى والتهابات فيروسية .
الحالات التي تحتاج فيها الحامل حقنة الـ RH
هناك مجموعة من الحالات التي يجب على المرأة الحامل تناول حقنة RH، وتشمل أربع حالات وتتمثل في ما يلي:
الحالة الأولى: تتضمن هذه العملية تحليلًا خاصًا لـRH، وإذا ثبت أن الأم الحامل لديها نتيجة سالبة، فإنه يجب عليها الحصول على حقنة قبل إنتاج أجسام مضادة ضد الجنين .
الحالة الثانية: في هذه الحالة، يتم حقن المرأة الحامل في الشهر الثاني عندما يقترب دم المرأة من دم الجنين، مما يزيد من خطر الإجهاض .
الحالة الثالثة: يجب تناول الحقنة عند حدوث النزيف خلال فترة الحمل للتعامل مع هذه الحالة .
الحالة الرابعة: يتم أخذ حقنة RH بشكل منتظم ومتكرر، حيث يتم تناول نصف الجرعة بدءا من الشهرين السابع والثامن، حتى في حالة سلامة وصحة الأم بدون أي مشاكل. يتم تناول الحقنة بهدف الوقاية الصحية والحفاظ على صحة الأم والجنين، وضمان سلامة الحمل .
تحليل الـ RH
يتم إجراء هذا التحليل من قبل الزوجين، ويقوم القليل من الأزواج في المجتمعات العربية والشرقية بإجراء هذا التحليل، وذلك نتيجة لعدم وجود ثقافة صحية لدى الأمهات والآباء .