مضاعفات جراحات السمنة وإنقاص الوزن

ربما تكون العمليات الجراحية للسمنة الخيار الوحيد لبعض الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن ويحتاجون إلى المزيد من الحمية الغذائية وممارسة الرياضة. هذا يؤدي إلى اعتماد بعض الحالات على العمليات الجراحية لتخفيض 30% إلى 50% من الوزن الزائد في غضون 6 أشهر .

مع أن الاستسلام لعمليات الجراحة هو قرار صعب، إلا أنه يتطلب الامتناع عن تناول الكثير من الطعام بعدها والالتزام بنظام غذائي ونشاط بدني طوال الحياة للحفاظ على الوزن الذي تم فقده، وهي عملية جراحية كبيرة وتحمل بعض المخاطر .

لذلك، يجب عليك التحدث مع طبيبك حول الخيارات المختلفة واتخاذ القرار المناسب لحالتك، والتعرف على النتائج المرتبطة بهذا القرار .

كيفية عمل جراحات إنقاص الوزن :
هناك بعض عمليات إنقاص الوزن التي تعتمد على تقليل حجم المعدة ومنعها من التمدد إلى الحجم الأقصى. وعندما يتم إجراء الجراحة، يصبح الحجم الأقصى الذي يمكن للمعدة تحمله حوالي كوب واحد فقط بدلاً من ستة أكواب كما هو الطبيعي، مما يجعل المريض يشعر بالشبع بشكل أسرع وبالتالي يأكل كمية أقل من الطعام لخسارة الوزن .

وهناك بعض الجراحات الأخرى التي تعتمد على تغيير مسار جزء من الأمعاء، مما يؤدي إلى امتصاص عدد أقل من السعرات الحرارية، وبالتالي تساعد على فقدان الوزن .

تستخدم معظم جراحات السمنة في الوقت الحالي جراحات “المناظير” التي تتمثل في إنشاء جروح صغيرة بدلاً من عمل جرح كبير في البطن. ويتم إدخال أدوات صغيرة وكاميرا خلال الجروح، ويتم إجراء العملية الجراحية بينما يشاهد الجراح شاشة الفيديو .

في بعض الحالات النادرة، يلجأ الجراح إلى عمل فتحة كبيرة في منتصف البطن .

الأنواع المختلفة لجراحات السمنة وإنقاص الوزن :

1- جراحة تحويل مسار المعدة ROUX-EN-Y  :
تعد عملية إنقاص الوزن هذه من أكثر الجراحات شيوعًا حاليًا .

أولا : يقوم الجراح بتجزئة المعدة إلى قسمين، أحدهما كبير والآخر صغير، ثم ينشئ كيسا صغيرا عند الجزء الأصغر .

ثانيا : يقوم الجراح بفصل هذا الكيس من الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة المعروف بـ `الإثنى عشر`، ثم يعيده ليتم وصله مرة أخرى بالمعدة في الجزء الآخر من الأمعاء الدقيقة المعروف بـ `الصائم`، ويعتبر هذا تغييرا في المسار .

بعد إجراء هذه العملية الجراحية، يشعر المريض بالشبع عند تناول كمية أقل من الطعام مما يؤدي إلى فقدان الوزن، كما تساعد على امتصاص عدد أقل من السعرات الحرارية مما يؤدي إلى التخلص من الوزن الزائد .

2- ربط المعدة القابل للتعديل بالتنظير :
تُعدّ عملية وضع حزام سيليكون حول الجزء الأعلى من المعدة ثاني أكثر العمليات الجراحية شيوعًا للتخلص من السمنة وخفض الوزن، ويقوم الجراح باستخدام المنظار لتثبيت الحزام وجعل المعدة أصغر بمنفذ ضيق .

يؤدي إجراء العملية الجراحية هذه إلى إحساس سريع بالشبع وتناول كمية أقل من الطعام، ويمكن أن يتم تضييق أو توسيع أو تغيير اتجاه هذا الحزام وفقًا للحاجة .

3- جراحة تكميم المعدة :

يقوم الجراح خلال هذه العملية بإزالة معظم أجزاء المعدة، ويشكل الأجزاء المتبقية أنبوبًا أو “كم” يظل متصلاً بالأمعاء الدقيقة .

بعد إجراء العملية الجراحية، يصبح حجم المعدة قادرًا على تحمل حوالي 2-3 أونصات من الطعام فقط، مما يؤدي إلى الشبع بسرعة نظرًا لصغر حجم المعدة. كما أن الجسم لا يشعر بالجوع بعد العملية بسبب التخلص من معظم الأنسجة التي تنتج هرمون الجوع “جريلين .

ملحوظة : هذا الإجراء يعتبر نهائيا ودائما، ولا يمكن إجراء أي تعديلات أو تغييرات مرة أخرى .

4- تحويل بيليو بانكريتيك :
تشابه هذه العملية الجراحية عملية تحويل المسار، حيث يتم توصيل كيس المعدة الصغير إلى الجزء الأبعد من الأمعاء، وتستخدم هذه الجراحة في العديد من جراحات السمنة، ولكنها تعتبر نوعًا صعبًا، وربما تؤدي إلى نقص العناصر الغذائية .

5- الربط العمودي للمعدة :
يقوم الجراح بإجراء عملية لعمل كيس معدي صغير باستخدام مشبك وحزام بلاستيكي، ويمكن للمريض فقدان الوزن بشكل أكبر بعد هذه العملية مقارنة بالعمليات الجراحية الأخرى، ولكنها غير شائعة الاستخدام وتم استبدالها بإجراءات أخرى مثل عمليات تحويل المسار أو ربط المعدة التنظيري .

ما هي التوقعات من الجراحة لتخفيف الوزن؟
يجب أن تسأل الطبيب عن الوزن الذي يمكن أن تفقده خلال العملية ، وماهي النتائج المترتبة عليها ، كما يجب أن تتوقع تناول كميات أقل من الطعام ، وتقوم ب ممارسة الرياضة بصورة منتظمة .

يجب تذكر أنها عملية جراحية كبيرة ولها مخاطر، ومن بين المضاعفات الشائعة لهذه العمليات: العدوى والنزيف الخفيف والقرح والفتق، وتوجد بعض المضاعفات النادرة ولكنها خطيرة وتهدد حياة الأشخاص مثل الجلطات الدموية والنزيف الشديد والعدوى الخطيرة .

تحدث هذه المضاعفات داخل مراكز جراحات السمنة، وعادةً ما يتم إجراء هذه العمليات الجراحية في مراكز أخرى، ويقيم المريض لمدة يومين أو ثلاثة بعد الجراحة، ويمكنه العودة لحياته الطبيعية خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع