اسلاميات

مصادر التفسير بالمأثور وأهميتها .. وبعض الأمثلة من كتبها

مصادر التفسير بالمأثور الأربعة

إن مصادر  التفسير بالمأثور  تكون على أربع أوجه وتتجلى في:

  • تفسير القرآن بالقرآن يعني استخدام القرآن الكريم لتفسير نفسه، حيث يتم تفسير بعض الآيات بواسطة آيات أخرى، وهذا من أكثر الأساليب دقة وشمولية في تفسير القرآن. ومن خصائص الأمة الإسلامية العظيمة أن الله تعالى وعدهم بحفظ القرآن، وأنزله على خير خلقه محمد صلى الله عليه وسلم، وقد يمتاز القرآن بأسلوبه البليغ والفصيح الذي يعبر عن معانيه بأبهى الحلل.
  • تفسير القرآن بالسنة الشريفة هو استنادا إلى ما ثبت عن رسولنا الكريم في هذا الشأن، حيث إن السنة النبوية توضح بعض آيات القرآن الكريم.
  • : تم نقل المعرفة عن الصحابة لأنهم شاهدوا القرائن عند نزول القرآن الكريم، وكانوا يمتلكون الفهم التام للقرآن الكريم ويعملون بتعاليمه. بين رسول الله عليه الصلاة والسلام للصحابة الألفاظ والمعاني وكانوا يقيمون الحفظ لمدة طويلة. بعض الفقهاء أطلقوا على تفسير الصحابي الذي شاهد الوحي حكم المرفوع وهذا يعني أنه كأنه روي عن النبي عليه الصلاة والسلام، ولكن بعض العلماء قيدوا ذلك بشرط وجود بيان سبب النزول.
  • تختلف آراء العلماء في تفسير الحديث الذي نقل عن التابعين؛ فبعضهم يعتبره مأثورا بسبب تلقين الصحابة له، ولكن بعض العلماء يرونه تأويلا بسبب اختلاف آرائهم.

أمثلة عن التفسير بالمأثور

تم ذكرها سابقا في هذا المقال، إن مصادر التفسير بالمأثور تتألف من أربعة، وهناك مراحل مختلفة في نشأة علم التفسير، ومن أمثلة التفسير بالمأثور

مثال تفسير القرآن بالقرآن

  • قال تعالى في سورة البقرة آية 37: تفسير الآية الكريمة التي ذكرت في سورة الأعراف الآية 23: `فتلقى آدم من ربه كلمات`، حيث قال المؤمنون: `ربنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا، فإننا من الخاسرين`.
  • قوله تعالى في سورة الأنعام آية 103: الآية `لا تدركه الأبصار` تم تفسيرها في سورة القيامة آية 23 بقوله تعالى: `إلى ربها ناظرة`، أي أنها لا تحيط به.
  • تم تفسير الآية الكريمة التي وردت في سورة المائدة آية 1: في آية 3 من سورة المائدة، يقول الله: “أحلت لكم بحيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم”، وفي الآية اللاحقة يقول: “حرمت عليكم الميتة والدم”.
  • وإن قول الله تعالى في سورة البقرة آية 40: وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم”، تم تفسير كلمة “عهده” في الآية القرآنية التالية في سورة المائدة آية 12، والتي تعني: إذا أقمتم الصلاة وأديتم الزكاة وآمنتم برسلي ونصرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا. تم أيضا تفسير كلمة “عهدهم” في قوله تعالى في سورة المائدة آية 12، والتي تعني: لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار.

مثال تفسير القرآن بالسنة النبوية الشريفة

  • فسَّر الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – الظلم الذي ورد في آية 82 من سورة الأنعام بقوله تعالى: (الذين آمنوا ولم يَلْبِسُوا إيمانهم بظلم) بأن الظلم هنا يعني الشرك بالله.
  • شرح الرسول (صلى الله عليه وسلم) الحساب البسيط الذي ذكر في الآية الثامنة من سورة الانشقاق “فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا” بشكل مفصل وموضح.
  • تم تفسير قوة الجهاد التي ذُكرت في سورة الأنفال الآية 60 بأنها تشير إلى الرمي، وذلك بقول الله تعالى: `وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ`.

