معركة ماكتان أشهر المعارك في التاريخ الإسلامي
تعتبر معركة ماكتان أحد أهم المعارك الكبرى التي تم تسجيلها في التاريخ الإسلامي، حيث دارت بين المسلمين الفلبينيين والنصارى الإسبان، وشهدت العديد من التفاصيل والأحداث المهمة .
الإسلام في الفلبين
كانت من أهم الجزر التي وصل لها الإسلام قديما عن طريق التجارة هي جزر الفلبين ، تلك التي أسموها المسلمين جزر المهراج ، تلك الدولة التي تضم أرخبيل كبير يتكون من أكثر من سبعة آلاف جزيرة ، تلك التي تمتلئ بالثروات الطبيعية ، و قد بدأ الإسلام في الفلبين تقريبا منذ القرن الثالث الهجري ، و انتشر هناك ابان القرن الخامس ، و بالفعل تم تشييد أول مسجد في هذه المنطقة في عام 679 هجريا .
الفلبين في مواجهة الصليبيين
– كان اكتشاف هذه المنطقة بعد دخول الإسلام على يد أحد البحارة البرتغال ، و كان ذلك عن طريق رأس الرجاء الصالح ، و كان هذا البحار يدعى فرناندو ماجلان ، و قد شهد هذا الوقت تنافس شديد بين البرتغال و أسبانيا ، حيث كان الأسبان في حالة بحث عن أماكن لثروات طبيعية ، في حين كان البرتغاليين يسيطرون على طرق التجارة في هذه المنطقة .
– في أواخر عام 1519 ميلاديا خرج البحارة ماجلان بصحبة حملة بحرية كبيرة لاستكشاف هذه المنطقة ، حتى استقر على سواحل جزر الفلبين ، و هنا ظن أنه قد وصل إلى جزر الملوك التي تشتهر بالتوابل ، وقتها اكتشف أنه أمام جزيرة أخرى تدعى سانت لازار ، كان أهلها وثنيين ، و هنا قدم لهم ماجلان عرض أن يكون ملكها هو الحاكم على كافة الجزر مقابل اعتناق المسيحية ، و على أن يكون تحت سيطرته .
انتقل بعد ذلك من هذه الجزيرة إلى جزيرة ماكتان التي كان يحكمها سلطان مسلم يدعى لابو لابو، وعندما علم الأسبان بإسلام سكان هذه الجزيرة ، بدأوا في إشعال النيران والسرقة والنهب ، وقرر ملكهم تأديب لابو لابو .
معركة ماكتان
– قام ماجلان في هذا الوقت بعمل خطبة في أهل الجزيرة ، اتسمت طريقته فيها بالاستعلاء الشديد ، لدرجة أنه قال لهم أنه أولى بهذه الحضارة منهم فقط لكونه من الجنس الأبيض ، و هنا رد عليه السلطان لابو لابو بعزة شديدة موضحا أن الدين لله ، و أن الله هو الذي يعبد من كافة البشر مهما اختلفت الوانهم .
– في السابع و العشرين من أبريل من عام 1521 ، توقفت السفن الخاصة بماجلان بالقرب من الشاطئ ، و بدأت في تجهيز الأسلحة و العساكر ، في حين وقف أهالي الجزيرة فقط ببعض الأسلحة البسيطة من رماح من الأخشاب و سيوف قصيرة ، و هنا التقى الجانبين ، و الجدير بالذكر أن المعركة على الرغم من عدم التكافؤ الواضح بين الطرفين ، إلا أنها كانت معركة شديدة الضراوة .
في البداية، كانت المعركة حذرة للغاية حتى هاجم ماجلان لابو لابو ووجه له ضربة قوية، ولكن لابو لابو تجنب الضربة ورد عليه بضربة تخترق عنقه، واستمر الجانبان في الصراع حتى قتل ماجلان. هنا بدأ الصيادون يصيحون باسم لابو لابو، وكان لهذا الأمر أهمية كبيرة في نفوس الجيش الإسباني، خاصة عندما رفض لابو لابو تسليم جثتهم، وقرر دفنه في جزيرة اعتبرت رمزا لنصرة المسلمين. بعد ذلك، فرت الأسطول هاربا وتركوا جثة قائدهم .
تركت هذه المعركة أثرًا سيئًا جدًا في نفوس الأسبان والبرتغاليين على حد سواء، وحدثت العديد من التفاصيل في بلادهم، وبعدها قرروا الانتقام وفتك المسلمين في الفلبين، وأرسلوا العديد من حملات التنصير .