مضاعفات داء كرون غير المعالج
ما هو داء كرون
مرض كرون هو مرض التهابي يؤثر على أي جزء في الجهاز الهضمي، ولكن يؤثر في الغالب على نهاية الأمعاء الدقيقة (اللفائفية) أو القولون أو كليهما. أسباب مرض كرون غير معروفة، ومن بين العوامل التي تسبب المرض هي الجهاز المناعي والجينات والبيئة.
الأشخاص الذين يعانون من مرض كرون معرضون للإصابة بالعدوى المعوية التي تسبب المضاعفات.
لا يوجد علاج لمرض كرون، ولكن يمكن إدارة الأعراض عن طريق العلاج الفعال، وعدم العلاج يؤدي إلى تفاقم المرض وقد يحدث مضاعفات خطيرة نتيجة ذلك.
لمَ يحتاج داء كرون للعلاج
علاج مرض كرون يتضمن العديد من الخيارات، مثل الأدوية والتغييرات الحياتية والعلاجات المكملة والبديلة والجراحة. يجب علاج مرض كرون لأنه لا يسبب فقط قرحات في الجهاز الهضمي، بل يترافق أيضا مع اضطرابات في العين والجلد والمفاصل وأجزاء أخرى من الجسم.
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أعراض وعلامات، قد يبدو التهاب الأمعاء عاملاً لا يستدعي القلق، ولكن إذا استمر فقد يسبب اضطرابات صحية خطيرة، وبعض هذه الاضطرابات قد تستغرق وقتًا للظهور وتسبب الأعراض.
مراحل وتطور داء كرون
داء كرون هو مرض مزمن، مما يعني أنه يمكن أن يصاحب الشخص طوال حياته. ويمكن أن يتطور هذا المرض مع مرور الوقت، حيث يمكن للأعراض أن تتدهور، ولكن ليس دائمًا. ويمكن أن يزداد سوء داء كرون مع مرور الوقت، لأن الالتهاب يمكن أن يؤثر على الجهاز الهضمي.
يستطيع الأطباء علاج مرض كرون لإيقاف أو تقليل الالتهاب، ويمكن أن يساعد التشخيص المبكر للمرض في بطء تطوره والوقاية من حدوث أضرار أخرى.
لا يوجد نظام تطوري محدد لعلاج الكرون، وبالتالي لا يمكن التعرف على المراحل التي يمر بها المرض، ومن الصعب في بعض الأحيان توقع كيفية تطور المرض.
مضاعفات داء كرون
الأعراض المتكررة
تتميز أعراض داء كرون بالظهور والاختفاء المتكرر، حيث يمكن للشخص أن يعاني من فترة شديدة من المرض تليها فترة راحة من الأعراض، وقد تستمر هذه الفترة من عدة أسابيع إلى عدة سنوات. ومع العلاج، يمكن للشخص أن يطيل فترة الراحة.
الأعراض الشائعة لداء كرون تتضمن:
- ألم في البطن
- الإمساك
- الإسهال
- الغثيان
- نزف المستقيم
من بين الأعراض الأخرى التي يمكن أن تظهر في حالة مرض كرون: الحمى، وألم في المفاصل، والنتوءات الحمراء الرقيقة تحت الجلد، وقد يكون ذلك مؤشرًا على وجود التهاب خارج الأمعاء. ويعد فقدان الشهية والوزن من الأعراض الشائعة أيضًا لمرض كرون.
المضاعفات المعوية
عند تطور داء كرون، يمكن أن يؤثر على الأمعاء بشكل يتجاوز آثار الانزعاج العابر ويسبب أعراض أكثر خطورة، وتشمل ذلك:
- الخراجات: يتراكم القيح في الأمعاء أو في مناطق أخرى من الجهاز الهضمي أو الأنسجة المحيطة، ويتضخم ويسبب الحمى والألم والتهابًا.
- الشقوق: يحدث التشقق حول وداخل فتحة الشرج، مما يسبب ألمًا في المستقيم ونزيفًا أثناء حركة الأمعاء.
- النواسير: تمكن هذه القرحات المؤلمة من الالتحام بأجزاء من الأمعاء أو اختراق المثانة أو المهبل.
- الانسداد: يمكن أن يتسبب الالتهاب الناتج عن داء كرون في زيادة سماكة بطانة الأمعاء وتضيقها، وهذا يعيق حركة الطعام أو الفضلات في الجسم.
- القرحات: القرحات تختلف عن النواسير، حيث تتشكل في الأمعاء أو الشرج أو مناطق أخرى، بينما النواسير تربط بين الأعضاء المختلفة ببعضها البعض.
مضاعفات الجلد
تعاني حوالي 1 من كل 5 أشخاص من مرض كرون، وتتجاوز الأعراض الأمعاء وتؤثر على الجلد
- البثور: قد يعاني الأشخاص المصابون بمرض كرون لعدة سنوات من ظهور بثور على الركبتين والمرفقين والأيدي والأقدام.
- النواسير: يمكن للبواسير أن تصل إلى الجلد، ويمكن للقيح أو البراز التسرب منها
- النتوءات الحمراء: يمكن ظهور نتوءات حمراء على الساقين أو الكاحلين أو الذراعين، الأمر الذي يسبب الألم.
- السديلة الجلدية: قد تتطور حول فتحة الشرج، وقد تسبب احتباس البراز وتسبب المزيد من التهيج
- التهاب الأوعية الدموية: قد يسبب احمرار الجلد وفي بعض الأحيان يمكن أن يؤدي إلى ظهور القرحات.
الأمراض الالتهابية الأخرى
داء كرون ليس الاضطراب الوحيد المرتبطبالالتهاب، فالأشخاص المصابون بهذا المرض يتعرضون بشكل أكبر للإصابة بأمراض التهابية أخرى، وهذا يشمل:
- التهاب الفقار اللاصق: على الرغم من أن التهاب المفاصل الروماتويدي يسبب التهابا مؤلما في العمود الفقري، إلا أنه يسبب أيضا التهابا في القلب والعينين والرئتين.
- التهاب المفاصل: يعتبر الألم والتورم في المفاصل من بين المضاعفات غير المعوية الشائعة لمرض كرون.
- الصدفية: يكون هذا المرض الذي يسبب حكة وتقشر في الجلد عرضةً للحدوث بمعدل ست مرات أكثر لدى الأشخاص المصابين بداء كرون مقارنةً بالأشخاص العاديين.
داء كرون وسرطان القولون
يزيد مرض كرون من خطر الإصابة بسرطان القولون، ويبدأ هذا الخطر بعد حوالي 8-10 سنوات من تشخيص المرض، ويعتمد أيضًا على شدة الالتهاب في القولون.
الأعراض الأولية للإصابة بسرطان القولون تشابه أعراض داء كرون وهي تتضمن:
- نزف في البراز
- تغييرات في حركة الأمعاء التي تستمر لعدة أيام
- شعور مستمر بالحاجة للتغوط
- ألم في البطن والتشنجات
- فقدان الوزن
للأشخاص الذين يعانون من مرض كرون لفترة تزيد عن 8 سنوات، يوصي الأطباء بإجراء فحوص للكشف عن سرطان القولون.
مضاعفات داء كرون لدى الأطفال
عادة ما يتم تشخيص مرض كرون بين سن 15 و 35 عاما، على الرغم من أنه قد يؤثر على الأشخاص في أي عمر. ووجدت بعض الأبحاث أن حوالي 10% من جميع الحالات الجديدة تحدث لدى الأطفال. يمكن أن يسبب مرض كرون لدى الأطفال مضاعفات خطيرة، بما في ذلك
- اضطرابات الصحة العقلية: يعاني الأطفال المصابون بمرض كرون من اضطراب في المهارات الاجتماعية وزيادة معدل الاكتئاب.
- بطء في النمو: يمكنُ لداءِ كرونِ أن يتسبَّبَ في بُطءِ نموِّ الطفلِ ويمكنُ أيضًا أن يُؤخِّرَ بدايةَ البلوغِ.
- الجراحة: يحتاج حوالي 1 من كل 3 أطفال يتم تشخيصهم بداء كرون إلى إجراء عملية جراحية في غضون خمس سنوات.
هل يسبب داء كرون الموت
على الرغم من عدم إمكانية شفاء داء كرون، فإن العلاج يمكن أن يحسِّن حالة المريض وتأخير تطور الالتهاب المزمن والمضاعفات، ويمكن أن يعيش الأشخاص المصابون بالمرض لفترة زمنية مماثلة لتلك التييعيشها الأشخاص الأصحاء.
على الرغم من ذلك، يمكن أن تكون بعض المضاعفات مثل سرطان القولون أو النواسير أو انسداد الأمعاء مميتة إذا لم يتم علاجها، ولذلك يجب رؤية الطبيب عند ظهور أعراض مرض كرون.
متى يجب رؤية الطبيب
يجب رؤية الطبيب في حال ظهور الأعراض التالية:
- وجود نزف في البراز
- ألم في البطن
- الإسهال الذي لا يتحسن بالأدوية التي تؤخذ بدون وصفة طبية
- فقدان الوزن أو الحمى غير المفسرة
في حال كان لدى الشخص اقتراحات حول العلاج، يجب الحديث إلى الطبيب، كلما زادت المعلومات التي يمتلكها الشخص حول هذا المرض، كلما زادت احتمالية اختيار أفضل العلاجات المناسبة لحالته المرضية.