معركة عمورية أشهر معارك العصر العباسي
جرت معركة عمورية في عام 223 هجري بين العباسيين والإمبراطورية البيزنطية، وكان العباسيون تحت إمارة الخليفة المعتصم بالله، والبيزنطيون تحت قيادة توفيل بن ميخائيل. وفاز حليف الخلافة العباسية في المعركة .
الخلفية التاريخية لمعركة عمورية
استمرت المعارك بين المسلمين والبيزنطيين لمدة قرابة قرنين من الزمن، ولكن بشكل متقطع، حتى تم عقد هدنة استمرت لمدة 20 سنة، إلى أن حدثت فتنة في عهد المأمون وأدت إلى نشوب هذه الحرب .
كان توفيل مختلفًا عن كل من حكموا الإمبراطورية البيزنطية، حيث على الرغم من تمسكه بعقيدته المسيحية، إلا أنه كان يؤمن بحظر الأيقونات ويكره تجسيد الشخصيات المسيحية في الصور، وحُكِمَ عليه من قبل الحكام البيزنطيين بالقوة .
– بالنسبة لحال العباسيين في وقت الحرب، كانوا معرضين لعدة أخطار، ومن بينها خطر بابك الخرمي والذي كان يهدد الخلافة العباسية. حاول المأمون التخلص منهم، لكنه لم ينجح، وتمت القضاء عليهم فعليا في عهد المعتصم بالله .
– بابك الخرمي كان هو السبب في إشعال الحرب بين البيزنطيين و المسلمين ، عن طريق تحريضه للبيزنطيين بمهاجمة المسلمين ، و قد استجاب فعليا ملك الروم لهم ، و قام بتجهيز جيش قوي و بدأ في مهاجمة المسلمين ، و أخذ يقتل و يأسر فيهم ، و قد بلغ عدد النساء اللاتي وقعن في أسره ألف إمرأة .
أهمية مدينة عمورية
عمورية هي أصغر المدن التابعة للأمبراطورية البيزنطية ، و قد قيل أنها كانت أقوى حصون الرومان ، و قد قيل أيضا أنها عندهم أشرف من القسطنطينية .
تفاصيل معركة عمورية
قام الخليفة المعتصم بالله بتجهيز جيش كبير وإرساله إلى سروج للإعداد للمعركة، وقسّم الجيش إلى فرقتين وتمكنوا من مواجهة البيزنطيين في العديد من المعارك، بما في ذلك آيزن ودزمون، وحقق النصر عليهم، ثم تمكن من التوجه إلى عمورية .
واصل الجيش سيره إلى عمورية، وفي ذلك الوقت وصلت بعض الشائعات إلى القسطنطينية بأن توفيل قد قتل، مما أدى إلى ثورة عارمة في القسطنطينية، وفي ذلك الوقت لم يتمكن من مساعدة عمورية أو إمدادها، وأرسلوا للمعتصم طلبا لترك عمورية مقابل إطلاق سراح الأسرى، واستمر الحصار على عمورية لمدة 11 يوما حتى تم نشر القادة المسلمين على الأبراج المحيطة بها .
– و يذكر في هذا الوقت أنه كان هناك أحد الأسرى المسلمين ، الذي تنصر عند وقوعه في الأسر و تزوج منهم ، و فور رؤيته للجيش الإسلامي رجع للإسلام مرة أخرى ، و خرج للخليفة و أخبره بأن السور الذي يحيط بالمدينة به ثغرة ، يمكنه الدخول منها و من هذه الثغرة تمكن المعتصم من دخول المدينة .
في ذلك الوقت، قام نائب عمورية بإرسال العديد من الرسل لطلب المساعدة من البيزنطيين، ولكنهم اُسروا من قِبَل المسلمين .
تمكن المعتصم من دخول عمورية وبدأ المسلمون يهللون ويصيحون، وتمكنوا من تفريق الروم، ويذكر أن الروم كانوا يختبئون في كنيسة كبيرة هناك لتنفيذ خطتهم لمهاجمة المسلمين، ولكن المسلمين اكتشفوا ذلك وقضوا على الروم، وتم القبض على حاكم المدينة ووضعه في الأسر .
يشار إلى أن سقوط عمورية كان له وقع قوي على الروم، حيث مات توفيل من شدة حزنه عليها. ويعتبر هذا الوقت نهاية حكم الروم وقواتهم، بالإضافة إلى أن فتح عمورية مكن المسلمين من التمدد وفتح العديد من البلدان .