معلومات عن اقليم دونباس .. وأهميتها وعدد سكانها
ما هو إقليم دونباس
إقليم دونباس هو الاسم المستخدم للإشارة إلى منطقتي دونيتسك ولوهانسك في شرق أوكرانيا. أوكرانيا هي ثاني أكبر دولة في أوروبا بعد روسيا، وتشهد تاريخا طويلا من المعاناة والتغيرات الكبيرة في تركيبة مجتمعها. في الوقت الحالي، تواجه أوكرانيا وروسيا أزمة كبيرة واضطرابا شديدا بشأن إقليم دونباس
وتعرف دونباس في أوكرانيا باسم بورتمانتو حوض دونيتس وهي اختصار لحوض الفحم، حيث تعتبر أعظم المناطق الغنية بحقول الفحم الواسعة، فالسبب الرئيسي في فرض السيطرة والنزاع عليها هو الثروة الكبيرة التي تحتويها أرض دونباس، حيث إن الاحتياطي من الفحم هناك يكفي دول كبيرة لسنوات كثيرة قادمة، كما أنها أكبر المناطق في أوروبا المتخصصة في إنتاج الصلب والمتخصصة في التعدين.
أهمية إقليم دونباس
كان إقليم دونباس خاليا تماما من السكان، باستثناء مجموعة من القبائل المتفردة في سكنها مثل التتار والمغول، حتى اكتشفت صناعيا. في ذلك الوقت تأسست أول منطقة سكنية تعرف بـسوليدار في عام 1676م، وتحتوي على مناجم الملح الصخري التي تم اكتشافها مؤخرا.
استمرت دونباس تحت السيطرة الأوكرانية حتى القرن الثامن عشر، حيث تمت الغزو الروسي. ومع ذلك، استمرت أوكرانيا في المقاومة لفترة طويلة، واستمر الغزو حتى وصلت روسيا بمزيد من المواطنين الروس واليونانيين والصرب إلى دونباس. أطلقت روسيا حينها اسم “روسيا الجديدة” على المناطق المحتلة، وساعدها في ذلك التوسع الناتج عن الثورة الصناعية التي كانت قائمة في جميع أنحاء أوروبا.
استغلت روسيا كل الموارد المتاحة في الإقليم، واستخرجت الفحم من المناجم وبحثت وتنقبت عن منام ومناطق جديدة في بدايات القرن التاسع عشر، ويعتبر القرن التاسع عشر هو الفترة الفعلية للسيطرة الروسية على المنطقة، على الرغم من محاولاتها السابقة في القرن الثامن عشر.
المركز الرئيسي لرواسب الفحم في دونباس هو نهر دونيتس، وهذا أدى إلى تجمع السكان في المنطقة، حيث ازدهر التطور السكاني في المنطقة وأصبح غالبية السكان روسا والباقي أوكرانيين وبيلاروسيين، وتسمى السكان الشماليون السلفيون، ولا توجد فروق كثيرة بين الثلاث شعوب إلا في اللغة فقط، فهي متحدة في العرق والديانة.
في عام 1869م، أسس جون هيوز، رجل الأعمال الويلزي، مدينة دونيتسك التي تعد أكبر مدن دونباس، وذلك بسبب زيادة النفوذ الروسي وسيطرته على المنطقة، واستمر هذا الأمر حتى تم تسمية المدينة باسم يوزوفكا نسبة لأحد أصحاب مصانع الصلب هناك.
هي البداية الحقيقية لتأسيس دونباس، حيث ظلت المدن تعمر وتكبر وتبنى بها المصانع المعتمدة على الموارد الطبيعية في صناعتها حتى عام 1924م، حتى قدم المزارعون الروس إلى الإقليم وزرعوا وسكنوا هناك دون حقوق ملكية للأراضي، وحينها أطلق السوفيتي على مدينة يوزوفكا اسم دونيتسك.
سكان دونباس
بقيت منطقة دونباس غير مأهولة بالسكان حتى النصف الثاني من القرن السابع عشر، حيث خضعت للحكم الروسي وأصبحت تضم دونيستك ولوهانسك. ثم تحولت إلى منطقة صناعية في أواخر القرن التاسع عشر. في الماضي، كان سكان المدينة يتألفون من الأتراك والمغول والتتار والنوجيس والكيبتشاك والبيتشيجنس والهون فقط. وبعد ذلك، هاجر الروس والأوكرانيون والعديد من الجنسيات الأخرى إلى المنطقة. وأصبحت دونباس واحدة من أكبر المناطق الصناعية في العالم، كما أنها تمثل مصدرا هاما للاقتصاد في أوكرانيا.
