مظاهر الحياة الاجتماعية في العصر الجاهلي
مظاهر الحياة الاجتماعية الحسنة في العصر الجاهلي
هي مجموعة من القيم والأشياء المعتادة والسلوكيات المنتشرة داخل الحياة العربية، وهذه العادات تتضمن مجموعة من السلوكيات التي يمكن أن تكون إيجابية أو سلبية، ومن بين العادات الإيجابية التي تميزت في العصر الجاهلي:
- الكرم
يعتبر الصفة المذكورة أحد أعظم صفات العرب التي تدل على فخرهم، وتعبر عن الصفات الإنسانية التي يتم غرسها داخل العرب الأصليين والتي كانت ضرورية للبقاء والتأقلم مع البيئة الاجتماعية والطبيعية في المجتمع.
الكرم ليس مقتصرًا على الطبقة الغنية التي تمتلك المال دون غيرها، ولكنه يتعلق أيضًا بالقدرة والاستطاعة على تحمل الصعاب والشدائد التي يخلقها الزمن وكيفية التصدي لها، وهذا يعد أيضًا شيئًا يستحق الفخر والعظمة.
كانت واحدة من المواقف التي تبين الكرم بين العرب هي وضع الأواني التي يمتلكونها في الجزء الأمامي من المنزل وإشعال النيران فيها في الليل، حتى يستطيع الضيوف استخدامها والاستفادة منها.
- حسن الجوار
يوضح قانون الجوار الهيكل الطبيعي للحياة العربية التي تشهد العديد من الصراعات والمعارك والحروب، حيث يسود القوي على الضعيف، وبالتالي تلجأ القبائل إلى طلب الجوار من قبيلة أكبر حجمًا للدفاع عنها.
تصبح القوة الرادعة للفرد في حفظ حياته وممتلكاته وحماية نفسه وحكم الجوار من خلال إعلان الطرفين معًا عن القبول بشكل علني أمام الجميع، ويجب على المواسم والأسواق شهادة على ذلك.
بعد ذلك، يكون من واجب المدير حماية وصون جاره، وفي العصور الجاهلية كان من الضروري أن يحظى الجار بحرية كبيرة، وقد أكد القرآن الكريم أهمية هذه القيمة الإيجابية.
فهي تمثل قيمة إنسانية تهدف إلى حفظ النفس البشرية وحمايتها، وثبات الدعائم التي يقوم عليها المجتمع الجاهلي، وهذا يؤكد مبدأ الانتماء للقبيلة والمجتمع.
- الحكمة
كل قصائد العرب تحتوي على الحكمة والموعظة الحسنة، فهي نتائج استخلاصية وتجريبية للتجارب الحياتية بشكل إنساني وفي إطارات معينة، وتصبح مرآة صادقة لقياس مسارات الحياة باستخدامها.
بالإضافة إلى ذلك، توضح هذه المجموعة من الفلسفات الميول الأخلاقية والسلوكية والعقائدية، ويتم صياغتها بلغة وأسلوب يتناسب مع مختلف الأشخاص لتمكينهم من قراءتها وفهمها، وبالتالي يتم الكشف عن المعلومات التي كانت مجهولة بسبب عدم تجربتها وتجربة الحياة والمواقف.
يمكن اعتبار الحكمة أحد أشكال النصح التي يمكن أن نقدمها للناس بشكل عام وللأقارب بشكل خاص، بالإضافة إلى أنها خلاصة الحياة التي يمكن وصفها بأنها إنتاجية فكرية إبداعية وسلوكية.
- الوفاء بالعهد والميثاق
كان الإنسان العربي القديم مطالبا بتبني مجموعة من القيم داخل حياته الاجتماعية، بما في ذلك الوفاء بالعهود والذمم والميثاق، حيث تكتسب الأغلبية من بيئتها مجموعة القيم السائدة.
يمتلك العربي كرامة عالية ولا يتقبل الخيانة والغدر، والوفاء بالوعود هو صفة تربى عليها العربي بجانب الكرم والجود. وتعود هذه الصفات إلى الظروف الصعبة التي تسود البيئة التي يعيش فيها العربي.
- -صون العرض بالمال
يعتبر عرض الإنسان شرفه وكرامته وحياته، ويمكن تعريف العرض بأنه الشيء الأكثر شرفًا وأهميةً لدى الإنسان العربي، ومن الضروري الحفاظ على العرض والدفاع عنه، وعلى من يريد الاعتداء على العرض أن يتعرض للتهديدات والعقوبات.
