العالمحروب

معركة بروزة وانتصار العثمانين على العصبة المقدسة

العصبة المقدسة هي تحالف قصير المدى كان بين عدد من الدول المسيحية تحت قيادة البابا بولس الثالث، وتم إنشاؤها لدعم جمهورية البندقية ضد العثمانيين .

العصبة المقدسة
العصبة المقدسة هو تحالف تأسس عام 1538، وكان هذا التحالف قصير الأمد وتحت ترتيب البابا بولس الثالث، ويشير هذا الاسم إلى عدد كبير من أنواع التحالفات التي عرفت على مراحل التاريخ، وتم تمييز هذه المراحل بالسنة التي تأسست فيها التحالف .

في عام 1537، نجح خير الدين بربروسا، القائد الأعلى للأسطول العثماني، في حصار جزيرة كورفو، وهي إحدى أكبر المعاقل التابعة لجمهورية البندقية، لدرجة أنه كاد يفتحها. هنا، شعر العالم المسيحي بقوة العثمانيين وتهديدهم لهم، وتشكلت العصبة وجمعت عددا كبيرا من السفن لمواجهة الجيش العثماني، وخاضوا معركة بروزة البحرية .

إنشاء العصبة المقدسة
– بعد الحصار الذي فرضه العثمانيين على جزيرة كورفو الواقعة في البحر الأدرياتيكي ، تم نقض معاهدة السلام التي كانت موقعة بين العثمانيين و البنادقة ، و هنا واجه العثمانيين مقاومة شرسة من الجانب البندقي ، و بشكل خاص أنهم كانوا قد جهزوا مدفعيتهم لمواجهة الجيش العثماني ، و قد استمر هذا الحصار لفترة امتدت لأسبوعين ، و بعدها قام العثمانيين بالإنسحاب متجهين للشرق في منطقة أدرنة .

تم إنشاء العصبة المقدسة في عام 1538 بسبب الأحداث التي حدثت والتي دعت إلى ذلك، وهدفها صد هجوم العثمانيين المتوقع في العام التالي. نجح البابا بولس الثالث في وقف الحرب بين الملك فرنسوا الأول وشارلكان، وتم عقد معاهدة بينهم وعرفت بهدنة نيس. انضمت جمهورية البندقية أيضا إلى العصبة المقدسة بعد نقاشات عديدة في مجلس الشيو .

أما بالنسبة لأعضاء العصبة المقدسة، فكانوا عبارة عن تحالف مسيحي شمل دولة الباباوية وفرسان مالطا وجمهورية البندقية وأسبانيا وجمهورية جنوة ومملكتي نابولي وصقلية .

الاعدادات البحرية
بعد إنشاء التحالف، تم تشكيل أسطول كبير لمواجهة القوات العثمانية، وتألف هذا الأسطول من 120 سفينة من قادس وفوستا و300 سفينة أخرى، وتم تجميع هذه السفن بالكامل في جزيرة كورفو، وتم تعيين الأميرال أندريا دوريا كقائد أعلى لهذا الأسطول .

معركة بروزة
تم خوض المعركة داخل خليج أكتيوم في عام 1538، وانتصر فيها الأسطول العثماني على العصبة المقدسة .

شهدت هذه المعركة تحركات كثيفة من قبل الأوروبيين استجابة لدعوة البابا في روما، بحيث كانت الجانب الصليبي يتألف من 600 قطعة بحرية، و302 سفينة حربية، وعدد هائل من الجنود الذين كانوا من أسبانيا والنمسا والبندقية .

– التقى الأسطولان في البحر ، و بينما قام الجانب الصليبي بالتجهيز لضرب الجانب العثماني ، قام العثمانيين بتسديد ضربة قوية لهم كانت سببا في تفريق سفنهم ، و كانت سببا أيضا في هروب القائد الصليبي من المعركة ، و بعد ذلك استمرت المعركة لمدة خمسة ساعات تقريبا ، و انتهت لصالح العثمانيين .

كان هذا الانتصار سببًا في سيطرة العثمانيين على البحر المتوسط بالكامل، واستمرت هذه السيطرة لفترة طويلة حتى معركة ليبانتو .

انتهت الأمور في الجانب الأوروبي بحالة من الرعب والفزع، وتأكدوا من أنهم لن يستطيعوا مواجهة الجيش العثماني، وزاد الأمر سوءا بسماعهم للاحتفالات التي اقامتها الدولة العثمانية احتفالا بسيطرتها، وكان ذلك أكثر تحالفا صليبيا عرف في التاريخ .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى