تميز عصر الدولة العثمانية بالعديد من المعارك والفتوحات، وكانت معظمها تحسم لصالح الدولة العثمانية، مما زاد من سيطرتها وفرض نفوذها على العديد من البلدان .
الخلفية التاريخية للمعركة
– في البداية، عبرت عدة مدن يونانية عن غضبها واستيائها من الحكم العثماني في عام 1820. في ذلك الوقت، حاول السلطان محمود الثاني تدارك هذا التمرد والسيطرة عليه، وذلك بإرسال جيش قاده خورشيد باشا لقمع الثوار. لكن هذه القمع فشلت، وبالتالي تم الاعتماد على محمد علي في تجهيز الجيش الذي توجه بالفعل إلى المنطقة .
بعد ذلك، استطاع إبراهيم باشا إعادة السيطرة على أثينا، وتدخلت الدول الأوروبية لدعم الثوار، وحدثت معركة نافارين التي أدت إلى هزيمة أسطول محمد علي. طلب محمد علي باشا حكم الشام كتعويض عن أسطوله، لكن السلطان العثماني رفض ذلك، فشن محمد علي حملات عسكرية في المنطقة وتمكن فعلا من استعادة العديد من المناطق في الشام وحدثت عدة معارك .
معركة قونية
– في الثاني عشر من ديسمبر من عام 1832 ، تمكنت طلائع الجيش العثماني من الوصول إلى مدينة قونية ، و في هذا الوقت قام ابراهيم باشا بمناوشتهم من أجل اختبار قوتهم ، و بالفعل تمكن من اكتشاف ضعفهم و أجبرهم على القتال ، بعدها تقدمت جيوش رشيد باشا إلى قونية ، و قام كل من رشيد باشا و إبراهيم باشا بترتيب الجيوش .
– كان الجيش المصري وقتها على مقربة من ميمنة الجيش ، وقتها كان الطقس شديد الوعورة ، و هنا اصطف الجيشان و تم ترتيب خطة للهجوم ، و كان الهجوم على جيش العثمانيين أمر لا يحمد عقباه ، و نظرا للوعورة الشديدة في الطقس حدث خلل في جيش المصريين ، مما أجبر إبراهيم باشا للاتجاه إلى بئر نمرة .
قام إبراهيم باشا بتفحص الجيوش العثمانية واكتشف أهم الأخطاء التي ارتكبها هذا الجيش، والتي تتمثل في ضعف السيطرة بين الفرسان والمشاة في الجيش، ووجود عزلة قوية بين الجانبين. استغل هذه الفرصة وأمر بالهجوم، وقام بتنفيذ الخطة التي وضعها بنفسه. وبالفعل، تمكن المصريون من قصف قذائف العثمانيين، مما اضطر العثمانيين إلى التراجع نحو الشمال. كان تراجعهم في هذا الوقت فوضويا للغاية، بينما استمر المصريون في تنظيمهم حتى عبروا منتصف ساحة المعركة .
قامت القوات المصرية بتوجيه ضربات قوية أجبرت العثمانيين على تسليم السلاح، وعندما علم الصدر الأعظم بالهزيمة، حاول جمع الجيش مرة أخرى ونشر الحماس الوطني بين المقاتلين. للأسف، اضطربت رؤيته بسبب تكاثف الضباب في تلك اللحظة، مما أدى إلى سقوطه في أيدي المصريين. تم أسره وقاده أبراهيم باشا وتم تجريده من السلاح .
بقيت الكفتان متنازعتين في هجوم متبادل حتى تم تدمير جيش العثمانين بالكامل، وفروا الفلول إلى الجبال .
نتيجة المعركة
انتهت هذه المعركة بخسارة العثمانيين وفوز واضح للجيش المصري، مما فتح الباب أمام إبراهيم باشا للسيطرة على العديد من المدن، حيث استطاع احتلال كوتاهية وماغنيسيا وغيرها من الأماكن. وفي نفس الوقت، حاول العثمانيون الاستعانة بالأوروبيين، وعلى رأسهم روسيا وبريطانيا، للتصدي للجيش المصري، وهنا بدأ التدخل الأوروبي، حيث انتهى الأمر بتصاعد الصراع بين فرنسا وبريطانيا فيما يتعلق بالمسألة المصرية، وتم توقيع اتفاقية كوتاهية، بالإضافة إلى الحملة الفرنسية لاحقا .