- الشجاعة
إحدى صفات العرب هي أن الصحراء لعبت دورا كبيرا في تنشئة الشباب، حيث يقال إن من يتمتع بمقاييس الشجاعة والبطولة سيخوض التحديات والمغامرات ويسيرون في الأرض بدون خوف أو تردد، وهذا ما يميز الفارس الشجاع المجاهد.
مظاهر الحياة الاجتماعية السيئة في العصر الجاهلي
ومن سلبيات العصر الجاهلي في الحياة الاجتماعية:
- الثأر
وهو عرف ترسخ في النفوس بفعل الطبيعة، وكانت وجهة نظرهم تجاهه كحاجز يمنع قتل الناس بعضهم البعض، وبدون الخوف من الثأر، فإن القتل سينتشر بين الأفراد.
يقال إن الدم لا يعوض إلا بالدم، وفي حالة تعويض المقتول بالمال، فإنها مذلة ولا تقدم إلا لأصحاب النفوس الضعيفة، وبعضهم يقول أن الثأر يحمي من النجاسة التي نتجت عن أهل القتيل، ويطهركم ويعيد الكرامة للطرف الآخر.
- الخمر ومجالس الشرب
كان شرب الشاي من بين أشكال المتع العربية القديمة التي كانوا يولون اهتمامًا بها
- الميسر والقمار
وهي واحدة من أشكال الترفيه الشائعة بين الرجال.
- الرثاء
يتضمن الرثاء العديد من الأنواع، مثل رثاء الأب والابن والأخ والصديق، وقد يكون الشاعر ينوي الرثاء لنفسه، وهناك أيضًا أشكال أخرى من الرثاء مثل الندب والعزاء والتأبين، بالإضافة إلى بعض الصفات السيئة
- لغدر والخيانة وعدم الوفاء بالعهد والميثاق.
- البخل والشُح.
- البغض والكره بين الأهل.
- الهجاء
الحياة الدينية في العصر الجاهلي
بدأ العصر الجاهلي بديانة الوثنيين الذين يؤمنون بتعدد الآلهة وكثرتها، وكانت في ذلك الوقت هناك العديد من الديانات التي كانت ينتمي إليها كل جماعة.
يوجد جزء موحد بالله ومؤمن، ومنهم جزء يعبد الأصنام وجزء يهودي وجزء نصراني، وكان أهل الحجاز ونجد يعبدون الأصنام، ومنها:
- هُبَل كان يعد من أعظم أصنام أهل قريش، وهو عبارة عن عقيق أحمر يشبه شكل الإنسان، ولكن يده مكسورة .
- مناة هي صنم على شكل صخرة تم إقامتها على ساحل البحر بين مكة والمدينة.
- يتحدث الناس عن ساف ونائلة ويُعتقد أنهما شخصان تم تحويلهما إلى حجرين بسبب ارتكابهما أعمالًا سيئة، وكان الناس يعبدون هذين الحجرين.
- اللات هي صخرة بيضاء مربعة الشكل، ولها حجاب وكسوة تشبه كسوة الكعبة للاستخدام في التبرك.
- بالإضافة إلى العديد من الآلهة الأخرى مثل زو الشري والطاغوت وود وسواع ويعوق ونسر ويغوثوالفلس وعائم وغيرهم
الحياة الثقافية في العصر الجاهلي
كان الشعر في عصر الجاهلية من الصفات الطبيعية التي تتمتع بها جميع الناس بمن فيهم اللصوص والمجانين، ولذلك كان الجميع يشجعون أولادهم على تعلم الشعر الذي يحتوي على الحكم الحياتية والمآثر والسير.
كانت جميع القبائل تتوجه لتهنئة القبيلة التي يبرع فيها شاعر متميز ويحتفلون بالمزمار، حيث كان الشعر من أكثر الأشياء التي يُكرم بها الناس بين أفراد قبيلتهم، وكان للشعر العديد من الأنواع الثقافية، بما في ذلك الشعر التعليمي الذي يحوي حكمًا للحياة.
يتميز الشعر الغنائي الذي يعبر عن المشاعر وينشر الأحاسيس بصدقه، بينما يتميز الشعر المفاخر والاعتزاز بتمجيده للنفس والقبيلة والموت، وربما يكون الدافع وراء ذلك تعويض النقص الذي يسيطر على حياة الشاعر.