يفرض الروس سيطرتهم في اللغة حيث إنهم يفرضوا لغتهم على كل من يسكن الإقليم لذا سنجد كل من يسكن دونباس يتحدث الروسية دون غيرها، كما عمدت روسيا على إرسال 720 ألف مواطن روسي ليسكنوا الإقليم ويقيموا في خمسة مناطق محددة من الإقليم لفرض السيطرة وذلك ما ذكرته وكالة أسوشيتيد برس الاخبارية.
العدد الكبير للروس في إقليم دونباس جعل روسيا تحاول فرض سيطرتها على الإقليم، كما أرسلت قواتها من أجل حماية مواطنيها الروس هناك، ولكن كثيراً من الناس لا يعرف القصة الحقيقية والأهمية العظمى لهذا الإقليم، فدونباس ليست منطقة يسكنها الروس في أوكرانيا وليس مجرد ميناء أو إقليم، الأمر أكبر من ذلك.
يتألف إقليم دونباس المكون من دونيتسك ولوهانسك من 4.5 مليون نسمة، وتشكل الأوكرانيون 52.4٪ من سكان المنطقة، ويشكل الروس 28.7٪،والنسبة المتبقية تتكون من اليونانيين واليهود والألمان ولكن لا تشكل نسبة كبيرة من السكان، وجميعهم يعيشون في منطقة ماريوبول.
على الرغم من أن الروس ليسوا النسبة الأكبر من سكان الإقليم، إلا أنهم يسيطرون على الصناعة في حين يعمل سكان دونباس من الأوكرانيين في مجال الزراعة وهم أهل الريف الأوكراني.
مساحة إقليم دونباس
مساحة دونباس تبلغ 52.3 ألف كيلومتر مربع، ويعتبر إقليم دونباس غنيا جدا بالموارد الطبيعية، ويحتوي على عدة مناجم ومساحات زراعية واسعة، بالإضافة إلى محطات ضخمة لتوليد الطاقة. لذلك، يعتبر مطمعا للعديد من الدول. تنشأ النزاعات حول دونباس بسبب موقعها في شرق أوكرانيا وحدودها مع منطقة روستوف أوبلاست في روسيا، مما يدفع روسيا للمطالبة بحقوقها في السيطرة على هذا الإقليم الذي يعتبر موردا اقتصاديا ضخما لا يمكن التخلي عنه، بغض النظر عن التكلفة.
الصراع القائم في إقليم دونباس
وفقاً للتاريخ فالاوكران في إقليم دونباس يتعرضوا لمزيد من الضغوط والأزمات على مر العصور، وهم عرضة أيضاً للمجاعات حيث تعمد قتلهم جوعا في عام 1932-1933، ففي هذا الحين قام الإتحاد السوفيتي برئاسة جوزيف ستالين بسحب الأراضي من الأوكران وأخذ أي مصدر رزق لديهم بهدف قتلهم جوعاً.
شهدت منطقة دونباس نزاعات مستمرة منذ اكتشاف ثرواتها، حيث تسعى روسيا لفرض سيطرتها عليها بينما تريد أوكرانيا استعادتها، وهذا أدى في عام 2014 إلى وقوع قتال أسفر عن مقتل أكثر من 13 ألف شخص.
وما زال الصراع بين الأوكران والانفصاليون قائم حيث يريد كل منهم فرض سيطرته على المنطقة وذلك برغم توقيع اتفاقية مينسك التي وقعها كلا الطرفين عام 2015، والذي عرفت باسم الصراع المجمد في أوكرانيا وجائت
ومع ذلك، فإن المتمردين الروس يهدفون للسيطرة الكاملة على دونيتسك ولوهانسك، وعلى الرغم من أن اتفاقية لاتفاقية السلام تحدد سيطرة أوكرانيا على الإقليم الذي يقع ضمن حدودها، فإن أوكرانيا قامت باستعمال حقها في التمرد والانفصال، لأن الاتفاقية تظهر بطريقة ظالمة وتحاول تغيير خريطة أوكرانيا من أجل استغلال مواردها، مما أدى إلى بدء الحرب بشكل رسمي في فبراير 2022 .