معلومات عن الاستعمار البريطاني لليمن
مدينة عدن من المدن التي لها موقع جغرافي مميز ولازالت لها موقع يعتبر مطمعا للكثير من الدول، وذلك لأنها تطول على البحر الأحمر والخليج العربي ومنه إلى المحيط الهندي.
استعمار عدن
لهذا السبب، يتضح أن عدن واجهت العديد من محاولات الاستعمار التي هدفت إلى السيطرة على هذه المناطق المائية. فقد أصبحت عدن ضحية الاستعمار العثماني بقيادة سليمان القانوني في عام ١٥٤٨م.
وكان الهدف من هذا الاستعمار هو مواجهة الممتلكات البرتغالية التي تتواجد بالهند وشن غارات عليها من خلال مدينة عدن اليمنية، وذلك العثمانيين فشل ذريع من قبل البرتغاليون مما جعلهم يتراجعون على الفور إلى مدينة عدن لأنها مأمونة بالكامل ومكينة وسيطر العثمانيين على كل المدن اليمنية بما فيهم صنعاء وعدن.
حيل بريطانيا في السيطرة على عدن
لم تكن بريطانيا التي قامت بإحتلال عدد كبير من الدول الأخرى بعيدة عن عدن، بل قامت بالتجسس واستخدام الحيل الدنيئة للاستيلاء على هذه المدينة التاريخية. فقد استخدمت بريطانيا طريقة للتجسس عن طريق مراقبة مدينة عدن واستكشافها، وأرسلت ضابطا يدعى هينز في عام ١٨٣٧م لاستكشاف هذه المدينة عن كثب، وأرسل تقريرا سريعا إلى الحكومة البريطانية يوصي باستعمار عدن، بسبب الموقع الاستراتيجي المميز لها لتحقيق أهدافهم الاستعمارية في العالم بأسره، وأنها يمكنها إقامة قاعدة بحرية فريدة تخدم الإنجليز بشكل كبير.
قام الإنجليز بالقيام بحياة من أجل وقوع عدن في أيديهم حيث كانت في هذه الفترة تقع تحت سيطرة سلطنة لحج اليمنية، حيث أرسلت بريطانيا سفينة تدعى “دريادولت” وكانت هذه السفينة المشئومة اسم يخلد كذكرى سيئة في عقول اليمنيين حيث أعدت السفينة البريطانية أن مجموعة من اليمنيين قد احتلوا السفينة ونهبوا بعض الأمور منها.
وزعموا أن ابن سلطان لحج وعدن هو الذي شجع على عملية النهب، وطالبوا سلطان لحج وعدن `محسن العبدولي` بتعويض عن السفينة أو بالاستيلاء على ميناء عدن. ولقد وافق محسن العبدولي على التعويض مهما كان، ولكن دون التأثير على السياسة اليمنية أو سلب أي مدينة من اليمن، وخاصة مدينة عدن. ولكن لم يكن ذلك من تخطيط البريطانية، بل كانت أطماعهم واضحة في السيطرة على ميناء عد.
أحداث الاستعمار البريطاني على عدن
رفضت التعويض وأصرت على الاستيلاء على عدن كموقع استراتيجي وقاعدة بحرية مميزة، وسيطرت على عدن بالقوة العسكرية.
في ٢٢ يناير ١٨٣٨، وافق محسن العبدولي، سلطان لحج وعدن آنذاك، على تسليم ٧٥ ميلًا من أراضي عدن للاستعمار البريطاني مقابل سداد ديون بقيمة ١٥ ألف عملة، ولكن شرط العبدولي كان أن تكون له السيادة على رعيته في هذه المنطقة.
وقامت الدولة البريطانية باختبار مدى مقاومة الشعب اليمني عن طريقة حيلة الاستيلاء على ميناء صيرة، تقاوم اليمنيون بقوة وعزم من خلال أسلحتهم البدائية التي كانوا يستخدمونها وأجرت السفن الإنجليزية تراجع عن ميناء صيرة، ومنها عرفت بريطانيا أن اليمنيين غير قادرين على الصمود أمام الأسلحة الحديثة.
وبعد ثلاثة أيام من هذا الاختبار في 19 يناير 1839، قصف الإنجليز مدينة عدن بشدة مما أشعل النيران في المدينة، وخسرت قبيلة العبدولي المعركة الغير متكافئة، وسيطر الإنجليز على مدينة عدن، وشعر الأهالي في المدينة واليمن بأكملهم بالحزن.
الحظ حليف البريطانيين
أطلق الضابط هينز سراح القوات المصرية المتواجدة في اليمن بأمر من محمد علي باشا، وكان الهدف من ذلك هو ترك الحكم المصري والانضمام إلى الإنجليز، وبالتالي جعل اليمن فريسة للإنجليز دون مشاركة المصريين. ولكن الحظ لم يحالف الإنجليز، حيث اضطرت القوات المصرية للانسحاب من اليمن بعد تحالف الدول الكبرى ضد محمد علي باشا في عام ١٩٤٠، وعلى هذا الأساس، سيطرت بريطانيا بمفردها على اليمن وأصبحت القوة السيطرة فيه.
سياسة بريطانيا بعد الاحتلال
اضطرت بريطانيا لتهدئة الوضع في اليمن، حيث أبرمت اتفاقية مع العبدولي لتقديم راتب سنوي له. ووافق العبدولي بعد فشله في استعادة عدن ثلاث مرات خلال عامي ١٩٤٠ و١٩٤١. يعود ذلك إلى عدم المساواة بين الإنجليز واليمنيين في القوة والأسلحة. بدأت بريطانيا في تعميق استخدامها وتوسيع سياستها التجارية والصناعية البحرية في اليمن. للأسف، لم تكن عدن هي هدف بريطانيا الرئيسي، بل كانت جزءا من خطأها في السيطرة على البحر الأحمر بأكمله وشمال أفريقيا ومواجهة أي قوى أخرى.
النضال ضد الاستعمار البريطاني في اليمن
ظلت الشعوب اليمنية تناضل من أجل حريتها ولم تستسلم في وجه هذا العدو الماكر، وكانت هناك العديد من الصور التي تشكلت مناضل كبير في وجه الإنجليز، وزاد النضال ووصل إلى ذروته مع اندلاع ثورة المصريين عام ١٩٥٢ التي استطاعت الإطاحة بأسرة محمد على باشا والحكم المملوكي لمصر، هذا الأمر بث روح الأمل والنضال في وجه اليمنيين حتى استطاعوا التخلص من الحكم البريطاني المستبد، حتى خرج آخر جندي بريطاني من أراضي اليمن ٢٧ نوفمبر ١٩٦٧ معلنة عن الحرية والنهوض لليمن مرة أخرى.