معلومات عن ثغرة الدفرسوار
ثغرة الدفرسوار
ثغرة الدفرسوار هي العملية الإسرائيلية التي جرت في مرحلة متأخرة من حرب أكتوبر وحدثت في وسط قناة السويس، وأدت إلى تعقيد المسار بين الجيشين الميدانيين الثاني والثالث، حيث تمكن الجيش الإسرائيلي من حصار الجيش الميداني الثالث في نهاية هذه الحرب.
أحداث ثغرة الدفرسوار
بعد الهجوم المصري الفاشل في 14 أكتوبر تبعه الإسرائيليون على الفور بهجوم مضاد متعدد الفرق من خلال الفجوة بين الجيشين المصريين الثاني والثالث وتم تكليف الفرقة 143 التابعة لأرئيل شارون والتي تم تعزيزها باللواء الاحتياطي بـ 247 مظلياً بقيادة العقيد داني مات بإنشاء رؤوس جسور على الضفتين الشرقية والغربية للقناة وكانت الفرقة 162 و 252 مدرعة بقيادة الجنرالات أبراهام أدان وكالمان ماجن على التوالي ثم تعبر من خلال الاختراق إلى الضفة الغربية للقناة وتتأرجح جنوباً لمحاصرة الجيش الثالث.
أطلق على الهجوم اسم `عملية الرجال الشجعان` أو `العملية الباسلة`، وفي ليلة 15 أكتوبر، قام 750 مظليا من كولونيل مات بالعبور عبر القناة باستخدام قوارب مطاطية، وانضمت إليهم سريعا الدبابات التي تم نقلها على قوارب آلية وجنود مشاة إضافيون. لم يواجه القوة أي مقاومة في البداية، وانتشروا في المناطق المستهدفة، وهاجموا قوافل الإمداد ومواقع صواريخ سام ومراكز لوجستية وأي هدف عسكري ذو قيمة، مع إعطاء أولوية لصواريخ سا
تسببت الهجمات على مواقع سام بثغرة في الشاشة المضادة للطائرات المصرية في تمكين القوات الجوية الإسرائيلية من شن هجمات أرضية أكثر عدوانية ضد الأهداف المصرية. وفي ليلة 15 أكتوبر/تشرين الأول، تم عبور 20 دبابة إسرائيلية و 7 ناقلات حاملة للجنود قيادة العقيد حاييم إيريز قناة السويس وتم التقدم بمسافة 12 كيلومترا داخل البر الرئيسي لمصر، وفاجأوا الجيش المصري. وخلال الـ 24 ساعة الأولى، هاجمت قوة إيريز مواقع سام والأعداء العسكريين دون تعرض لأي عقاب. وفي صباح يوم 17 أكتوبر، تعرضت هذه القوة لهجوم من قبل اللواء 23 المدرع المصري، لكنها تمكنت من صده.
بحلول هذا الوقت، لم يعد السوريون يشكلون تهديدا ذا مصداقية، وتمكن الإسرائيليون من تحويل قوتهم الجوية إلى الجنوب لدعم الهجوم. وكان الجمع بين المظلة الجوية SAM المصرية الضعيفة والتركيز الأكبر للقاذفات المقاتلة الإسرائيلية يعني أن سلاح الجو الإسرائيلي كان قادرا على زيادة الطلعات الجوية بشكل كبير ضد الأهداف العسكرية المصرية، بما في ذلك القوافل والمدرعات والمطارات، وتضررت الجسور المصرية عبر القناة جراء الهجمات الجوية والمدفعية الإسرائيلية.
بدأت الطائرات الإسرائيلية في مهاجمة مواقع سام والرادارات المصرية مما دفع اللواء إسماعيل إلى سحب الكثير من معدات الدفاع الجوي المصرية وهذا بدوره منح سلاح الجو المصري مزيداً من الحرية للعمل في المجال الجوي المصري كما هاجمت الطائرات الإسرائيلية ودمرت كابلات اتصالات تحت الأرض في بنها في دلتا النيل
أدى هذا إلى اضطرار المصريين لإرسال رسائل انتقائية عبرالراديو يمكن اعتراضها، إضافة إلى البرقيات التي تم إرسالها من بنها، وامتنعت إسرائيل عن مهاجمة البنية التحتية الاقتصادية والاستراتيجية، بعد تهديد مصري بالرد على المدن الإسرائيلية بصواريخ سكود.
قصفت الطائرات الإسرائيلية بطاريات سكود المصرية عدة مرات في بورسعيد، وحاولت القوات الجوية المصرية اعتراض الرحلات الجوية ومهاجمة القوات البرية الإسرائيلية، لكنها تكبدت خسائر فادحة في المعارك. وتمكنت الدفاعات الجوية الإسرائيلية من تكبيد خسائر جوية خفيفة للإسرائيليين، حيث وقعت أعنف المعارك الجوية فوق شمال دلتا النيل. وحاول الإسرائيليون مرارا وتكرارا تدمير القواعد الجوية المصرية.
تصفية ثغرة الدفرسوار
تأمين الجسر
رغم النجاح الذي حققه الإسرائيليون في الضفة الغربية، قرر الجنرالان بارليف وأرئيل شارون التركيز على تأمين موقع رأس الجسر على الضفة الشرقية، وأمروا بإخلاء الطرق المؤدية إلى القناة، بالإضافة إلى موقع يعرف باسم المزرعة الصينية شمال نقطة العبور الإسرائيلية، وهو موقع مباشرة بجوار ثغرة دفرسوار
واعترض شارون وطلب الإذن بتوسيع وكسر رأس الجسر على الضفة الغربية بحجة أن مثل هذه المناورة ستؤدي إلى انهيار القوات المصرية على الضفة الشرقية، لكن القيادة العليا الإسرائيلية كانت مصرة ومعتقدة أنه يمكن عزل القوات على الضفة الغربية حتى يتم تأمين الضفة الشرقية، قلب شارون عقله بعدما رأسه رؤسائه ورضخ في 16 أكتوبر وأرسل لواء أمنون ريشيف لمهاجمة المزرعة الصينية.
هاجمت قوات أخرى من جيش الدفاع الإسرائيلي القوات المصرية المتحصنة المطلة على طرق القناة وبعد ثلاثة أيام من القتال المرير والمتقارب نجح الإسرائيليون في طرد القوات المصرية المتفوقة عددياً وخسر الإسرائيليون حوالي 300 قتيل و 1000 جريح و 56 دبابة وعانى المصريون من خسائر فادحة بما في ذلك تدمير 118 دبابة وأسر 15.
نتائج ثغرة الدفرسوار
في هذه الفترة، لم يتمكن المصريون من فهم مدى وحجم المعبر الإسرائيلي ولم يقدروا نيته وهدفه بشكل صحيح، وذلك جزئيا بسبب محاولات القادة الميدانيين المصريين لإخفاء التقارير المتعلقة بالمعبر الإسرائيلي، وجزئيا بسبب افتراض خاطئ بأن معبر القناة كان مجرد هجوم كبير من الجيش الإسرائيلي يستهدف الجناح الأيمن للجيش الثاني. ونتيجة لذلك، أمر اللواء الشاذلي الفرقة 21 المدرعة بالهجوم جنوبا واللواء 25 المدرع المستقل المجهز بـ T-62 بالهجوم شمالا في عملية كماشة للتخلص من التهديد المفترض للجيش الثاني.
- لم ينجح المصريون في استكشاف المنطقة، ولم يكونوا على علم بأن فرقة الدبابات المدرعة رقم 162 “أدان” كانت حاضرة في المنطقة المجاورة في ذلك الوقت. كما فشلت فرقة الدبابات المدرعة رقم 21 والدبابات المدرعة رقم 25 في تنسيق هجماتهم، مما سمح لفرقة الجنرال “أدان” بمواجهة كل قوة على حدة. وتركزت هجمات فرقة “أدان” في البداية على فرقة الدبابات المدرعة رقم 21، حيث دمرت 50-60 دبابة مصرية وأجبرت الباقي على الانسحاب، ثم تحولت جنوبا ونصبت كمينا للواء الدبابات المدرعة رقم 25 ودمرت 86 دبابة من إجمالي 96 دبابة وجميع الناقلات المدرعة التابعة له، بينما فقدت ثلاث دبابات.
- هاجمت المدفعية المصرية صباح يوم 17 تشرين الأول الجسر الإسرائيلي فوق القناة، وأسفر الهجوم عن عدة إصابات. ونفذت القوات الجوية المصرية غارات متكررة، بعضها بمشاركة عشرين طائرة، لتدمير الجسر والطوافات وإلحاق أضرار بالجسر.
- اضطر المصريون لإغلاق مواقع SAM الخاصة بهم خلال هذه الغارات، مما سمح للمقاتلين الإسرائيليين بالتدخل في الهجمات المصرية.
- فقد المصريون 16 طائرة و7 مروحيات، بينما فقد الإسرائيليون 6 طائرات، وتعرض الجسر للأضرار، وتضرر مقر المظلات الإسرائيلي الذي كان بالقرب من الجسر، وأدى ذلك إلى إصابة القائد ونائبه.
- تم إصلاح الجسر خلال الليل، ولكن عددًا قليلاً من القوات الإسرائيلية عبروا، ووفقًا لحاييم هرتسوغ، استمروا المصريون في مهاجمة الجسر حتى توقف إطلاق النار، واستخدموا المدفعية وقذائف الهاون لإطلاق عشرات الآلاف من القذائف على منطقة المعبر.
- حاولت الطائرات المصرية قصف الجسر يوميًا، وقامت طائرات الهليكوبتر بشن عمليات انتحارية لإلقاء براميل النابالم على الجسر ورأس الجسر.
- تضررت الجسور عدة مرات، وكان لا بد من إصلاحها في الليل، وتسببت الهجمات في وقوع إصابات جسيمة وغرق العديد من الدبابات عندما تعرضت أطوافها للضرب.
- تمت هجمات برية على رأس الجسر من قبل الكوماندوز المصريين ورجال الضفادع، بدعم من المدرعات، وتم صدها بفقدان 10 دبابات، كما تم صدهم من هجمات مصرية معاكسة.
خلاف السادات وسعد الدين الشاذلي
بعد فشل الهجمات المضادة في 17 أكتوبر، أدركت هيئة الأركان المصرية ببطء حجم الهجوم الإسرائيلي. في وقت مبكر من يوم 18 أكتوبر، قدمت الصور الأقمار الصناعية السوفيتية للقوات الإسرائيلية التي تعمل في الضفة الغربية للسادات. بسبب القلق، أرسل الشاذلي إلى الجبهة لتقييم الوضع مباشرة، ولم يعد يثق في قادته الميدانيين لتقديم تقارير دقيقة
أكد الشاذلي أن لدى الإسرائيليين فرقة واحدة على الأقل في الضفة الغربية، وأنهم يقومون بتوسيع جسرهم، ودعا إلى سحب معظم دروع مصر من الضفة الشرقية لمواجهة التهديد الإسرائيلي المتزايد على الضفة الغربية. ورفض السادات هذه التوصية بشكل قاطع، بل هدد الشاذلي بمحاكمته عسكريا. ونصح أحمد إسماعيل علي السادات بالضغط من أجل وقف إطلاق النار لمنع الإسرائيليين من استغلال نجاحاتهم.