مثال تفسير القرآن بأقوال الصحابة الثابتة عنهم

يُلاحظ هنا أن كل ما هو صحيح في روايات ابن عباس وغيره من الصحابة يُستخدم كأمثلة لتفسير القرآن بأقوالهم، وكل ما هو منتشر في كتب التفسير الذي يُدعم بالأسانيد الصحيحة، ويعتبر تفسير ابن جرير الطبري من أهم هذه التفاسير.

أبرز كتب التفسير بالمأثور

إن من أبرز كتب التفسير بالأثر هي:

تفسير آيات القرآن في جامع البيان لابن جرير الطبري

هو الإمام الحافظ المفسر المحدث الفقيه والمؤرخ شيخ المفسرين والمؤرخين، هو أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، وقد ألَّف العديد من العلوم، ومن مؤلفاته:

  • تاريخ الأمم والملوك، وهو مصدر للمعلومات التاريخية.
  • اختلاف الفقهاء.
  • كتاب التبصر في أحوال الدين.
  • تفسيره موجود في جامع البيان لتأويل آيات القرآن.

الكشف والبيان عن تفسير القرآن للثعلبي

  • أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي هو أبو إسحاق، كان كثير الحديث ولكن هناك بعض الفقهاء الذين لا يرونه موثوقًا به، وتوفي في سنة 427 هـ.
  • قال شيخ الإِسلام ابن تيمية في مقدمته في أصول التفسير: وكان الثعلبي في ذاته رجلاً صالحًا ومتدينًا، يقوم بتدوين ما يجده في كتب التفسير من أحاديث صحيحة وضعيفة وموضوعة.
  • وقال الكتاني: في الرسالة المستطرفة، عندما يتحدث عن المفسر الواحد، لم يكن له ولا لشيخه الثعلبي الكبير أي مصداقية في الحديث، بل كانت تفسيراتهما، وخاصة الثعلبي، تتضمن أحاديث موضوعة وقصصا باطلة.

معالم التنزيل للبغوي

  • هو الفقيه الشافعي الحديث والمفسر الذي يعرف باسم الفراء البغوي، ويُلقب بمحي السنة وركن الدين، واسمه أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد.
  • وقد سئل شيخ الإِسلام ابن تيمية عن أقرب التفاسير للكتاب والسنة؟ الزمخشري؟ أم القرطبي؟ أم البغوي؟ أم غير هؤلاء؟ فقال في فتاواه: “وأما التفاسير الثلاثة المسؤول عنها فأسلمها من البدعة والأحاديث الضعيفة البغوي، لكنه مختصر من تفسير الثعلبي وحذف منه الأحاديث الموضوعة والبدع التي فيه، وحذف أشياء غير ذلك”.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز

ألف هذا الكتاب ابن عطية، وتولت وزارة الأوقاف طباعته في دولة قطر وتسليمه لأهل العلم.

تفسير القرآن الكريم

المؤلف لهذا التفسير هو ابن كثير، وهذا التفسير من الأكثر شهرة بين الناس ومقبول لدى المسلمين عموماً وخاصةً.

أهمية التفسير بالمأثور

إن التفسير بالمأثور هو التفسير الذي يستند إلى الأحاديث الصحيحة، ويجب على كل مسلم اتباعه والاعتماد عليه، فهو الوسيلة التي يحمي بها المسلم نفسه من الخطأ والتحريف في كتاب الله تعالى. وأهمية التفسير بالمأثور تظهر في أنه ملاذ لكل مسلم يرغب في الاستجابة لله سبحانه وتعالى، وفهم وتدبر كلامه، سواء بالتفسير الموضوعي أو التحليلي أو المقارن. إنه أحد أنواع التفسير الأفضل لأنه يعتمد على الأحاديث الصحيحة المنقولة، ولا يتعب في توضيح المعنى بدون دليل، ويتوقف عند الأمور التي ليس لها فائدة في معرفتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى